Post: #1
Title: ليلة افتتاح المتحف المصري !! ملامح سودانية تبكي حلايب وشلاتين !! كتبه جمال الصديق الامام
Author: جمال الصديق الامام المحامي
Date: 11-02-2025, 12:28 PM
12:28 PM November, 02 2025 سودانيز اون لاين جمال الصديق الامام المحامي-عمان مكتبتى رابط مختصر
شاهدت كما شاهد غيري الافتتاح العريض للمتحف المصري الضخم الذي تم تشيده على درجة عالية من الابداع الفني والمعماري الفريد !!
يقال انه أكبر متحف للآثار المصرية القديمة في العالم، يقع على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة بواجهة تطل مباشرة على اهرام الجيزة ، يضم المتحف أكثر من (100,000) قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، بالإضافة إلى مباني للخدمات التجارية والترفيهية ومركز ترميم وحديقة متحفية!!
(100,000) قطعة اثرية تحمل اغلبها السحنات الأفريقية والجينات السودانية ، وعليها تراب ناعم معفر بريحة وادي حلفا والأنف المفلطح !!
أطلقت مصر حملة دولية لتمويل مشروع بناء المتحف، كان أبرز مساهميها وكالة جايكا اليابانية بقروض ميسرة!!
يعد المتحف وجهة سياحية رئيسية تساهم في نمو قطاع السياحة !!
قامت مؤسسة السيسي الرئاسية ببناء ذلك المتحف لعكس الحضارة المصرية التليدة التي لا ينكرها احد ، وليقرأ الناس تاريخ مصر من خلال حضاراتها السابقة ، وموروثاتها ، وقيمها الثقافية والإبداعية، المنطلقة من صميم إنسان ذلك الزمان بكل ما يملك من سحنات وتكوينات طبيعية وبيولوجية !!
وكان الحدث فريداً ، والإعداد له عظيماً ، والمنظر بهياً مشرقا !!
غير أن الداخل إلى المتحف يتفاجأ من اول وهله بان انسان مصر القديم الذي تتحدث عنه التماثيل والقطع الأثرية ، لا يشبه إنسان مصر الحديث من حيث السحنات والجينات ، وهو أقرب إلى إنسان السودان شكلاً ومضمونا !!
من يتجول في متحف مصر ليلة البارحة يخيل اليه أن يتجول في ربوع السودان بكل تفاصيل الارض والشعب والملامح !!
في افتتاح متحف مصر الضخم ، كانت موجودات المتحف تتحدث عن حضارة لا تشبه مصر ، وعن ارث طغت عليه الملامح الافرقانية ، حتى كاد الزائر يحس انه يتجول في حواري امدرمان وليس زقاقات الجيزة ، ويرى( الزول ) بدلاً عن ( الباشا ) !!
ليلة افتتاح المتحف المصري الضخم فتحت آفاق للتفكير البعيد ، وعمقت السؤال عن لماذا كانت الملامح السودانية حاضرة اكثر في القيم الحضارية التي يعبر عنها المتحف !!
ليلة افتتاح المتحف المصري الضخم كان السودان حاضراً في التماثيل والقطع الأثرية عندما غابت الملامح المصرية !!
في العصر الحديث دخلت منطقتا حلايب وشلاتين السودانيتين في عصمة مصر وجغرافيتها، دون ان يرمش للسودانيين جفن ، كما رجفت جفون زوار متحف مصر الضخم ليلة البارحة اندهاشاً من تمدد الملامح السودانية على اغلب التماثيل والقطع الأثرية التي يبرزها المتحف !!
ذهبت موروثات ملامحنا الحضارية جهة المصب تحملها أشواق النيل إلى هبة عرائس البحر ، وكذلك ذهبت حلايب وشلاتين ، ونحن لا زلنا نغني مع الكابلي عليه رحمة الله ؛
مصر يا اخت بلادي يا شقيقة !!
ولكننا لم ندري هل اجتثت من الوادي الاعادي !!
ام اجتثت لنفسها ارضنا ، وخيرات الوادي والقطع الأثرية وعبقرية النوادي !!
جمال الصديق الامام
المحامي ،،،
|
|