كيف الخروج من عنق الزجاجة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

كيف الخروج من عنق الزجاجة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن


11-03-2025, 03:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1762141479&rn=0


Post: #1
Title: كيف الخروج من عنق الزجاجة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 11-03-2025, 03:44 AM

03:44 AM November, 02 2025

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





أعتبر بعض الذين تواصلوا معي عبر الواتساب و أخرين فضلوا الاتصال و الحوار على المقال الأخير الذي كتبته بعنوان " شباب السودان الفكرة و التغيير" باعتبار أنني أدعو إلي شمولية من خلال الدعوة لحزب واحد يؤسسه الشباب و يخوضوا به معاركهم السياسية.. و هناك من يعتقد أنني قد بالغت عندما وصفت الإرث السياسي بالفشل، و هناك قيادات سياسية لها أراء لا توصم بالفشل.. اقدم أحترامي لهم جميعا، فالحوار هو مسار جيد لخلق الوعي الجديد، و ليس هناك من يمك الحقيقة لوحده، أو من يحاول فرض أراء على الآخرين.. لذلك دائما أكرر أن الأفكار هي التي تفتح مسارات التغيير في المجتمع..
مقال " شباب السودان الفكرة و التغيير" لا يدعو إلي شمولية تؤسس من قبل حزب واحد للشباب.. و لكن تاريخ السودان بعد الاستقلال يبين أن الأحزاب السياسية فشلت في عملية التحول الديمقراطية، و فشلت في انجاز نهضة زراعية و صناعية و حتى تجارية في البلاد، و أيضا فشلت في تأسيس المؤسسات التي تساعد على ذلك في التعليم في الصحة في الطاقة في جميع الخدمات.. و فشلت تحافظ على نظمها الديمقراطية، لآن الأحزاب نفسها لعبت دورا كبيرا في تحريض المؤسسة العسكرية على الانقلابات في 1958 و 1969 و 1989و 2021 كلها شاركت فيها القوى الحزبية.. تاريخا ينجز الشباب اسقاط النظم الشمولية، و تقدم السلطة للأحزاب على طبق من ذهب، و يفشلوا في الحفاظ عليها.. و هذا يعني فشلهم في إدارة الصراع السياسي.. و مادام الشباب قادرين على إدارة العملية السياسية و النضال حتى اسقاط النظم الشمولية، يجب أن يقع عليهم عبء تحمل مسئولية السلطة و التحول الديمقراطي في المجتمع..
و هي أفكار حدثت في العديد من الدول في العالم، خاصة دول أوروبا الشرقية، حيث قاد الشباب ثورات "الرايات الملونة" و بعد التحول قادوا عملية ترسيخ النظام الديمقراطي من خلال نشر وعي جديد و طرق جديدة في التفكير كل في بلده.. و أيضا الشباب حملوا باراك أوباما لرئاسة أمريكا دورتين، و الآن لهم أثر كبير في نجاح دونالد ترامب من خلال شعار " أمريكا أولا" و ربما يكون لحركة الشباب بقوة بعيدا عن أسوار الأحزاب، ربما تكون هي المادة المنشطة التي تدفع بالأحزاب لإحداث تغييرات و تحديث في مؤسساتها.. نجد أن هناك فارقا كبيرا بين شعارات ديمقراطية مرفوعة، و يراد تنزيلها على الواقع، و أحزاب سياسية مغرق في الشمولية.. لا يمكن لقيادات تكرس الشمولية داخل أحزبها و ترفض عمليات التغيير داخل مؤسساتها الحزبية، و في نفس الوقت تقود عملية ديمقراطية في البلاد.. هذا التناقض الكبير بين الشعارات و الأفعال السياسية غير محفزة للنجاح.. قيادات مكثت في القيادة لعشرات السنين كيف تقنع الآخرين بالديمقراطية.. هؤلاء يجب أن يقنعوا أنفسهم في الأول بضرورة الديمقراطية.. و يفسحوا المجال لقيادات جديدة ثم بعد ذلك يقنعوا الآخرين بضرورة الديمقراطية...
