دموع التماسيح لا تغسل جريمة الحرب كتبه الطيب الزين

دموع التماسيح لا تغسل جريمة الحرب كتبه الطيب الزين


11-02-2025, 12:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1762086414&rn=0


Post: #1
Title: دموع التماسيح لا تغسل جريمة الحرب كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 11-02-2025, 12:26 PM

12:26 PM November, 02 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



** .

الطيب الزين / كاتب وباحث في قضايا القيادة والإصلاح المؤسسي.

الحرب ليست عاصفة هوجاء هبطت من السماء، بل جريمة سياسية مكتملة الأركان، بدأت منذ أن إنقلب تنظيم الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي في ٣٠ يونيو ١٩٨٩. ومنذ ذلك اليوم، دخل السودان دوامة من الأكاذيب والتمكين والفساد، تحت شعارات زائفة كالمشروع الحضاري، بينما الحقيقة كانت مشروعا للنهب والهيمنة. الذين يتباكون اليوم على الفاشر هم أنفسهم من مزقوا البلاد، وأشعلوا نيران الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، ثم عادوا يتظاهرون بالحزن على ضحاياهم. دموعهم ليست إلا محاولة لغسل أدمغة الرأي العام، وتبرئة أنفسهم من جريمة مستمرة منذ عقود. الحرب الدائرة اليوم ليست خلافًا عابرًا بين جنرالين، بل هي امتداد لصراع تاريخي بين تيارين: تيار التبعية والعمالة بقيادة البرهان وقادة حركات الارتزاق، الذين ينسقون مع نظام السيسي في مصر لإعاقة مشروع التحول المدني الديمقراطي، لأنهم بلا جماهير، لذلك لا يريدون نظامًا مدنيًا ديمقراطيًا يسحب البساط من تحت أقدامهم ويجردهم من أدوات التضليل والدجل والنفاق.
وتيار التحرر الوطني بقيادة رئيس المجلس الرئاسي الفريق محمد حمدان، والمتحالفين معه من الشرفاء والأحرار من جميع أرجاء السودان، الذي يرفع راية تحقيق مضامين الاستقلال السياسية والاقتصادية والثقافية، لوضع حد لمشروع الانكسار والتبعية الذي قسم السودان وقزّمه. الدماء التي سالت في الفاشر، وفي كل بقعة من الوطن، يتحمل مسؤوليتها من خطط وأشعل ويصرّ على استمرار الحرب. لا يمكن لمن دمّر المدن، وشرّد الملايين، ونسّق مع القتلة، أن يدّعي البراءة أو يذرف دموعًا على الضحايا. الحرب كشفت كل شيء: زيف الشعارات، خيانة الحلفاء، وعجز المجتمع الدولي عن حماية المدنيين. لكنها أيضًا كشفت معدن الشعب السوداني، الذي يرفض الخضوع، ويصرّ على بناء دولة مدنية ديمقراطية تحقق شعار "السودان للسودانيين". لا مخرج من الأزمة إلا بهزيمة مشروع الحرب والتبعية، ومحاسبة من أشعلها ودعمها، ومن ثم بناء نظام سياسي جديد يعبر عن إرادة الشعب السوداني، ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته المشروعة في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.