Post: #1
Title: التآويلات تخفي حقيقة الهدنة المطلوبة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 11-04-2025, 02:40 AM
02:40 AM November, 03 2025 سودانيز اون لاين زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا مكتبتى رابط مختصر
أن الهدنة التي تطالب بها الرباعية، و المفاوضات التي حضرها وزير الخارجية محي الدين سالم إلي جانب رئيس المخابرات في واشنطن أثارت لقطا كبيرا، و تساؤلات عديدة، هل حضورهم يعني تفاوضا مع الميليشيا أم أن حضورهم يخص فقط العلاقات السودانية الأمريكي؟ و كما قال مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط و أفريقيا مسعد بوليس في لقائه مع بعض الصحفيين في القاهرة ،قال أن الأثنين قد طلبا أن تكون سرية، و قال كل وفد أعطيت إليه ورقة لكي يكتب ملاحظاته على ما جاء فيها. و في حديث شوقي عبد العظيم أن الأثنين رحبا بالهدنة، و مقولة أخرى وافقا على التفاوض.. و سمعت سؤال عثمان ميرغني المباشر لمسعد بوليس " هل الجيش وقع على الهدنة" رد عليه مسعد أن الأثنين وافقا من حيث المبدأ.. و الموافقة من حيث المبدأ تختلف تماما إذا كان قال وافقا على طلب الرباعية.. الأمر أربك الساحة السياسية.. لن هناك اختلافا كبيرا بين الأفعال المستخدمة " وافقا علىها – وافقا من حيث المبدأ – رحبا بالهدنة" و كل منها يعطي معنا مختلفا عن الأخريين... أن تسويق فكرة أن الجيش وافق على الهدنة، هو تآويل خاطيء على أجابة مسعد بوليس، لآن الموافقة المبدئية تعني أن هناك شروطا يجب الموافقة عليها حتى تتم عملية الموافقة النهائية، و المقصود من حديث مسعد بوليس إبداء حسن النية.. و لكن إذا كان قد وقع الجيش و الميليشيا يصبح المطلوب هو الانتقال مباشرة للتنفيذ، أما الموافقة المبدئية يجب الانتظار من أجل النظر في الشروط التي سوف ترفع للرباعية.. و هذا ما جاء على حديث قائد الجيش البرهان و مساعده ياسر العطا ثم وزير الإعلام و هو الاتفاق الذي كانت قد وقعت عليه الميليشيا في اتفق جوبا في 11 مايو 2023م ، أن تتجمع الميليشيا في مناطق يحددها الجيش و تسلم الأسلحة التي تمتلكها.. و زاد عليها مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا حيث قال " على أن لا تشارك الميليشيا و اولاد دقلو في أية عملية عسكرية أو سياسية مستقبلا، و محاكمة كل الذين ارتكبوا جرائم و اغتصابات ضد المواطنين" و هذه هي الشروط التي سوف تضاف إلي الموافقة المبدئية.. السؤال إذا كان الاتفاق مع الجيش و الميليشيا أن يكون سريا، كما جاء على لسان مسعد حتى تصل المفاوضات للنتائج المرجوة.. لماذا خرج رئيس الميليشيا لكي يعلن؛ كانت هناك مفاوضات في واشنطن مع الجيش و الذي طلب أن تكون سرية.. ثم بعده بساعات يعقد مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بوليس و يعقد مؤتمرا صحفيا لكي يعدل على ما جاء على لسان رئيس الميليشيا؟ هل حديث رئيس الميليشيا كان يريد أن يكشف عن سرا يبحث الناس عنه؟ أم كان يريد أن يوقف هجوما سيطر على وسائط الإعلام على الدولة الداعمة للميليشيا حتى يغير وجهة الاهتمام؟ ... الناظر للمشهد يتعرف على الإجابة لآن المفاوضات سوف تكشف عنها الأحداث، لكن إثارة قضية المفاوضات و الهدنة الهدف منها نقل اهتمام الناس من الحملة الإعلامية ضد الأمارات إلي قضية أخرى ذات اهتمام في الشارع السوداني.. بعد اللقاء الصحفي لمسعد بوليس بدأت تخرج العديد من التصريحات و البوسترات، و هي ليس بعيدة عن الحملة، بهدف أن تحدث الحملة تحولا و انصرافا في ما حدث في الفاشر، و ذلك من قتل و إبادة جماعية و اغتصابات و نهب منظم من قبل الميليشيا، و كلها أفعال تبين أن الهدف هو تطهير عرقي، و كما جاء في إشارة الوليد مادبو أن الفاشر سوف تصبح دار جنيد.. الأمر الذي يؤكد أستراتيجية الميليشيا.. و هي معركة إعلامية الغائب الوحيد عنها هو السيد وزير الثقافة و الإعلام السوداني.. الذي ليس لديه أية إسراتيجية إعلامية، يعتقد أن الإعلام عندما يخرج وحده للقنوات الإعلامية.. النشاط الذي يقوم به مسعد بوليس و حضوره للقاهرة جاء لكي يبين للقاهرة نتاج زيارته لإديس أبابا في سبتمبر الماضي حيث التقي بالقيادة الأثيوبية و ناقش معها مشكلة سد النهضة بين السودان و مصر و أثيوبيا إلي جانب الهجرة غير الشرعية، و قال أن دور الوسطاء كان قد طلبه رئيس الوزراء أبي أحمد في خاطبه أمام البرلمان.. و وافقت واشنطن على دور الوساطة.. الأمر الذي يؤكد من جانب أخر؛ أن الصحافيين الذين التقوا مسعد بوليس هم الذين طلبوا اللقاء معه. و كان فرصة أن يوضح ما جاء في اللقاء.. القضية الأخرى: إذا نظرنا للقضايا المثارة، نجد أنها تحتاج إلي شغل سياسي واسع، و أن القوى السياسية تشكل غيابا كاملا عن الساحة السياسية، لآن كل القضايا التي تطرح على المستويين الإعلامي و السياسي تحتاج للقوى السياسية، و معرفة رؤيتها في الصراع الدائر، و معرفة تصوراتها إذا كانت في إنهاء الحرب أو بعد الحرب، لكنها تشكل غيابا، و الأغلبية مشغولة بالحوارات الجانبية و في الغرف المغلقة و يخافون من الصراع المكشوف في الهواء الطلق.. فالشباب وحدهم من خلال الوسائط الإعلامية يديرون المعركة الإعلامية، فهل القيادة في الحكومة أو مجلس السيادة ممكن أن تقيم مؤتمرا صحفيا يوميا أو كل يومين تشرح الموقف السياسي و العسكري و تجيب على أسئلة الصحافيين و الإعلاميين.. أفضل من البحث عن معلومات في الدوائر الملغومة... نسأل الله حسن البصيرة..
|
|