القضة الأخرى: إذا كان هناك قائدا سياسيا يقدم أفكار، و فشل حزبه في الاستفادة من هذه الأفكار، أن الفشل محسوب على القيادات التي فشلت في توظيف الأفكار و ليس المنتج لها. و لكن يسمى فشل، لآن الحساب يؤسس على الفعل و نتائجه، و النتيجة الآخيرة لتجارب الأحزاب هي الفشل بعد كل ثورة و انتفاضة، أن الأحزاب المطروحة في الساحة السياسية ألان نتيجة ادائها هي الحرب الدائر الآن و التي تدمر في البلاد، و بالتالي إعادتها إلي السلطة تعني إصرار على إنتاج الفشل مرة أخرى.. و كل التجارب التي مرت و إجهضت عملية التغيير، فشلت الأحزاب أن تقدم عنها نقدا حتى يتم تدارك الأخطاء مرة أخرى.. و كتب السيد الصادق عن تجربة الديمقراطية الثالثة " 1985 – 1989" كتابا بعنوان " الديمقراطية عائدة و راجحة" لكن للأسف كتبه بالمنهج التبريري و ليس المنهج النقدي لكي يبين أسباب الفشل و العوامل التي تقود للانقلابات..
المرء المتابع لمسار إنتاج القيادات السياسية المعرفي، يجد أن كتاباتهم أغلبيتها " مذكرات" يحاولون من خلالها تبيان مسار تاريخهم السياسي و التحديات التي واجهتهم.. و جميع المذكرات خرجت باسمائهم و لم تخرج باسماء أحزابهم.. لذلك الأحزاب فقيرة في إنتاجها الفكري و المعرفي و الثقافي.. و هناك أحزاب لا تقبل أ، يقدم أعضائها أطروحات فكرية و نقد للمرجعيات الفكرية للأحزاب، و خاصة في الأحزاب الأيديولوجية يمينا و يسارا.. لذلك البلاد لكي تنهض تحتاج إلي أفكار جديد و طرق تفكير جديدة تتجاوز موروث الفشل في الماضي... و كما قال الدكتور عبد الرحمن الأمين القيادي في حزب الأمة لقناة "الجزيرة مباشر" أن القيادات السياسية التي كانت قبل الحرب جميعها غير مفيد في مستقبل العمل السياسي في البلاد.. البلاد في حاجة إلي قيادات سياسية جديدة لها طرق تفكير جديدة تؤهلها أن تحدث تغييرا و تحديثا في المؤسسات الحزبية، و أيضا لها قدرة على تقديم مشاريع سياسية تطرحها للحوار لكي تنقل الناس لعتبات و مربعات جديدة..
استمعت للندوة التي أقامها "التيار الوطن" و التي كانت بعنوان " السودان بين الآلام و الأمال" الملاحظ في الندوة أن المتحدثين فيها استطاعوا أن ينزلوا كثير من حمولات الإرث الثقافي السياسي الذي يعيق أية حوار بين التيارات المختلفة، و استطاعوا أن يقدموا أطروحات جديدة بهدف البحث عن أنجع الطرق للخروج من الحرب، و الأزمات التي تعقد المسير، فالشخص إذا استطاع الخروج من دائرة المصالحة الذاتية إلي المصلحة الوطنية يستطيع أن أن يفكر بعقلانية، لآن المصلحة تجعل الشخص غير محكوم بالدائرة الصغيرة المرتبط بها، و نجد أن الدائرة الأكثر اتساعا توسع دائرة الخيال و الشوف، و في نفس الوقت يتأكد الشخص ليس وحده مصدر للحقيقة، أنما هو يشارك أخرين في البحث عنها... نواصل.. نسأل الله حسن البصيرة...