فلسفة إدارة التنوع البيولوجي والاثني في السياق السوداني كتبه أدم أبكر عيسى

07:55 PM November, 12 2025

سودانيز اون لاين
ادم ابكر عيسي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

*أصداء الوعي*


حين يتحدث الناس عن الوطنية في السودان، يتضح أن الموضوع ليس مجرد كلمات تُنطق أو شعارات تُرفع في الهواء. الوطنية تعني شيئًا أكبر من ذلك بكثير؛ إنها قيم وأفكار تُزرع في الأرض وتُسقي بالماء لتُثمر عقدًا اجتماعيًا يبعث على المساواة والعدالة.

• مفهوم الوطنية

في مقالي السابق حول "الوطنية بين آصداء الوعي وواقع الشعارات: نحو بناء عمل ملموس"، ناقشت ثلاثة أطر لإعادة تعريف مفهوم الوطنية. فالوطنية ليست مجرد خط مستقيم يمر عبر الجغرافيا، بل تمتد إلى مجموعة من المعتقدات والقيم التي تحدد الهوية وتجعل من كل بلد ما هو عليه. إنها تعبير عن الولاء والإنتماء، وهي علاقة تجعلك تفكر في وطنك وكأنك تسير فيه كل يوم.

• تساؤلات فلسفية حول الوطنية

تثير الوطنية الكثير من الأسئلة العميقة، مثل: كيف يمكن أن نُعرف الوطنية؟ وما علاقتها بالقومية؟ وما هي مكانتها الأخلاقية، هل هي قيمة تتطلب التعزيز أم حالة ينبغي الابتعاد عنها؟ والواقع أن الفلاسفة، حتى وقت قريب، لم يعيروا هذا الموضوع الكثير من الاهتمام. ولكن في الثمانينيات، بدأنا نشهد تغييرات، حيث ظهرت نزعة الجماعات كنوع من الرد على الفلسفة التي تركز على الفرد.

• الوطنية الحقيقية مقابل الوطنية الزائفة

الوطنية الحقيقية تظهر في الحب الصادق لوطنك، وفي استعدادك للتضحية من أجله. بينما الوطنية الزائفة، للأسف، يمكن أن تكون قناعًا يستخدمه البعض لتحقيق مصالح شخصية.

• الوطنية الحقيقية:

• الأساس: حب عميق للأرض والشعب والثقافة.
• الأفعال: التضحية بالوقت والجهد والمال من أجل الوطن.
• السلوك: العمل الجاد لخدمة الوطن واحترام القوانين.
• المواقف: الثبات على المبادئ ومحاربة الفساد.
• الهدف: تحقيق المصلحة العامة والرخاء للجميع.

• الوطنية الزائفة:

• الأساس: مصالح شخصية أو ولاء لقوى خارجية.
• الأفعال: استخدام الوطنية كأداة لتحقيق مكاسب سياسية.
• السلوك: نشر الشائعات والتحريض على الكراهية.
• المواقف: تذبذب في المواقف حسب المصالح.

• نحو عقد اجتماعي متجدد

لكي نعيش في سلام ونتجنب الصراعات، نحن بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم الوطنية والانتماء، بحيث نُعزز القيم الإنسانية ونؤكد على أهمية العدالة والمساواة. فهذه هي الطريق إلى بناء دولة يشارك في صناعتها الجميع، ويقوي أواصر التعاون بين جميع مكونات المجتمع السوداني.

فمتى ما غصنا في فهم مفهوم الوطنية، سنجد أن إرساء حجر الأساس لمجتمع متماسك يُسعى فيه لتحقيق العدالة والتنمية، يمكن أن يكون بداية جديدة لكل أفراد هذا الوطن.