Post: #1
Title: لا للحرب.. نعم للهدنة (2) كتبه أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 11-16-2025, 02:01 AM
02:01 AM November, 15 2025 سودانيز اون لاين أحمد الملك-هولندا مكتبتى رابط مختصر
لا يختلف الكثيرون حول مسئولية الحركة الإسلامية عن ما يحدث في بلادنا الآن. كل الدماء التي أُريقت في هذه البلاد منذ 30 يونيو 1989 هي مسئولية الحركة الاسلاموية. جاء معظم اقطاب هذه الحركة من أُسر فقيرة استفادت من دعم الدولة للتعليم والسلع الأساسية. ودرس بعضهم وتم ابتعاثهم على حساب الدولة للدراسات العليا في ارقى الجامعات الغربية. وحين دانت لهم السلطة بالانقلاب كان اول ما فعلوه انهم الغوا مجانية التعليم، فحرموا ملايين الطلاب الفقراء (وهم غالب أهل بلادنا) من فرص التعليم. بل واضاعوا على البلاد عقولا هي ثروة هذه البلاد الحقيقية واملها في النماء والتطور. لم يكتفوا بتحويل معظم اهل هذه البلاد الى فقراء بل طاردوهم حتى في حياتهم، حين طاردوا الشباب في كل مكان لإرسالهم وقودا لحرب اشعلوها في الجنوب وزادوا من نيرانها بتحويلها لحرب جهادية، حرب وقضية كانت بسبيلها للتسوية وفق اتفاقية الميرغني قرنق التي قطعوا الطريق عليها بانقلابهم. وبعد اكثر من عقد من الحرب والانتهاكات المريعة التي مورست بحق المدنيين في جنوب البلاد من حرق للقرى الآمنة وقتل للمدنيين، بل والقاء مرضى المستشفيات في النهر بعد اعدامهم كما أكد بعض المشاركين فيما عرف بصيف العبور. إضافة لآلاف الشباب الذين استنفروهم او القوا القبض عليهم في الشوارع ودفعوا بهم رغما عنهم ودون تدريب كاف الى محرقة الحرب، بعد كل تلك الخسائر في الارواح من كل الأطراف عادوا للتوقيع على وثيقة سلام بشروط أسوأ من اتفاقية الميرغني قرنق والتي كانت ستكفل استمرار وحدة بلادنا. وحتى في الفترة الانتقالية حرصوا على دفع أهلنا في الجنوب للتصويت للانفصال، وقبل أن يتم الانفصال اشعلوا الحرب في دارفور واعادوا نفس مسلسل الانتهاكات التي وقعت في الجنوب. لم يعش اهل هذه البلاد يوما دون حروب او إراقة دماء طوال عقود الشؤم الثلاثة والتي تمتد اثارها حتى اللحظة. لم تقم مشروعية حكمهم على عدالة أو قانون أو تنمية متوازنة تحفظ الحقوق وتشجع على بقاء وحدة البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي. قام حكمهم على الفتن بين مكونات شعبنا والحروب المتواصلة التي تعطيهم مشروعية زائفة. وحتى حين كانت تتراجع سطوة التمرد ضد سلطتهم كانوا يصنعون الحركات (بنفس دأبهم على تصنيع المليشيات) يوقعون معاهدات سلام مدفوعة الأجر ثم ينشئون المزيد من الحركات والمزيد من المليشيات! ومن عجب أن هناك من يصدقهم حين يتحدثون عن الكرامة وحربها! وهم يخوضون الحرب المصنوعة مع المليشيا التي صنعوها لقتل شعبنا ولتكون مشروعا لحركة متمردة لتستمر الحروب في هذه البلاد وتعطيهم مشروعية العودة لحكمها. فوقود حكمهم هو (فلترق كل الدماء) أنظر للانسحابات من المدن من مدني وحتى الفاشر، يزعمون حربهم لحماية الناس ، ويفرون من المدن تاركين المدنيين لمصيرهم المحتوم والأنكى انهم لا يحرصون على تنظيم خروج آمن المدنيين من المدن المحاصرة او التي تدور فيها المعارك، يتركونهم لمصيرهم لزيادة عدد ارقام الضحايا التي تدين الطرف الآخر، والمواطن البريء هو الضحية لانتهاكات الطرفين بدعوى الانتماء للطرف الآخر. التقيت قبل أيام صديقا حكى أن اسرته التي تسكن في احدى القرى القريبة من الخرطوم، عانت الأمرين من طرفي القتال، وتعرضت الأسرة للانتهاكات من الطرفين، بدعوى انتمائها في كل مرة للطرف الآخر! استمرار الحرب يعني استمرار معاناة المدنيين، استمرار الانتهاكات، دمار البلاد وحدوث المزيد من المجاعات بسبب فشل المواسم الزراعية، تفشي الأوبئة وزيادة معاناة الناس بسبب انهيار النظام الصحي، تباعد الشقة بين أبناء الوطن بما يهدد وحدته ووجوده. شعبنا يريد السلام، يريد استعادة حياته واستئنافها، يريد أن يذهب اطفاله الى المدارس في أمان، وأن تعيش البلاد كلها في سلام وتتم محاسبة كل من أجرم في حقه. على كل من يريد استمرار الحرب أن يحمل السلاح ويحارب بنفسه، لا أن يكتفي بالحرب من خلف الشاشات تاركا أبناء شعبنا وقودا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. #لا_للحرب #نعم_للهدنة #نعم_للسلام
|
|