Post: #1
Title: وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء السادس كتبه مصطفى منيغ
Author: مصطفى منيغ
Date: 11-03-2025, 06:51 PM
06:51 PM November, 03 2025 سودانيز اون لاين مصطفى منيغ-فاس-المغرب مكتبتى رابط مختصر
القصر الكبير :
الحنين تموُّجات لِما وراء الرَّغبة في التقرُّب او التَملُّص لمَن فرضَ أشياء عن طيب خاطرٍ فارتاح لها متى شاء رجع للالتحام الحسي معها أو ندم ما دامت نِتاج طيش شباب لم يُقدِّر جزاء الغد لاندفاعه دون أن يدلي في الموضوع دَلْوَه ، الحنين فرار تلقائي لذاك الجزء البرَّاق من ماضي لتعيس غادٍ بعده لمحن حاضر أفقده المنصب والمال والعِزْوَة ،
... القصر الكبير ليست من المدن التي صنعَ تاريخها الحُكام ، بل أبناؤها والبسطاء مَن تركوا للتاريخ أن يسطِّر ما يزهوا به الآن من حقائق يحيي بها مَن أقلهم كان في هيبة ضرغام ، الحكام أخذوا منها ولم يعطوها شيئاً على مر القرون والعقود والأعوام ، مكَّنت مَن مَكَّنت منهم النصر وتوفير الأمان لهم ولمحيطهم منذ وفودهم عليها حتى رحيلهم مِن حيث قدموا او الى دار البقاء في سلام ، حتى الذين تركوا بصمة أو أكثر بعرق النكساء اندثرت جميعها ، وبقيت القصر الكبير عبارة عن أسماء شامخة لأحرار وحرائر حاول مَن حاول جاهداً طمس مخلفات أصحابها الفكرية النيرة ، لكن ذكراهم رافقتها الأزمنة ، وأحنَّ عليها الانصاف ، وحماها الحق ، ونأَى عنها العَدَم ، كل رُكنٍ فيها كتاب يروي قصة لبنة تلقي أحدهم مشعل الاستمرار على نهج السلف الصالح بنظام وانتظام ، مِن عصور الفينيقيين و القرطجنيين والرومان والمدينة رَسْمٌ لا يبرح مكانه فيه ومنه دوما تتقدَّم ، ومتى حَلَّ الحديث عن الحضارة كان فحواه الاعتراف الصريح أنها الأقْدَم ، ذاع صيتها والمدن المسماة بالعريقة عبر البلاد لا زالت في رحم الغيب قبل ميلادها بآلاف الأعوام ، فاستحقَّت لقب الجَدَّةِ الكبرى التي ما طرَقت الشيخوخة ساحاتها ولا عمَّرت رياح الكهولة عما بداخلها تَجَسَّم ، ولا قوَّضَ ظهرها استبداد أو إهمال بعض الحكام ، واقفة (سُمِع عنها) لتلقى أجوبة مَن حملوا فؤوس هدم شخصيتها حينما سألَت : "هل علمتم بهدف مَن أرسلكم ليسخِّركم مثل الأنعام ، ومتَى امتلأتم شحماً أذاب حقوقكم إتباعا فصرتم معيرة للأنام"؟؟؟ . وكم مِن مرَّة صَدَّت ذوي النيات السيئة بسلاح اقتصر عما قلَّ ودلَّ من كلام ، فالحكمة حليفتها والإقدام من شيمها ، والدفاع عن المتشبثة بها كقِيم ، من جاءها بالحسنى أغدقته بما عُرِفَ عنها من كرم ، ومَن زحف صوبها مُخفياً استغلال طيبوبتها منحته ما يريد ثم ساقته لفضيحة مرتكبها يكون ملعونا في دين الإسلام .
... مرفوعة الرأس عايشت مراحل مَن دأبوا على تحقيق طأطأته لكنهم فشلوا حتى في تبين السر فلزموا حدَّهم منتظرين الفرصة لشراء مَن يخون الأصل أو الملح أو الدم . فحصلوا على ما هو أهم ، ميلهم تلقائيا للتعاطف معها وقد رأوها متمسِّكة بالأقوام ، وتعلموا منها أن الوفاء مصدره الاقتناع أولاً ثم الالتزام على التبات ثانيا ثم اكتمال شروذ العهد ساعة وما بَعدَ الإبرام ،
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
[email protected]
212770222634
|
|