Post: #1
Title: المغتربين السودانيين.. السند وقت الشدة كتبه عبد المنعم هلال
Author: عبد المنعم هلال
Date: 11-02-2025, 05:26 AM
06:26 AM November, 02 2025 سودانيز اون لاين عبد المنعم هلال-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
هلال وظلال ـ من بعد الحرب اللعينة التي ظظاندلعت في السودان البلد بقت شبه رماد.. بيوت تدمرت وأسر تشردت والأسعار ولعت والحياة أصبحت صعبت على الجمبع والناس بقت بين نازح ولاجئ ومسرد وجائع ومريض. لكن في وسط الركام دا ظهر ضوء خافت.. ضوء من برة الحدود من ناس قلوبهم في السودان وأجسادهم في الغربة (المغتربين السودانيين) شيالين التقيلة وسدادين المقدودة. الناس ديل بقوا زي شريان حياة لبلدهم والسند والركيزة والساتر لأهاليهم وجيرانهم وأصحابهم وعون للوطن المنكوب. من المغترب السوداني تصل تحويلات الحياة من الخليج لأوروبا لأمريكا بقى هو البنك الحقيقي للبلد. كل مغترب بقى عنده كشف شهري للبلد.. إيجار .. علاج.. قروش مدارس.. أكل وشرب وخلافها من الالتزامات. تحويلات المغتربين زادت بصورة كبيرة بعد الحرب لأن الوضع المعيشي بقى لا يُحتمل والأسر في الداخل ما عندها أي مصدر دخل. في دول الخليج في ناس بتشتغل شغلتين عشان ترسل زيادة وفي أوروبا وأمريكا ناس بتقطع من مرتباتها الضعيفة وتخش في صناديق وختات وتستلف عشان ترسل لأهلها البعانوا. الناس دي بتدي وما بتسأل.. بتدفع ساكت من محبة الوطن ومن وجع القلب. قروبات المغتربين.. منبر الإغاثة وسدادة الحوجات .. القروبات بقت زي الوزارات البديلة (قروب ناس أمريكا) وقروب (ناس كندا) و(ناس السعودية) و(ناس الإمارات) و(ناس قطر) كل قروب عامل مبادرات لجمع التبرعات وإرسال الأدوية ودعم التكايا والمطابخ الجماعية في الداخل أو مساعدة أسر نازحة. في مغتربين نظموا حملات ضخمة لإغاثة مناطق محاصرة وأرسلوا شحنات أكل وأدوية عن طريق منظمات محلية أو متطوعين. وفي ناس بنت مراكز علاج مؤقتة وساهمت في دعم غرف الطوارئ. يعني باختصار المغتربين بقوا الدولة الغائبة. أهل السودان في المهجر ما قصروا لا بعلمهم ولا بوقتهم.. أطباء في أمريكا وكندا واستراليا وبريطانيا قدموا استشارات عبر النت ومهندسين ساعدوا في تصميم شبكات مياه وكهرباء لمخيمات النازحين. حتى الطلبة في الجامعات شاركوا في حملات تعريف بالقضية السودانية وجمع تبرعات من زملائهم وما قعدوا يتفرجوا قاموا بالواجب وأكثر. لكن برضو في تحديات.. القصة ما كلها وردي.. في مشاكل كبيرة بتواجه المغتربين أولاً صعوبة التحويلات الرسمية.. البنوك السودانية شبه واقفة والبلد ما فيها نظام مالي شغال. عشان كده الناس لجأت للتحويلات عبر وسطاء (السوق الأسود) ودي فيها مخاطر كتيرة وممكن القروش تتأخر أو تضيع وهناك شبكات احتيال وفي ناس بيستغلوا الحكاية دي ويأكلوا حق الناس وده وجع جديد فوق وجع الحرب. كمان في إرهاق نفسي ومالي للمغتربين.. الناس برة بتدفع شهور وسنين بدون توقف وبعضهم عنده التزامات شخصية كبيرة. لكن رغم التعب لسه بيقولوا (ما بنقصر مع أهلنا). وكمان الكثير من المغتربين لعبوا دور مهم في الإعلام والضغط الدولي من خلال حساباتهم في السوشيال ميديا ومن خلال منظمات المجتمع المدني بقوا صوت السودان في الخارج عكسوا معانته ومشاكله وعرفوا العالم بالجرائم والانتهاكات الحاصلة وفضحوا المليشيات وأمراء الحرب ودقوا ناقوس الخطر في كل منبر. الصوت الجاي من برة كان مؤثر جداً.. لأنه حر وما في زول بيكممو. كتير من الخبراء بينادوا إنو لازم تحويلات المغتربين ما تكون بس للأكل والشراب لكن كمان تكون مشاريع صغيرة تعيد الحياة زي مشاريع الزراعة والتعليم والمياه. لو المغتربين اتنظموا في صناديق استثمارية شفافة ممكن يكون عندهم دور في إعادة إعمار السودان بعد الحرب. المغترب السوداني دا إنسان عملي.. لو لقى جهة موثوقة بيشارك بماله وعلمه وخبرته. البلد محتاجة ليهم مش بس في الدعم لكن في البناء من جديد. لكل مغترب سوداني في أي بقعة من العالم.. خليك واثق إنو تعبك ما ضاع وإنو كل جنيه أرسلته وكل وقفة وقفتها وكل منشور كتبتو عشان بلدك كان ليهو أثر كبير. يمكن إنت ما شايف النتيجة بعينك لكن في زول هناك في السودان أو في دول اللجوء نايم مرتاح الليلة لأنك ساعدتو. في أم بكت من الفرح وفي طفل أكل لقمتو وفي مريض لقى علاجو بسببك. السودان اليوم واقف عليكم.. أنتو ضهره وسنده. خلو الأمل دا شغال وخلو الإيمان بالبلد ما ينطفي. بكرة الحرب بتنتهي وبلدنا بتقوم من جديد وساعتها التاريخ حيكتب إنو المغتربين السودانيين هم الشالوا الوطن في أصعب أيامه. المغتربين السودانيين أثبتوا إنهم ما بس ناس مشوا يفتشوا لقمة العيش لكن هم جزء من روح البلد بيحسوها وبتحس بيهم. في عز الألم في عز الدمار ظهر معدنهم الأصيل. ناس بتشتغل وتكد وتعرق والواحد فيهم كل ما يستلم مرتبه ببفتكر أهلو هناك وبيفتكر أمو الفي البيت وأخوه العاطل وجارو الاتشرد وصاحبو الما لقى حق المواصلات. المغترب السوداني هو (الضمير الوطني) الحي.. هو الصرافة والبنك والمستشفى والمركز الإعلامي خو الشمعة الضواية وهو الأمل الباقي لبلد محتاج ليهو في كل لحظة. المغتربين ما مجرد ناس برة الوطن هم الوطن ذاتو.
|
|