مشكلة الهدنة وأطرافها كتبه اوهاج م صالح

مشكلة الهدنة وأطرافها كتبه اوهاج م صالح


11-05-2025, 03:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1762357889&rn=0


Post: #1
Title: مشكلة الهدنة وأطرافها كتبه اوهاج م صالح
Author: أوهاج م صالح
Date: 11-05-2025, 03:51 PM

03:51 PM November, 05 2025

سودانيز اون لاين
أوهاج م صالح-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




بقلم
لقد راجت في الأيام الماضية الكثير من التصريحات من ناشطين وكتاب رأي وبعض المقربين من مراكز اتخاذ القرار السودانيين، بخصوص الهدنة المزمع توقيعها قريباً. ومن خلال متابعتي لهذا الموضوع قد اطلعت على بيان في احدى الصحف السودانية الإلكترونية كلام منسوب الى كبير مستشاري ترامب لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، مسعد بولس، صرح فيه، إن الرباعية الدولية بشأن السودان، قدمت خارطة طريق لطرفي الصراع تتضمن هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر.
وأضاف مسعد بولس، في تصريحات لقناة «الغد»، أن التطورات على الأرض في السودان خطيرة جدا والسبيل الوحيد هو الوصول إلى اتفاق بشأن الهدنة، موضحا أنه لا توجد هناك اعتراضات جذرية من طرفي الصراع على الهدنة الإنسانية.
كلما اود ان اقوله في هذا المقام، ان يهدي الله الأطراف ويهدىء نفوسهم لوقف هذه الحرب القذرة تماماً وليس توقيع هدنة فقط، ولكن كما عهدناهم في الهدنة السابقة فسوف لن يلتزموا بها وحتى اذا تم الإلتزام بها خلال المدة المضروبة، فماذا بعد.
المثل يقول اذا المتحدث مجنون، فينبغي للمستمع ان يكون عاقلا. لماذا يا هذا، كل هذا التشاؤم؟ صراحة التشاؤم مرده ان اطراف هذه الحرب كثر لدرجة يصعب حصرها، وهناك اطراف بارز صوتها ولكن ليس لها في الطين ولا العجين، كالجيش مثلاً. فمن المعروف لكل ذو بصر وبصيرة، ان الجيش في هذه المعادلة لا له وجود الا اسمه الطاغي بطريقة مدروسة. فالجيش هنا اشبه بالأصل غير الملموس (شهرة المحل) لأن نسبة وزنه ضمن اطراف الحرب لا تتجاوز 15% في احسن تقدير. لذلك سؤالي المحوري، من هم اطراف الحرب الذين سيوقعون الهدنة؟. فهل يا ترى يتم التوقيع مع الجيش بنسبته الهزيلة هذه، ام يتم التوقيع مع البراؤون ام مع البنيان المرصوص، ام مع كتائب الظل ومجموعتها الكثيرة، ام يتم التوقيع مع الحركة الإسلامية ذات التأثير البارز حتى داخل نسبة الجيش الهزيلة، ام يتم التوقيع مع الحركات المشتركة (اركو مناوي، جبريل ابراهيم، طمبور، مالك عقار، وكيكل)، ام يتم التوقيع مع الكفلاء، خاصة كفيل الجيش الذي لا يزال يسعى جاهدا لحشد الدعم اللوجستي والمادي بغية استمرار الحرب، وخير دليل على هذا الزعم تصريحات سفير حكومة بورتسودان بالقاهرة، السيد عدوي، في مؤتمره الصحفي قبل يومين تقريبا والذي قال فيه " ان الحكومة السودانية لن تشارك في أي اتفاق سلام أو هدنة لا تستوفي المعايير أو ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة، مشدّداً على أنّ القول الفصل في هذا الموضوع للشعب السوداني الذي اكتوى بنيران الميليشيا”. وهذا التصريح يعكس بصريح العبارة رأي الكفيل، والذي سبق ان فرمل عدة محاولات لإيقاف هذه الحرب اللعينة.
وبالمناسبة حتى فكرة الهدنة هذه، اعتقد انها من عنديات الكفيل، بعدما تيقن بأن الجيش قد انهك لدرجة العدم، واذا استمر الأمر بهذه الطريقة فسوف يصبح الصبح ويجد ان الجيش الذي يدعمه قد تبخر تماماً كما حدث للجيش العراقي، وذلك هو الخسران المبين بالنسبة للكفيل الذي بذل اقصى ما يمكن حتى ينتصر الجيش ومن ثم تفتح له ابواب الجنة وخزائنها التي ينشدها.
