Post: #1
Title: الفاشر تغيير تنميط الأمارات عن الحرب كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 11-08-2025, 01:40 AM
01:40 AM November, 07 2025 سودانيز اون لاين زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا مكتبتى رابط مختصر
بعد دخول عناصر الميليشيا إلي الفاشر، و الإبادات التي مارسوها ضد المواطين هناك، كانت بداية جديدة لعمل إعلامي يدين القتل و الانتهاكات التي فعلتها الميليشيا ضد مواطنين بمختلف إعمارهم هناك.. حيث بدأ عمل إعلامي جديد، شاركت فيه قطاعات واسعة من المواطنين، و الإعلاميين و المثقفين خارج و داخل السودان.. و أيضا الوقفات الاحتجاجية التي قاموا بها في عواصم الدول الأوروبية و كندا و استراليا و أمريكا، و هي أعمال قامت بها الجاليات السودانية هناك، إلي جانب وقفات أخرى في عدد من الدول اقامها مواطنو تلك الدول، خاصة في تونس و دمشق و غيرها، الأمر الذي يؤكد أن الإعلام حول القناعات القديمة عن الحرب.. أن أصرار الميليشيا دخول الفاشر له أهداف ليست مرتبطة بسياسة الميليشيا؛ أنما مرتبطة بأجندة الدول التي جعلت الميليشيا و جناحها السياسي أدوات تنفيذية فقط لمقاصدها، لذلك قدموا لها دعما لوجستيا كبيرا، خاصة من قبل دولة الأمارات، هذا الدعم ليس إتهاما، أنما أشارات إليه العديد من الصحف في أمريكا و بريطانيا، و أيضا منظمات حقوقية إلي جانب تقارير الأمم المتحدة.. و أيضا تصريحات الرئيس الكولمبي الذي أكد أن أبناء جلدتهم يحاربوا كمرتزقة مع الميليشيا في السودان، و قد تم تجنيدهم بواسطة ضباط كولمبيون كانوا يعملون سابقا في الجيش الكولمبي، و الآن أصبحوا تابعين لشركات حراسات أماراتية... كان من قبل ما حدث في الفاشر: أتهام الأمارات يأتي في سياق الخطابات السياسية المتعلقة بالحرب.. و لكن بعد سيطرة الميليشيا على الفاشر، أصبحت الأمارات في الواجهة الإعلامية التي بدأت تدين كل أعمالها.. بعد أن كانت تتخبأ وراء إدعاء حرب بين جنرالين، أصبحت معلومة للعالم أن الحرب في السودان هي مؤامرة تقودها الأمارات، و دول أخرى من وراءها تحاول أن تغطي عليها في المحافل الدولية،..و صور الجرائم في الفاشر بالضرورة سوف تجعل الدول التي تقف خلف الأمارات أن تبتعد عنها حتى لا يشار إليها الاتهام.. و هي حملة لم تتوقعها الأمارات، و أصبحت في دائرة الدفاع، و قد تعرتو فضحت أمام شعوب العالم.. أن الحملة استطاعت بالفعل أن تخلق قلقا كبيرا في الحكومة الأماراتية. و يؤكد ذلك البرامج التي بدأت تظهر في عدد من القنوات، و تحاول أن تبريء الأمارات منها، خاصة برنامج نديم قطيش اللبناني الأصل و رئيس تحرير قناة " سكاي نيوز عربية" الذي حاول أن يؤكد أن الحروب و الصراع السياسي في السودان ليس جديدا، أنما بدأ منذ استقلال السودان.. و معروف أن الأمارات قد سخرت اموالا طائلة لتجميل نفسها، لذلك جندت العديد من الجنسيات لكي يدافعوا عنها في القنوات و الصحافة، و حتى من قبل بعض السودانيين المرتبطين بالميليشيا و الباحثين عن