Post: #1
Title: يقتل القتيل ويمشي في جنازته: البرهان في الدبة* ! كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 11-09-2025, 05:22 PM
05:22 PM November, 09 2025 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
منذ أن سطت جماعة الكيزان أي الإخوان على السلطة في السودان، عام ١٩٨٩م، أصبح من الطبيعي أن ترى القاتل يوزّع التعازي، والمجرم يعتلي المنابر، والمأساة تُروّج كإنجاز وطني. ظهور مجرم الحرب عبد الفتاح البرهان يوم أمس في مدينة الدبة، وسط ضحايا الحرب التي أشعل فتيلها، لا يدل على مواساة، بل يدل على تجدد المأساة، التي هي تجسيد حيّ للمثل الشهير الذي يقول: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته". البرهان، الذي خان شهداء ٢٨ رمضان عام ١٩٩٠م، وأشرف على حرب الإبادة في دارفور، حتى وصلت به الوقاحة حدّ أن لقب نفسه بـ"رب الفور"، يعود يوم أمس ليقف أمام من شرّدهم، لا ليعتذر، بل ليُمارس طقوس النفاق السياسي، ويُعيد تدوير الأكاذيب، ويُظهر نفسه في صورة "الرجل المسؤول"، بينما الحقيقة تقول إنه المسؤول الأول عن مأساتهم. هذا المخلوق العجيب، الذي لبس كل الأقنعة، وطبّق كل أساليب المكر والخبث، تجاوز حتى نظرية ميكافيللي: "الغاية تبرر الوسيلة". فهو لا يبرر الوسيلة بالغاية، بل يبرر الجريمة بشعار الكرامة، الذي إستباح به كرامة الوطن والشعب! أنظروا إلى وجه البرهان، ترون فيه الدناءة والوقاحة والإنحطاط. شخص تافه حقير، خان الثورة، وإنقلب على حكومتها، وأشعل حرباً دمّرت الوطن وشرّدت الملايين، ثم يتظاهر بأنه يواسي ضحاياه! أي إنحطاط هذا؟ السؤال موجّه إلى جبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي، وبقية الإنتهازيين الذين خانوا الثورة، وتحالفوا مع مجرم الحرب البرهان، وهم أدرى الناس بأنه مهندس الإبادة الجماعية في دارفور. مأساة دارفور مأساتان: مأساة الموتى، ومأساة الأحياء.
الطيب الزين
|
|