على العموم وحسب ما رشح، فإن اطراف التوقيع هم الدعم السريع من جهة، والجيش من جهة أخرى. طيب اذا افترضنا جدلاً ان الدعم السريع قد اقنع حكومته "تأسيس" ووافقوا جميعاً على مضض وبدون وضع أي اشتراطات يصعب على الجيش استيفائها، وهذا طبعاً من سابع المستحيلات ولكن نفترض انهم وافقوا، فهل يستطيع الجيش التوقيع والإلتزام التام بما يوقع عليه طيلة مدة الهدنة؟ هذا السؤال يجب ان يضع تحته مليار خط وعلامة استفهام.
في رأيي المتواضع، ونسبة للترهيب الكبير الذي وجهه الأمريكان للبرهان والذي بالتأكيد اوصله صرة في خيط للكيزان، للطرف الأقوى في مجموعة البرهان، فمن الممكن ان يقول الكيزان للبرهان يا زول امضي في طريقك، حتى يرفعوا عنه الحرج ويخففوا عليه الضغط، وفي الوقت نفسه يبينوا للرباعية انهم موافقون على الهدنة، لكنهم قطعاً سوف لن يلتزموا للبرهان بأي شىء، وسوف يقدوا الشغلة، أو كما يقول "دكتور صلاح البشير في برنامجه رأي الغلابة". وهكذا يكون توقيع البرهان تحصيل حاصل ومضيعة للوقت.
انا اتمنى ان يتم التوقيع على الهدنة وان تتوقف الحرب نهائياً، ولكن في رأي المتواضع سوف تكون الهدنة بمثابة استراحة محارب سرعان ما يعود المتحاربين الى ارض المعركة بصورة اكثر ضراوة وأشد بأساً. وذلك لأن طرفي الهدنة يعرفان بعضهما حق المعرفة ولا يأمن احدهما الآخر ولو اقسم قسماً مغلظاً بجميع الكتب السماوية، وسوف ينتهزا هذه الهدنة لزيادة ترسانتهما العسكرية الإستراتيجية وإعداد قواتهما لمرحلة فاصلة، و نسأل الله ان يكضب الشينة.
الشىء الآخر، انا اعتقد، بأن امريكا وبعض اطراف الرباعية، قد تأكد لهم بأن أطراف الحرب قد وصلوا الى درجة الإنهاك التام، والذي من الممكن اذا استمر الأمر بهذا المنوال، فسوف يقتنع الطرفين بعدم جدوى الحرب و سوف يفكرا من تلقاء انفسهم بضرورة السعي لإيقافها وبدون تدخل أي من الأطراف الخارجية، وبذلك تكون موتت الدش في أيدي جميع الأطراف، خاصة تلك الطامحة في ثروات السودان. وهذه المرحلة هي ما لا تريده معظم اطراف الرباعية ان يصل اليها اطراف الحرب. والسبب أن هذه الحرب في الأساس مقصود منها انهاك الطرفين أو القضاء على اكبر قدر من اطرافها وقوتها الصلبة وكذلك اذلال هذا الشعب وتهجيره حتى تكون هذه الأرض بور خالية من اهلها لكي تبدأ الأطراف في تقاسم ثرواته مع تقديم الفتات من الجذر او بعض ال############ان لمن تبقى من طرفي الحرب. وهكذا يكون السودان قد راح شمار في مرقة واصبع لقمة سائغة تتلذذ الأطراف الخارجية بلوكها بسهولة ويسر كالبسكويت أو لعق الآيسكريم.
والله لا زلت اذكر جيدا، أبان حرب الكويت والعراق، ان وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت، قد سؤلت هذا السؤال في قناة سي ان ان الأمريكية " يا سعادة الوزيرة انكم تنوون خوض حرباً مع العراق، ومن المحتمل جداً ان يقوم الرئيس صدام بحرق بترول الخليج وانتم دولة تعتمد بصورة كبيرة على البترول، فماذا انتم فاعلون اذا ماحرق بترول الخليج؟). فكان رد وزيرة الخارجية مباشراً وبدون اي مواربة حيث قالت " اذا احترق بترول الخليج فإن لدينا احتياطي استراتيجي وهو بترول السودان" واعتقد كلكم يتذكر عندما خرجت شركة شيفرون من السودان مع مجيء الكيزان وفرض الحظر الإقتصادي على حكومة الإنقاذ، فأول ما قامت به شركة شيفرون وقبل خروجها من السودان انها صبت خرسانة مسلحة صلبة جدا على جميع آبار البترول حتى لا يتمكن أي كائن كان من تفتيته لتعود هي وتزاول نشاطها.
سؤال بسيط جدا في ختام هذا المقال؟ من منكم شاهد ذلك الرجل لاسوداني البسيط الذي كان ينقب عن الذهب ووجد حجرين صغيرين، وما ان وضع عليهما لمبة، او كما نقول نحن زرة بطارية، فإذا باللمبة تضيء اضاءة قوية تماما كما لو انها موصلة بتيار كهربائي. وهذا الفعل حدث بدون توصيل أي اسلاك بل بوضع الزرة مباشرة على الحجر. يمكن الحصول على ذلك الفيديو في اليوتيوب. وتلك قصة أخرى يطيل الحديث عنها. فهل فهمتم ما اعنيه هداكم الله؟
لا للحرب، نعم للسلام، كلنا سودانييون ويضمنا وطن واحد، ولا يهمنا ان ننتمي الى هذه القبيلة أو تلك.
اوهاج م صالح