الثورة وعي لا ينطفئي كتبه الطيب الزين

الثورة وعي لا ينطفئي كتبه الطيب الزين


11-08-2025, 04:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1762620040&rn=0


Post: #1
Title: الثورة وعي لا ينطفئي كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 11-08-2025, 04:40 PM

04:40 PM November, 08 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




من إنقلاب الكيزان إلى إنتفاضة الجماهير.

منذ أن انقلب الكيزان على النظام الديمقراطي في ٣٠ يونيو ١٩٨٩، بدأوا مشروعا منظّما لتدمير الدولة السودانية. نهبوا المال العام، قتلوا الأبرياء، مزّقوا النسيج الاجتماعي، احتكروا الدين، ودمّروا التعليم والصحة ومؤسسات الإنتاج.
ثم أشعلوا نار الحرب بعد ثورة ديسمبر، بهدف إجهاض نضالات الشعب السوداني، وتقسيم البلاد، ونشر الخطاب العنصري. لكن الشعب السوداني رفض الخنوع والانكسار، وقاوم الطغيان والظلم، وما زال يقاوم، وسيظل يقاوم حتى ينتصر.
النار التي أشعلوها كانت آخر سهم في جعبتهم، وبه بدأ سقوطهم.
الشعب السوداني لم يكن يوما غائبا. العمال، المزارعون، المعلمون، النساء، الشباب، والرعاة… الناس الغبش هم من بنوا الوطن، وقدموا التضحيات، وصبروا على القهر والتهميش.
الرعاة الذين ظلوا يرعون ملايين من قطعان الماشية من بقر وضأن وأبل، يعيشون في أقسى الظروف، هم جزء أصيل من القاعدة الجماهيرية التي لم تعد صامتة.
لقد وعت مخططات الكيزان، ورفضت أن تكون وقودا لحروبهم. لم يعد لديها ما تخسره، فاختارت أن تقاتل حتى النهاية. وهكذا تحولت الثورة من نخب إلى وجدان شعبي، ومن شعار إلى قرار جماهيري لا رجعة فيه.
الثورة الشعبية المسلحة ليست انتقامًا، بل بناء دولة مدنية تفتح الطريق لوحدة حقيقية، أساسها الحرية والعدل. لا مكان فيها للكيزان، ولا للخطاب العنصري، ولا للانتهازية السياسية.

قال كارل ماركس: الفقر لا يصنع ثورة، وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة.
وقال فرانز فانون: كل مستعمَر يحمل في داخله مشروع تحرره.
وقال تشي غيفارا: الثورة ليست تفاحة تسقط عندما تنضج، بل يجب أن تُجبر على السقوط.
وقال أنطونيو غرامشي: في الفراغ بين موت القديم وتعذر ولادة الجديد، تظهر الوحوش.
وقال بيرتراند راسل: الظلم لا يدوم إلا بصمت المظلومين.
وقال فيكتور هوغو: لا شيء أقوى من فكرة حان وقتها.
ونحن نقول لكل جماهير الشعب السوداني من يقف ضد الثورة الشعبية، يخسر الدنيا والآخرة.
من يراهن على بقايا الكيزان، يراهن على الخراب.
ومن يظن أن الشعب سينسى، لم يفهم معنى السودان.
الثورة السودانية ليست لحظة غضب، بل لحظة وعي. وعي الفقراء هو وقود الثورة ونورها الذي لن ينطفئ حتى يُهزم مشروع الإستغلال والإستغفال والإستهبال السياسي الذي ظل يمارسه الكيزان ومن سار في ركابهم من الخونة والإنتهازيين والمرجفين.

الطيب الزين