Post: #1
Title: خطاب الجزيرة في الحرب السودانية: تحليل بنيوي للانحياز وصناعة السردية الإعلامية كتبه د.أحمد التيجاني
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 11-15-2025, 04:55 PM
04:55 PM November, 15 2025 سودانيز اون لاين احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا مكتبتى رابط مختصر
د.أحمد التيجاني سيد أحمد ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥
من بين كل شبكات الإعلام العربية، تبقى الجزيرة — بجميع قنواتها ومؤسساتها وباختلاف لغاتها — الأكثر حضورًا وتأثيرًا في الوعي العربي. لكن هذا النفوذ الكبير ترافق، في الملف السوداني خصوصًا، مع انحياز واضح يصعب إنكاره، ولم يعد مجرد خطأ مهني عابر، بل أصبح جزءًا من سردية متكاملة تخدم خطاب الحركة الإسلامية وتعيد تدوير مشروع الكيزان إعلاميًا عبر تغطيات منحازة، وانتقاء للضيوف، وصياغات لغوية، وصور بُنيت بعناية لتوجيه الرأي العام السوداني والعربي.
(١) الأساس السياسي لانحياز الجزيرة ---------------------------------- الجزيرة شبكة إعلامية ذات طابع أيديولوجي منذ نشأتها، وقد منحت الإسلاميين مساحة واسعة للتأثير في المشهد العربي. وفي السودان، ظهر هذا الارتباط بوضوح من خلال: - استضافة مكثفة لقيادات المؤتمر الوطني والإخوان المسلمين. - تغييب أصوات الهامش والنساء والخبراء المستقلين. - الاعتماد شبه الكامل على رواية الجيش المسيس وأجهزة النظام السابق.
ارتبط هذا الانحياز بالسياق السياسي القطري الذي يدعم الحركات الإسلامية في المنطقة، ويستخدم الإعلام كأداة للنفوذ الناعم.
(٢) الفاشر: الرواية الإعلامية أمام الوقائع العسكرية -----------------------------------------
في لحظة حاسمة من الحرب، عندما سقطت الفاشر عسكريًا، تبنّت الجزيرة رواية الجيش بالكامل: - وصفت الانسحاب بـ "إعادة تموضع". - تجاهلت شهادات المدنيين التي بثّتها القنوات العالمية. - لم تعرض صور الأقمار الصناعية التي أكدت انهيار خطوط الدفاع. - استخدمت لغة الكيزان حرفيًا: "الصمود"، "الثبات"، "تحريك الاحتياط".
كما أعادت بث تصريحات لضيوف من التيار الإسلامي زعموا أن "الفاشر لم تسقط"، رغم التوثيق المستقل الذي أكّد العكس.
(٣) بارا: كيف تُصنع رواية من زاوية واحدة؟ -------------------------------------- في معارك بارا، تجاهلت الجزيرة: - مقاطع فيديو محققة تُظهر دخول قوات الدعم السريع إلى مواقع الجيش. - شهادات السكان المحليين عن انسحاب القوات الحكومية قبل يوم من إعلان "التموضع". - صور أقمار صناعية نشرتها Maxar Technologies تظهر خطوط الاشتباك بدقة.
ركزت على الناطق الرسمي باسم الجيش فقط، ومنحت تحليلات واسعة لضيوف محسوبين على الحركة الإسلامية.
(٤) الجنينة: التعتيم الممنهج على التطهير العرقي ----------------------------------------- بينما وصفت الأمم المتحدة ما حدث في الجنينة بأنه "فظائع واسعة النطاق" و"جرائم ضد الإنسانية"، اختارت الجزيرة استخدام تعبير: "اشتباكات قبلية".
لم تستضف أي خبير من دارفور أو منظمات حقوقية، وتجنّبت ذكر تقارير Human Rights Watch عن مجازر حي الجبل والجمارك.
هذا التعتيم ليس خطأً صحفيًا بل خيار سياسي يحجب المسؤوليات الجنائية لأطراف الإسلاميين.
(٥) بابنوسة: لغة عسكرية بنكهة أيديولوجية -------------------------------------- في بابنوسة، كررت الجزيرة: - رواية الكيزان: "متمردون"، "فوضى ميليشيات". - تجاهلت شهادات المدنيين حول انسحاب الجيش. - لم تذكر فقدان SAF لخطوط استراتيجية حساسة.
كما بثت تقريرًا ادّعت فيه أن "الأهالي يرفضون الدعم السريع" دون أي مصدر أو استطلاع.
(٦) أدوات الانحياز الإعلامي لدى الجزيرة ----------------------------------- يتضح الانحياز عبر أربع أدوات:
١. انتقاء الضيوف: استضافة الإسلاميين بشكل شبه دائم، وتغييب الأصوات المدنية والهامشية.
٢. التلاعب اللغوي: - البرهان = "رئيس مجلس السيادة". - الإسلاميون = "قوى سياسية". - الدعم السريع = "ميليشيا". - المدنيون = "الحاضنة اليسارية".
٣. الانتقاء البصري: - إظهار البرهان في لقطات متكررة يحيّي جنودًا. - عرض تجمعات صغيرة وتوصيفها بأنها "الشارع". - تجنب عرض الخراب في الفاشر.
٤. الصياغة الإخبارية: باستخدام تعبيرات مثل: - "تقول مصادر عسكرية". - "يرى مراقبون". دون تحديد أي مصدر.
(٧) العلاقة بين قطر والإسلاميين والسردية الإعلامية ----------------------------------------
|
|