Post: #1
Title: ماذا وراء حماس السودان للمشاركة؟ مؤتمر المناخ بين الضرورة والترف كتبه حسن أبو زينب عمر
Author: حسن ابوزينب عمر
Date: 11-11-2025, 04:25 PM
04:25 PM November, 11 2025 سودانيز اون لاين حسن ابوزينب عمر-السودان مكتبتى رابط مختصر
أثارت كلمة الدكتورة منى على محمد أحمد الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والموارد في افتتاح الدورة 36 لمجلس الوزراء العرب الذي عقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط أكتوبر 2025 عاصفة من الجدل في السودان بين من دفعته الصدمة والوجع من دولة الامارات المتهمة فوجدها فرصة للإشادة بكلمتها انتقاما من الامارات المتهمة بسفك دماء أهل السودان وتدمير مقدراته وبالتالي تدمير البيئة التي يعيش ويعتمد على نقائها ونظافتها الانسان وبين مستنكر يرفض مبدأ حكومة الأمر الواقع في بورتسودان ووجدها فرصة سانحة لدفن ممثلة السودان حية بزعم انها كوزة أفسدت رسالة السودان بأقحامها السياسة والبروباغندا في أطروحات مؤتمر علمي كان يستهدف تأثيرات التغييرات المناخية على البيئة . الخطاب كان له صدى واسعا داخل القاعة وخارجها ومن الطبيعي أن تتكئ عليه دولة تعرضت لاعتداء غاشم غير مسبوق تأثيراته في غاية السلبية على الوطن والمواطن وله انعكاسات قاتلة على البيئة بانبعاثات أعمدة الدخان emission سامة كانت تتزاحم في سماء العاصمة والمدن الأخرى المستهدفة بصورة عشوائية شبه يومية. (2) القول الفصل هنا ان الدكتورة منى القادمة ربما من الدبة لم ترتكب جرما أكثر من جرم الرئيس الروسي خروتشوف الذي خلع حذائه وضرب بها طاولة وفد بلاده أثناء الدورة 902 للجمعية العامة في الأمم المتحدة في 12 أكتوبر 1962 اعتراضا على خطاب الفلبيني لورينزو سومولونج بل لم تأتي بمنكر أكثر مما ارتكبه معمر القذافي حينما مزق ميثاق الأمم المتحدة ليس في نواكشوط المنسية بل فوق المنصة الرئيسية للأمم المتحدة وفي عقر مدينة نيويورك مدينة المال والأعمال وعلى نفس هذا المنوال من الاحتجاجات سار الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ورئيس فنزويلا هوجو شافيز عام 2013 .فلماذا تصب اللعنات فقط على السودانية منى ؟ . (3) لا يعول الكثير على مؤتمرات المناخ وآخرها مؤتمر (بيليم) الذي عقد داخل أحراش الأمازون البرازيلية 10 نوفمبر – 21 نوفمبر سيما وهو يخوض في قضايا رئيسية الا انها معقدة ويصعب التوصل الى توافق بشأنها فهناك نقص حاد في التمويل المخصص للدول الفقيرة كما تعتبر حماية الغابات من أكثر القضايا اثارة للجدل. غاب عن مؤتمر (بيليم) ثاني أكبر ملوث للبيئة وهي الولايات المتحدة أما الملوث الأول وهي الصين بسبب كثرة المصانع التي تطلق انبعاثاتها في الجو وتؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري climate change بتسخين الأجواء وذوبان الجليد مما يرشح اختفاء العديد من الجزر الا أنها تنكر التهمة دائما .. أضف الى ذلك ان الحضور لم يتجاوز 50 دولة من جملة 193 دولة ولذلك لا أرى سببا مقنعا لمشاركة السودان في هذا المؤتمر ليس بسبب التكلفة المالية لأعضاء البعثة فحسب بل قلة المردود المنتظر. فإذا كانت أحد أهم أسباب المشاركة هي البحث عن اجماع دولي لإدانة الامارات ودورها في تدمير البيئة السودانية فهو جهد عبثي ليس ورائه طائل مع هذه المجموعة التي ليست لها آلية لتنفيذ قراراتها اذ لا زالت الصين وروسيا تتراشقان كرة الاتهامات الملتهبة بينما تذهب أدراج الرياح الانتقادات المتبادلة أشبه بردح الضرات من فوق البلكونات في الأفلام المصرية القديمة. (4) أعتقد أن فضح الامارات لن يكتمل الا بالتركيز على دورها في تدمير كل مقدرات السودان من مصانع وجامعات ومستشفيات ومقرات سكنية ومراكز خدمية وبنية تحتية قدرت كلفتها ب 500 مليار دولار. لن يتأتى هذا الا بدعوة كل وسائل الاعلام الأجنبية لتمليكها كل حقائق التدمير الممنهج والذي ورائه خبراء تخريب على مستوى عال من المهارة وبالذات في قطاع الكهرباء وكلها جرائم ترقى الى محو السودان من الوجود بطمس تاريخه بتهريبه الى الخارج لبيعه في المزادات العلنية برخص التراب. (5) ما فقده السودان من ممتلكات وحصاد عمر تم تشييده بالدم والدموع على مدار عشرات السنين ومن جيب المواطن والتي انتهت الآن رمادا تذروه الرياح هي القضية المسكوت عنها وينبغي ان لا يسدل الستار عليها حتى لو تحقق السلم ..على العالم أن يفهم ان وزر ميليشيا آل دقلو ليس قاصرا على السلب والنهب والاغتصاب والقتل على الهوية فحسب بل التدمير والخراب المتعمد .. مدخل للخروج حقائق لا خير منا ان لم نقلها ولا خير فيكم ان لن تسمعوها أقولها قبل أن (ينط أحدهم في حلقي) وينسبني الى جماعات الإسلام السياسي فاذا كان منهج آل دقلوهو اشهار البطاقات الحمراء في وجه عرب الجلابة ودولة 56 فالمساليت الذين تم اقتلاعهم من أراضيهم وواليهم خميس أبكر الذي مثلوا بجثته ليسوا من الشمال المستهدف وعشرات الملايين الذين هاموا على وجوههم بحثا عن ملجأ في فجاج الأرض ليسوا كلهم كيزان وجلابة كما أن عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ ومحمد ابراهيم نقد وهاشم العطا وخالد الكد وهم حتى لو كانوا ينتمون الى الشمال المغضوب عليه لكونهم شوايقة ودناقلة فلم يكن ينتمون للكيزان فقد كانوا من أعمدة الحزب الشيوعي .
|
|