Post: #1
Title: وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء الثامن كتبه مصطفى منيغ
Author: مصطفى منيغ
Date: 11-06-2025, 11:42 PM
11:42 PM November, 06 2025 سودانيز اون لاين مصطفى منيغ-فاس-المغرب مكتبتى رابط مختصر
القصر الكبير :
الحنين التفاتة لتقييمِ ما مضَى وتصفيةِ الصواب مِن الأخطاء عن طريقِهِ لاستجلاء مَا جرَى في توقيت لا يكون النضج قد تمكَّن مِن عقلٍ طرِيِّ التجربةِ حيال وضعية بحرٍ من المتناقضات وهيجانه واحد والاتجاهات الكثيرة وجلها ملتوية . قد لا يروق تحصيل الحاصل ، كما لا يجوز تغيير ولو ذرة من الراسخة كأفعال ، ساير بها شاب طموحه الخالي من التدبير الأنسَب ، فالتسرُّع ليس إدراك الحاجة بسرعة ، بل طمع في ربحٍ وقتٍ ينقَلِب لضياعه ، إذ لكل تأسيس قواعد زمنية تلازم أهميته كقيمة وجودة وبالتالي ايجابية النتيجة ، قد يقرب الطيران على علوٍ ما ، المسافة بين نقطتين وكلما ارتفع قَصُر معه أوان الوصول ، لكن مصاريف ذلك تزداد فلما احتيار الأسهل المُكَلِّف على نفس الأسهل القليل التكلفة ، ما دام الهدف واحد المحدد في الوصول ؟؟؟.
... مدينة القصر الكبير استعادت وهج مكانتها كالماضي التليد ، مربوحة هذه المرة ، بالتضحيات الجسام المُقدَّمة لصالح المعركة المباركة ، تلقت الرسالة من مراكش فاستعدَّت أحسن ما يكون الاستعداد ، نِسَب المتطوعين فاقت أقصى طَلَب ، الراغبون في الاستشهاد غير مقيَّدين بالرفض أو القبول ، كأمواج بحر لا تبحث عن ترخيص إضافي بالارتطام مع أي حاجز ، إذ مهمتها إرضاء خالقها بتأدية المأمورة به لا أقل ولا أكثر ، وهنا تجلَّت حسنات تكوين الناشئة على وضع ما تلقنته من تعاليم تُقدِّم الجهاد في سبيل رفع كلمة الله أكبر في وجه الطغاة مهما كانوا ، لذا لم يجد السلطان عبد المالك السعدي (الحجازي الأصل ، الهارب المُنعم عليه من طرف الأتراك ، الذين كان لهم الفضل ليدخل مدينة فاس على رأس خمسة الآف جندي منهم استقدمهم من الجزائر، كانوا الأساس لاستعادته حكم المغرب) بوصوله لمدينة القصر الكبير ، الا بما يعجِّل انتصاره على الملك سان سبسطيان ، ومساعديه الايطاليين والألمانيين والأسبان ، الزاحفين دون استئذان ، تحت راية الصليب بامر من رهبان الفاتكان .
... لحد الساعة لم ينصف التاريخ في هذا الشأن مدينة القصر الكبير ، لأسباب لم يكن صعباً استكشافها ، ومن أهمها التفكير في بعض مدن أخرى ، وجد من وجد سهولة الاستحواذ على مقامها ، ليكرِّس وسطها مخططاته ، الرامية لكسب اعترافها المطلق ، بإرادته في امتلاك أجود ما فيها من أراضي ، واستغلال أنجب ما لديها من عقول ، قادرة على ضبط استمرارية مفعول تلك التخطيطات مرحلة بعد أحرى ، دون التفات لحق ما للشعب فيها من أفراد أو جماعات ، وجدوا أنفسهم محصورين بخدام ألفو التعامل بالباطل مع الباطل ليغنموا ما غنموه بالباطل . مدينة القصر الكبير ما كانت لتقبل بغير الضامن لحقوق الانسان ومنها الاختيار بحرية ، للحفاظ على مكتسباتها المزكية من طرف التاريخ المصنوع بسواعد أبنائها وعرق جبابهم وأحيانا ما سُفك من أجسادهم دماً زكياً طاهراً وهم يدافعون عن الكرامة والعزة ونصرة عقيدتهم السمحة ، ومَن يدعي أن للمدينة مؤرخ ، أن يراجع نفسه وينتقل مثلي إلى اليونان وعاصمتها أثينا ويطلع مباشرة عما يجعله متأكدا أن القصر الكبير لها تاريخ أكبر بكتير مما يقتبسه البعض من روايات رسمية تمر على الأحداث الحقيقية مرور الكرام ليس لها من القصر الكبير إلا القشور ، ويستحضرني ألان ذاك النقاش المسؤول الدائر بيني والراحل محمد بوخلفة ، ساعتها رئيسا رائعا مخلصا وفيا لمجلس بلدية القصر الكبير ، وأنا موظفا ككاتب إداري خاص بعامل (محافظ) إقليم(محافظة) تطوان السيد معمر اليعقوبي ، بمناسبة الانتهاء من مراجعة كتابه "الطريق لمعرفة القصر الكبير " ، حيث ذكرته بالتفكير في تأسيس جمعية محلية تهتم بدراسة تاريخ القصر الكبير من جميع زوايا مراحله ، والاستئناس في الموضوع بالمدون في كتب لها مصداقيتها ، منتشرة في خزانات بعض عواصم الدول ذات الارتباط بالموضوع أكانت أثينا أو برلين أو روما أو انقرا أو مدريد أو لشبونة ، للخروج بسلسلة من كتب تعيد للمدينة هيبتها ومكانتها من الاستثمار الثقافي العالي المستوى ، طبعا وعدني بالعمل انطلاقا من مسؤوليته كممثل لسكان القصر الكبير المستحقين انجاز كل ما يخدمهم وعلى رأس ذلك توعية الجميع بفحوى كنز لا يقدر يقدر بثمن ، لم يختزنوا منافعه (أبا عن جد) لأنفسهم فقط وإنما للإنسانية جمعاء .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
[email protected]
|
|