الإسلامويون و)الجنجويد(.. مخزون القساوة وتجسيد العنف في أبشع صوره..!! كتبه خالد أبواحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-12-2025, 05:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2025, 04:24 PM

خالد ابواحمد
<aخالد ابواحمد
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلامويون و)الجنجويد(.. مخزون القساوة وتجسيد العنف في أبشع صوره..!! كتبه خالد أبواحمد

    04:24 PM November, 11 2025

    سودانيز اون لاين
    خالد ابواحمد -البحرين
    مكتبتى
    رابط مختصر






    يلازمني هذه الأيام تفكيرٌ عميق في كنه هؤلاء المنتسبين إلى الجنجويد: أي قساوةٍ هذه؟ وأي ‏قلوبٍ يحملون في صدورهم؟ هذا ليس هو السؤال فحسب، بل السؤال الأعمق: من أين أتى ‏الإسلامويون بالجنجويد ليعيثوا في دارفور فسادًا وقتلًا واغتصابًا وتشريدًا، ليسكتوا صوت ‏الضمير الحي هناك؟.‏

    من أي كوكبٍ جاءوا؟ واضحٌ أن اختيارهم لم يكن عبثًا، بل كان مقصودًا لتحجّرهم وقساوتهم ‏اللا محدودة ليؤدّوا المهام التي تُريح الحركة (الإسلامية) في مأمنها، وقد وجدت ضالتها فيهم.‏

    وثمة سؤالٌ أعمق: لماذا أحسّت منظومة الإسلامويين في الخرطوم أنها بحاجة إلى مخزونٍ ‏من القساوة خارج الجيش النظامي؟ فلدى أجهزتها الأمنية المخزون (الاستراتيجي) الذي قتل ‏بجرعةٍ منه الدكتور علي فضل بمسمارٍ في أمّ رأسه!‏

    أيّ قسوةٍ أبلغ من هذه؟ وهي نفسها التي تمّ بها لاحقًا قتل الأستاذ أحمد الخير بالتفاصيل التي ‏نعرفها جميعًا، تلك القسوة التي عبّر عنها تأسيسُ منهجٍ واختصاصٍ في الاغتصاب!‏

    الجواب يكمن في فهم العلاقة السببية: الجنجويد لم ينشأوا صدفةً في فراغ؛ هم ثمرةُ خيارٍ ‏سياسيٍّ واعٍ اتخذته حركةٌ مؤدلجة للسلطة، خيارٌ يجعل من العنف المنظَّم أداةً مركزيةً للبقاء ‏والإخضاع.‏

    منذ أن تفجّرت المأساة السودانية في دارفور عام 2003م، ثم تمدّدت إلى بقية أقاليم البلاد، ظلّ سؤالٌ ‏واحد يلحّ على ضمير السودانيين: كيف تحوّل بشرٌ من أبناء البلاد نفسها إلى آلاتٍ للعنف ‏والقتل والانتهاك بلا رحمةٍ ولا وازع؟.‏

    هذا السؤال لا يجد إجابته في التفاصيل الميدانية للحرب فحسب، بل في الجذور العميقة للفكر ‏الذي أنشأ وصاغ تلك الأدوات البشرية القاتلة، الفكرُ الإسلاموي الذي أعاد تعريف معنى ‏‏"العدو"، وحرّف مفهوم "الجهاد"، وفتح الباب أمام ولادة أكثر التنظيمات وحشيةً في تاريخ ‏السودان الحديث، وهم الجنجويد.‏

    في ايام كئيبة (نوفمبر-ابريل 2004م) كانت مناطق وادي صالح بدارفور تنزف مثل جرحٍ مفتوح ‏في خاصرة الإقليم، كان الدخان يعلو من بيوت الطين، وصراخ النساء يختلط بصوت الرصاص، ‏والسماء من فوق تبدو كأنها تتفرّج بصمتٍ على الكارثة. في ذلك اليوم كانت الطائرات ‏الحكومية تُمهّد الطريق، بينما اجتاحت الميليشيات القرية على صهوات الخيل والسيارات ‏المموهة. لم تكن معركةً بين جيشين، بل بين بشرٍ مسلحين وبشرٍ عُزّل. كان ذلك اليوم بداية ‏فصلٍ جديد من تاريخ القسوة في السودان، يوم خرج الجنجويد من ظلّ الإسلامويين إلى مسرح ‏التاريخ.‏

    الحركة الإسلاموية التي حكمت السودان لم تصنع الجنجويد بالصدفة، صنعتهم كما يصنع ‏الحدّاد سيفه، لتطعن بهم كل من يقف في وجهها. كانت تعرف أن الجيش الوطني لم يعد ‏مطواعًا كما كان، وأن ثورة الرفض في دارفور تتوسع، فاختارت أن تصنع جيشًا من خارج ‏القانون، جيشًا بلا ضميرٍ ودون عقيدةٍ سوى الولاء للحاكم. هؤلاء لم يخرجوا من المدارس ‏العسكرية بل من طموحات الإسلامويين الغبية، ومن رؤوسهم الفارغة إلا من الهوس بالسلطة ‏والتلذذ بالمال والنساء. قيل لهم إنهم يحاربون الكفار والمتمردين، وإن الله في صفهم، وكانت تلك ‏بداية الجريمة الكبرى التي حملت شعار الإيمان ورفعت راية الخلاص.‏

    لقد أدار الإسلامويون ماكينة الحرب بذكاءٍ شيطاني، فساروا في طريقٍ واحدٍ إلى دارفور، كلّ ‏شيءٍ كان مخططًا بعناية: إشعال النار ثم التبرؤ من الدخان. كانوا يقولون للعالم إن ما يحدث ‏صراعٌ قبلي، بينما كانت الطائرات التي تحمل شعار الدولة هي التي تمطر القرى بالقنابل.‏

