حكومة بورتسودان ترفض الهدنة تحت غطاء شروط تعجيزية كتبه حافظ حمودة

حكومة بورتسودان ترفض الهدنة تحت غطاء شروط تعجيزية كتبه حافظ حمودة


11-04-2025, 07:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1762284541&rn=0


Post: #1
Title: حكومة بورتسودان ترفض الهدنة تحت غطاء شروط تعجيزية كتبه حافظ حمودة
Author: حافظ يوسف حمودة
Date: 11-04-2025, 07:29 PM

07:29 PM November, 04 2025

سودانيز اون لاين
حافظ يوسف حمودة-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




بعد ترقب وآمال في طرح الرباعية لهدنة إنسانية مدتها ثلاث اشهر ، حتى يلتقط المواطن المقهور بويلات الحرب أنفاسه ويداوي جراحه ، جاء رد بورت سودان مخيبة لتلك الآمال رغم توقع كثير من المتابعين هذا الرد ، إذ جاء الرد محتويا على ثلاثة مطالب واضحة وهي :

( 1 ) توسيع الرباعية الراعية بإضافة قطر وتركيا .
(2) انسحاب قوات الدعم السريع من مواقع محددة إلى نقاط أخرى .
و(3) وقف الحشود وسحب القوات وإزالة منصات الطائرات دون طيار حتى آخر نقطة تواجد للدعم السريع في غرب كردفان .
ثم وصف المجلس هذه الخطوات بأنها "الحد الأدنى لضمان نجاح أي هدنة" .
إذا قمنا بتحليل رد حكومة بورتسودان فإن الرد يُعد في جوهره رفضا مقنّعا .

السبب الرئيسي هو أن الرد يضع شروطاً ميدانية صارمة تُلزم الطرف الآخر ( قوات الدعم السريع ) بالانسحاب الكامل من مناطق سيطر عليها ، وهو ما ورد في النقطتين الثانية والثالثة ، هذا النوع من الشروط "يستحيل أن يقبل به الطرف الآخر" ، خاصة في سياق نزاع مسلح لا يزال مستمراً ، حيث لا يمكن لطرف يتنازل عن مكاسبه الميدانية مجانا دون ضمانات قوية أو تنازلات مقابلة .

إيقاف الحشود العسكرية وسحب القوات : هذا الشرط أيضًا قد يكون صعب التنفيذ إذ يعتبر الطرف الآخر هذه المواقع حيوية لأمنه أو لمصالحه العسكرية .

بالإضافة إلى ذلك ، فإن إضافة قطر وتركيا إلى الآلية الرباعية ( النقطة الأولى ) قد تكون محاولة لتعقيد أو تغيير توازن الوساطة ، وهذا أيضا شرطا يؤكد الرفض المغلف لمقترح الهدنة ورفضا للرباعية نفسها في شكلها الحالي .

الأهم هو أن الحكومة لم تُعلن قبولها بالهدنة كما هي، بل اشترطت تعديلات جوهرية تجعل من الهدنة أمراً غير قابل للتطبيق دون استسلام الطرف الآخر ميدانياً وفي ذلك استحالة على الطرف الآخر القبول بذلك خاصة في ظل انقلاب موازين القوة الميدانية لصالح الدعم السريع مؤخرا .

النتيجة الواضحة هي أن رد حكومة بورتسودان يُعدّ رفضاً فعلياً للهدنة تحت غطاء شروط تعجيزية . والقادم أسوأ والله يستر .

حافظ يوسف حمودة
4/ نوفمبر/2025