حين يُختطف الدين لتبرير الحرب كتبه كمال الهِدَي

حين يُختطف الدين لتبرير الحرب كتبه كمال الهِدَي


11-12-2025, 04:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1762966731&rn=0


Post: #1
Title: حين يُختطف الدين لتبرير الحرب كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 11-12-2025, 04:58 PM

04:58 PM November, 12 2025

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-عمان
مكتبتى
رابط مختصر





تأمُلات




كثيراً ما يُذكِرني بعض الأصدقاء المخلصين – من غير الكيزان طبعاً، فلا يعقل أن أصف كوزاً بالإخلاص – بأن ديننا الحنيف يدعونا إلى القتال دفاعاً عن النفس.
وبالطبع نحن لا نخالف دين المولى عز وجل ولا نغالط فيه، بل نرفض دين الكيزان الذي يفصلونه ويغيرون فيه حسب مقتضيات كل مرحلة.

ما فعله الجنجويد بمناطق عديدة من بلدنا استحق أن يحمل كل مواطن سلاحه للدفاع عن عرضه وماله وأهله، لكن هل تم ذلك في واقع الأمر؟! بالطبع لا باستثناء حالات محدودة. بخلاف ذلك فقد هرب الناس من بيوتهم ومدنهم وقراهم التي استباحها هؤلاء المجرمون بعد أن فر جيش الكيزان تاركاً هؤلاء المواطنين في مواجهة قوات تسلحت بأحدث الأسلحة بأموال هذا الشعب المطرود والمُنتهكة حقوقه. إذن، أي حديث عن الاستنفار وحمل السلاح بعد أن نزح السواد الأعظم من المواطنين لا علاقة له البتة بالقتال الوارد في ديننا الحنيف، بل هي دعوات حق يُراد بها باطلاً. كل ما في الأمر، أصدقائي، أن الكيزان يريدون أن يحارب أولادكم من أجلهم حتى يعودوا إلى الحكم، وليس دفاعاً عن النفس أو العرض أو الممتلكات، فهذه أمور فات أوانها.

ولو أنه مع قدوم أَول فوج من الجنجويد القتلة لبيوت المواطنين خرج أحدهم شاهراً سلاحه في وجوههم، أو لو رأينا هذا الجيش الخائن يزود عن مواطنيه بجدية، لما قلنا له أو لهم "لا للحرب" . لكن الأمر أصبح أكبر من قدرة المواطن وجيش الكيزان وقيادة الجنجويد نفسها، بعد أن تشابكت مصالح القوى الإقليمية والدولية - وهو ما كنا نخشاه ونحذر منه منذ الساعات الأولى لحربهم التي وضعوا مثل هذا ضمن أهدافها. فهم خبثاء وعملاء وخونة لا يؤمنون بالوطن ولا يهمهم مواطنيه.

ولو أن المشكلة في الانتهاكات، فقد سبق أن تعايشنا كشعب سوداني على مدى عقود مع من علموا الجنجويد الانتهاكات وأمروهم بارتكابها مراراً وتكراراً، مع من اغتصبوا الرجال قبل النساء، ومع ن أوجدوا وظيفة "مغتصب" ليشغلها بعض سواقطهم. لذا يظل الحل في وقف هذه الحرب حتى لا يجد أي من طرفيها ذريعة للانتهاكات.