مصالحهم الخاصة، و أيضا الباحثين عن السلطة.. قال وزير الدفاع الصومالي في برلمان بلاده عن استخدام الأمارات لقاعدتها في بوصاصو الصومالية على ساحل بونتلاند.. حيث تقوم رحلات متكررة لطائرات نقل كبيرة تنقل دعما عسكريا لوجستيا، و مرتزق يتم تدريبهم في ذات القاعدة، و ينقلوا عبر الدول المجاورة للسودان إلي أقليم دارفور... هذه الحقائق التي بدأت تخرج من مسئوولين في عدد من الدول جعلت تغييرا يحدث في القناعات السابقة؛ أن الحرب الجارية في السودان الآن، هي حرب الهدف منها النيل من استقلال السودان، و تعمل على تقسيمه، و أخطر شيء أنها تريد تغيير ديمغرافية المنطقة بالقضاء على السكان الأصليين، و استبدالهم بمواطنين يقطنون في دول أخرى مجاورة للسودان و غيرها " عرب الشتات" هذه الحقائق تبين طبيعة الصراع بشكله الحقيقي الذي كانت تزيفه الأمارات، و الذين يساعدونها في تحقيق أجندتها، و الدول التي من خلفها... ألان أصبح هناك فهما حقيقيا للصراع في السودان، بأنه عدوانا خارجيا يستخدم أدوات محلية باحثه عن مصالح ضيقة لأسرة و المجموعات التي في فلكها.. ألان أصبحت المعركة السياسية التي تصاحب الحرب واضحة المعالم و الاتجاهات.. و أن الحملات الإعلامية ضد الأمارات الداعمة للميليشيا يجب أن لا تتوقف، لأنها سوف تشل قدرات الأمارات، و تجعلها تتخبط تماما، و هي حملات سوف تكسب الرأي العام العالمي الذي يجب أن يطالب بوقف الدعم الأماراتي المسلح للميليشيا... أن قبول الميليشيا للهدنة المؤقته التي طلبتها الرباعية، هي مناورة سياسية تقف وراءها الحكومة الأماراتية، تهدف لتحول الانظار عن الأمارات لقضية أخرى يحدث فيها الجدل.. نجد أن القائد العام للجيش البرهان في حديثه الأخير؛ قال أننا سوف نقبل بالهدنة إذا نفذت الميليشيا ما وقعت عليه في منبر جدة، و الذي كان شهود عليه الأمريكان و السعودية، العضوين في الرباعية، و غير ذلك لا نقبل بالهدنة.. أن الأمارات تريد أن تناور بالهدنة، و تبعد عنها الأنظار، لذلك وزارة الخارجية الأماراتية أصدرت بيانا يؤيد موافقة الميليشيا.. و تريد أن تقول فيه أنها مع قضية وقف الحرب، و هي مع السلام، تهدف من البيان أصلاحا في التشققات التي حدثت في صورتها في الخارج.. أن الحملة الإعلامية السودانية ضد الأمارات باعتبارها شريك للميليشيا في حربها في السودان، و شريك في كل عمليات الإبادة و القتل و الانتهاكات و الاغتصابات ضد المواطنين، و لذلك يجب أن لا تتوقف عليها الحملة بل تزيد أكثر مما كانت عليه، لأنها سوف تضع الأمارات في خانة المدفع الذي يحاول أن يبريء نفسهم.. و شاهدنا في الأيام القليلة الماضية، قد خرج رموز فيها لكي يدافعوا عن بلدهم و لكن كان الحملة أقوى من دفاعاتهم.. و هو الطريق الذي سوف يجعلها تبتعد عن الميليشيا، لأنها سوف تكون تحت نظر المؤسسات الإعلامية و الصحفية في الخارج، و في نفس الوقت يخلق رأي عام عالمي قوي ضاغط عليها لكي تبتعد عن الميليشيا، و كل الذين يدرون في فلكها.. و نسأل الله حسن البصيرة..
|
|