Post: #1
Title: نعم للهدنة .. لا للحرب كتبه أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 11-10-2025, 06:03 PM
06:03 PM November, 10 2025 سودانيز اون لاين أحمد الملك-هولندا مكتبتى رابط مختصر
تحض الأديان كلها على حقن الدماء والجنوح الى السلم. الكيزان نصبوا من انفسهم دون مؤهلات حماة للدين، الدين يمجد الحياة ويساوي بين من يقتل نفسا واحدة دون حق وبين من يقتل الناس جميعا. الكيزان لا يهمهم قتل الناس جميعا (كانت شعاراتهم في ذروة تسعينات الهيجان الجهادي : موت في موت أخير في الله ، فلترق منهم دماء أو ترق كل الدماء .. الخ الخ). قاموا بإنشاء المليشيات لا لحراسة الحدود أو تحرير أراض محتلة، بل لإرهاب الناس وقتلهم. لا تعنيهم حياة الناس، لا يعنيهم الوطن بشيء (رغم اعلان قائدهم ان الدولة ملك للتنظيم) الا بقدر ما يجدون فيه من فرص لنهب الموارد والاستبداد على العباد، والمفارقة أنّ الكوز الذي طرح نفسه في الفترة الديمقراطية التي أعقبت الانتفاضة والتي انقلب عليها الكيزان، طرح نفسه باعتباره المنقذ العفيف النظيف الذي سيستعيد هيبة السلطة ويرسي العدل والمساواة! ويطبق سنن الدين. لم يطبق شيئا سوى سنن الاستبداد والنهب، ولم يحقق من المساواة سوى مساواة الناس (عدا منسوبيهم) في الظلم الذي حاق بالمواطن ففقد كل حقوقه التي كفلتها كل النظم الوطنية منذ الاستقلال.. بدلا من المساواة بين الناس كما تحض الأديان على ذلك، احيا نيران العنصرية والقبلية، وقسّم الناس الى اهل التنظيم ولهم كل شيء ومجتمع (الجاهلية) وليس لهم سوى الطاعة والفاقة. ولم يكتف بغمط الحقوق بل سعى لزرع الفتن بين أبناء شعبنا أملا في أن تسود سلطته الى الأبد. كل تردد في الانخراط في العملية السلمية، كل تأخير في بدء ذلك لا يعني سوى مزيد من الضحايا الأبرياء والانتهاكات والتدمير للبنية التحتية المنهكة. لا يعني سوى مزيد من الأوبئة والانهيار في الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية التي يعاني المواطن العائد الى دياره والنازح منها، بسبب فقدان تلك الخدمات. أية تأخير في العملية السلمية يعني اتساع الهوة بين أبناء الوطن بسبب الفتن والتحشيد والتحشيد المضاد. قيادة الجيش المترددة بسبب ضغوط الإسلامويين، تتحدث أحيانا عن السلام واحيانا عن الثأر للشهداء. وهي بحكم موقعها كسلطة أمر واقع كان أجدر أن تنحاز الى القانون الذي يعيد الحقوق للضحايا ويحاسب المجرم ويعوّض الأضرار. ولنا في التجربة الرواندية اسوة حسنة، انحازت السلطة هناك الى وقف الحرب ومن ثم المحاسبة والمصالحة، وكانت النتيجة كما يراها العالم الان بكل الاعجاب دولة تنفض عنها رماد الموت والعنصرية وتبحر نحو آفاق التنمية والتطور والنماء. #لا_للحرب
|
|