    لم يكن اللاعبون الرئيسيون في محارق دارفور يأتون صدفةً؛ تمّت صناعتهم في دهاليز الدولة ‏الإسلاموية بواسطة عمر البشير وصلاح قوش، صنعوهـم كما يصنع الساحر مخلوقَه من ‏الطين، ثم يخاف منه حين يتحرك.‏

    ومثل كل الأنظمة التي تظن أنها قادرة على ترويض العنف، انقلب السحر على الساحر. ‏الجنجويد الذين خُلقوا لحماية النظام صاروا نظامًا بحدّ ذاتهم، وحين تحوّلوا إلى "قوات الدعم ‏السريع"، لم يعودوا مجرد ميليشيا، بل دولةً داخل الدولة. امتلكوا الذهب من جبل عامر، وطرق ‏التهريب، والعلاقات الإقليمية، حتى صارت لهم ميزانيتهم وسياستهم الخاصة. وهكذا وجد ‏الإسلامويون أنفسهم أمام وحشٍ أنشأوه بأيديهم.‏

    لكن السودان ليس أول من يلد أبناءً من رحم الدم؛ فالمغول حين اجتاحوا بغداد عام 1258 لم ‏يكتفوا بالقتل، بل أرادوا أن يزرعوا الخوف في ذاكرة الأمم، والنازيون بعدهم استخدموا العنف ‏كلغةٍ لتطهير أوروبا من "الآخر"، فحوّلوا القتل إلى عملٍ إداريٍّ منظم، وفي كمبوديا كتب ‏الخمير الحمر فصلاً آخر من الجنون حين قرروا أن يبدأ التاريخ من عام الصفر، فأبادوا ‏شعبهم باسم الثورة. كلهم تشابهوا في شيءٍ واحد: اعتقادهم أن الدم يُبنى به وطن، ‏والإسلامويون في السودان لم يكونوا استثناءً من هذه القاعدة الملعونة، فقد آمنوا بأن السلطة ‏يمكن أن تحيا بالعنف، وأن القسوة يمكن أن تخلق الاستقرار.‏

    لكن ما بين كُتم والفاشر ونيالا والجنينة، كان الدم يكتب الحقيقة التي تجاهلوها: أن القسوة لا ‏تحمي أحدًا. ففي كل قريةٍ أُحرقت، وكل امرأةٍ اغتُصبت، وكل طفلٍ فُقد، وُلدت ذاكرةٌ لن تموت. ‏تقارير الأمم المتحدة و(هيومن رايتس ووتش) كانت تصرخ بأرقامٍ ووقائع، وكانت هناك ‏مجهودات الممثل النجم الأمريكي جورج كلوني في توثيق الجرائم عندما زار دارفور أيام ‏الإبادة، وقال إنه "شاهد بعينيه مناظر فظيعة من عمليات اغتصاب وتجارة نساء في إقليم ‏دارفور غرب السودان، وذلك خلال جولته في الإقليم مع والده نِك كلوني، التي استمرت لمدة ‏خمسة أيام"، موضحًا أنه "أعدّ تقريرًا عن الرحلة، وتأثّر جدًّا بكل ما شاهده فيها"، لافتًا إلى ‏أن "مشاهد الاغتصاب لم تكن وحدها السائدة، إنما مشاهد القتل والتدمير".‏

    في تلك الأيام، كان العالم مشغولًا عن دارفور بقضايا أخرى ساخنة، الإسلامويون كانوا يحتفلون ‏بالنجاة من العقوبات، والجنجويد كانوا يحتفلون بالغنائم، والضحايا كانوا يدفنون موتاهم بدموعٍ ‏صامتة. ثم جاء عام 2019 وسقط البشير، فسقط معه قناع الدين الذي كان يغطي وجه القسوة. ‏خرج الجنجويد من عباءة الإسلامويين، ورفعوا رايتهم الخاصة، وصاروا ينازعون الجيش ‏على الشرعية. حينها فقط أدرك السودانيون حجم الكارثة، وأن الوحش الذي أُطلق في دارفور ‏لن يعود إلى القفص. الحرب التي تمزق السودان اليوم ليست سوى صدى بعيدٍ لتلك القرية ‏الصغيرة التي احترقت في عام 2004.‏

    اليوم حين يروي الناجون قصصهم، لا يتحدثون عن السياسة، بل عن الليل الطويل، عن الخوف ‏الذي صار هواءً يتنفسونه، عن الجوع والرصاص والذاكرة. في صوتهم وجعُ أمةٍ خُدعت باسم ‏الله ثم قُتلت باسمه. الإسلامويون الذين صنعوا الجنجويد لم يفقدوا فقط سلطتهم، بل فقدوا ‏المعنى، لأن من يبني عرشه على الجثث لا يملك إلا أن يسقط معها.‏

    ولعلّ الدرس الأكبر أن السودان لا يحتاج إلى مزيدٍ من الدم، بل إلى شجاعة الاعتراف. ‏الاعتراف بأن الجنجويد لم يكونوا حادثةً عرضية في التاريخ، بل تجسيدًا نقيًّا لروح المشروع ‏الإسلاموي حين يخلع قناعه، إنهم الوجه الحقيقي للفكرة حين تتحول من نصوصٍ في الكتب ‏إلى رصاصٍ في الصدور. وما لم يواجه السودانيون هذه الحقيقة بجرأةٍ وعدالة، فستظل ‏دارفور وكل مدن السودان تشتعل كلما حاولوا نسيانها.‏

    ‏(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)‏

    ‏11 نوفمبر 2025م
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de