الكيزان لعبوا بالنار. والنار ليست لعبة كتبه الطيب الزين

الكيزان لعبوا بالنار. والنار ليست لعبة كتبه الطيب الزين


11-04-2025, 11:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1762254280&rn=0


Post: #1
Title: الكيزان لعبوا بالنار. والنار ليست لعبة كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 11-04-2025, 11:04 AM

11:04 AM November, 04 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



** .

الطيب الزين / كاتب وباحث في قضايا القيادة والإصلاح المؤسسي.

في لحظة من الغرور السياسي. ظن الكيزان أن بإمكانهم إعادة الشعب السوداني إلى حظيرة الطاعة عبر حرب خاطفة. لكنهم نسوا أن المجتمعات لا تقهر بالنار. بل تستفز بها. فتستنفر كل طاقاتها الكامنة.
اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة. بل يحولها إلى طوفان من الغضب والوعي.
في الفيزياء. ينص القانون الثالث لنيوتن على أن لكل فعل رد فعل. مساوي له في القوة. ومعاكس له في الاتجاه.
لكن في علم الإجتماع. لا تقاس ردود الفعل بالمساواة. بل بالانفجار. فالإحتقان الإجتماعي لا ينتج رد فعل مكافئاً. بل يطلق طاقة تتجاوز الفعل الأصلي. لأن الإنسان ليس آلة. والمجتمع ليس معادلة رياضية.
الحرب التي أشعل شرارتها الكيزان. وظنوا أنها ستعيدهم إلى الحكم خلال ساعات. فجرت طاقات الشعب السوداني العسكرية والفكرية والثقافية. تجلى ذلك في صمود أسطوري. وبسالة منقطعة النظير. وإبداع في كل الميادين. من المقاومة بالبندقية والقلم. لقهر العدوان وبناء المستقبل. يد تقاتل. ويد تبني.
هكذا وُلد مشروع تأسيس. رداً على التفكير الضيق والإنتهازية والأنانية التي أعاقت تطور المجتمع والدولة.
جاء مشروع تأسيس ووضع مداميك بناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية علمانية.
لا بوصفها رد فعل سياسي. بل كنتيجة إجتماعية عميقة. تجسد الفرق بين قوانين المادة وقوانين الوعي.
فالفيزياء تفسر حركة الأشياء. أما السوسيولوجيا فتفسر اندفاع الشعوب حين تُهان. وتُقهر. وتُستفز.
لقد ظنت الأرانب. بقيادة علي عثمان محمد طه. مهندس المشروع العنصري ومحركه الأساسي منذ مفاصلته مع شيخه الترابي. أنها قادرة على التحكم في الأسود بالقوة. لكنها نسيت أن حكمها السابق كان بالحيلة.
انقلابا 1989 و2021 كشفا حقيقة البنية الاجتماعية العنصرية المعطلة للإنفتاح السياسي في السودان. بنية تتدثر بشعار الدين لقهر الآخر. واحتكار الحقيقة لصالح مشروعها الإقصائي الذي أشعل نيران الحرب بعد ثورة عظيمة.
لكن الحيلة إنكشفت. والأسود إستيقظت بعد سطوع شمس الحرية. عقب ثلاث عقود من حكم الكيزان. الذي قام واستمر على الأكاذيب والتضليل والتجهيل.
والأسود حين تنهض. لا تعود إلى القفص. ولا ترضى أن تُقاد من قبل الأرانب.
كما يقول المثل السوداني. الضب ما بقدر يعلم التمساح السباحة.
وكوم الضان ما بقدر يقابل جبين الدود. أي الأسد.
الكيزان الذين لعبوا بالنار. فات عليهم أن النار لا تُروض. ولا تُستخدم كأداة حكم. بل هي التي تحكم. وتحرق. وتُطهر الأرض من الزيف.
إن مشروع الحرب الذي يشرف عليه قادة نظام الإنقاذ. وعلى رأسهم الطاغية الضلالي وشيخه علي عثمان محمد طه. ومن خلفه علي كرتي. وبقية اللصوص والحرامية العنصريين. ليس سوى محاولة لإعادة إنتاج الاستبداد تحت عباءة الجيش المختطف من قبل الكيان العنصري البغيض.
الخلاصة.
الأصوات الرافضة للسلام ليست أصواتاً وطنية. بل هي إمتداد للبنية السياسية التي أنتجت الحرب وإستفادت منها.
هذه الأصوات لم تذق نار الحرب. ولم تفقد أبناءها تحت القصف. ولم تُهجر من ديارها.
لذلك لا يعنيها وقف الحرب. بل تسعى لإستمرارها كي تستمر في سرقة أموال الشعب. وهي تعيش في حبحبوبة خارج السودان. أو في بورتسودان. عاصمة اللصوص والحرامية.
لكن الشعب السوداني. الذي احترق بنار الحرب. لن ينسى من أشعلها. ولن يغفر لمن تاجر بدمه.
والكيزان. حيتان الفساد. لعبوا بالنار. ونسوا أن النار ليست لعبة.