Post: #1
Title: هواجس البرهان في التوقيع على الاتفاف السوداني الروسي كتبه عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 11-02-2025, 12:29 PM
12:29 PM November, 02 2025 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن-السودان مكتبتى رابط مختصر
* تمكنت الإمارات من غزو الفاشر عقب قطعها إتصالات هواتف الثريا بين القيادة العليا للجيش السوداني و قادة الفرقة السادسة مشاة.. و كان شواظٌ من لهيب مسيراتها الانتحارية قد بدأ يحرق المدينة يومها.. * طالب قادة الفرقة السادسة من القيادة العليا السماح لها بالانسحاب من الفاشر، إنسحاباً تكتيكياً له ما يبرره.. و سمحت لها القيادة العليا بما طلبت.. * و ربما عوَّضت روسيا الجيش السوداني تعويضاً سخياً أعاد الاتصالات إِلى طبيعتها في فترة وجيزة.. و لا ريب في أن الشعب كله يحمد لروسيا نخوتها الصديقة تلك.. * كان ينبغي أن يتم، وعلى رؤوس الأشهاد على الفور،، إعلان الاتفاق بين الخرطوم و موسكو تعبيراً عن الشكر و التقدير.. * إذن، لماذا التلكؤ حتى الآن عن إعلان الاتفاق رسمياً يابرهان؟ الشعب يريد سماع الإعلان بصوتك.. * هناك إحساس عام ذي صلة بما يعتقد أنك تخليت عن الحماس الذي كان شعلة وقادة للنفوس المتعطشة للحرية و الكرامة.. إحساس أطفأه ما يعتقد أنه تلكؤك أنت وحدك يا البرهان.. * إن تلكؤك يجعلنا تحت رحمة الذئاب.. ولا نفهم ما هي الهواجس الشاخصة أمامك.. و الشعب يعلم أنك (شخصياً) بلا رصيد بنكي في أمريكا و الدول التابعة لها، وأنك لا تخشى فرض حظر على اسفارك الدولية.. و يعلم أن موضوع ضم اسمك لأسماء الجناة في محكمة الجنايات الدولية (ما بجيب حقو) كيفما حاولوا.. و يعلم الشعب، في ما يخصه هو كشعب، أن الفيتو الروسي و الصيني في مجلس الأمن سوف يبطِلان أي دعوى أمريكية لتفعيل (البندالسابع) ضده وأن القاعدة العسكرية الأمريكية (أفريكوم)، و مقرها كينيا، لن تلبي أي دولة أفريقية أي مطالبة أمريكية لغزو السودان خاصة و أن الاتحاد الأفريقي قد أعلن عن وقوفه مع السودان و السيادة السودانية منذ زمن قريب.. * أيها الناس، لم يظهر قادة السودان أي عداء لأمريكا في أي يوم من الأيام، لكن أمريكا لا تريد الحرية و السيادة للسودان إلا وفق رؤيتها هي.. و نستطيع أن نتلمس ذلك في ما أعلنته معارضة مكونة من ٦١ عضوا، ديمقراطيين وجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي، حول أنّ الحرب بالسودان تهدّد الأمن القومي الأمريكي بسبب موقع البلاد. * إن مفردة (موقع البلاد) هذه تحمل ما تحمل من دلالات عسكرية ضد إنشاء قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر، و ما سوف يجري من تغيير رهيب في موازين القوى وصراع نفوذ ضد مشيئة أمريكا حيال ذلك.. * و الروس ربما شرعوا في بناء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر السوداني، بلا استئذان من أمريكا..
* وبقراءة تصريح وزير الخارجية الأسبق ندرك أن التوصل إلى اتفاق "كامل" بين موسكو والخرطوم في فبراير 2025 بعد سنوات من المفاوضات قد تم.. * القاعدة المعنية قصد لها أن تكون نقطة دعم للسفن الروسية في المنطقة و أن توفر لروسيا موقعاً مكاناً إستراتيجياً في البحر الأحمر.. * إذن الإتفاق محسوم تماماً، وهو شبه رسمي حقيقة، و لم يتبقَ له إلا أن يكون رسمياً كاملاً بالفعل عندما يتم التوقيع عليه بين البرهان و بوتين.. * و باختصار، إن اعطاء روسيا القاعدة العسكرية التي تريدها مقابل السلاح الأعلى تحديثاً الذي نريده معادلة منصفة حقاً- مع عدم إسقاط فوائد اقتصادية و خدمية تقدمها روسيا للسودان.. وهذا الاتفاق سوف يحدث تغييرات جوهرية في مكانة السودان عنظ المعادلات المحلية و الإقليمية و الدولية.. * و بإختصار إن أمريكا هي كبيرة الذئاب التي ترتدي وجوه البشر أقنقعةً، والويل لقطيع الحملان كلما اقتربت أمريكا منها..
|
|