حسن الجزولي (( ناكفني المتصفح مزمل سليمان في بوست لي يتعلق بمشاركة ممرضات مستشفى الخرطوم في تشييع جثمان الشهيد القرشي, حيث ترك موضوع البوست وراح متباهياً بدور المرحوم حسن الترابي حيث إدعى أنه لعب دوراً أساسياً في تفجير أحداث ثورة كتوبر عندما تحدث في الندوة الشهيرة التي أطلق فيها البوليس النار على الطلاب، وهي الفرية الكاذبة وغير السليمة التي يروج لها في كل حين الأخوان المسلمين في محاولات ماكرة للي عنق الحقائق وتشويه الوقائع للأجيال الحديثة، وقد أهداني المذكور أعلاه فرصة أشكره عليها بأن أتاح لي إعادة مقال قديم كنت قد نشرته رداً على الأستاذين الجليلين سليمان حامد الكادر القيادي بالحزب الشيوعي ونبيل أديب المحامي المعروف عندما رددا فرية الأخوان المسلمين حول دور الترابي في تلك الندوة الشهيرة!. فإلى المقال المعاد)) :-
تعقيباً على الأستاذين نبيل أديب وسليمان حامد دعوة لضبط وقائع الأحداث لتبصير الجيل الجديد __________________________
بقلم: حسن الجزولي
تابعت الحوارية التي نُشرت بصحيفة الميدان خلال الأسبوع الماضي بالعدد 3098 بتاريخ 10 أبريل 2016 بين كل من الأستاذين الجليلين نبيل أديب المحامي وسليمان حامد الحاج عضو سكرتارية الحزب الشيوعي السوداني، وقد فوجئت بمعلومة محددة أوردها أديب واتفق معه فيها الحاج في تعقيبه بالميدان العدد 399 بتاريخ الثلاثاء 12 أبريل 2016 حول مشاركة الراحل الترابي في الندوة التي سقط فيها القرشي شهيداً، علماً بأنها معلومة مضللة وغير سليمة من الأساس، ويبدو أن كل من الأستاذين العزيزين قد إنساقا خلف البوق الاعلامي المضلل للمتأسلمين، والذي درج على لي عنق الحقائق وتزييف الوقائع ليخدم أغراضه – خاصة في أوساط أجيال عريضة لم تعاصر أحداث السودان بصورة سليمة - وقد ساهم تغبيش سنوات مايو والانقاذ في تغييب الحقائق عنهم. أورد نبيل يقول ضمن مقاله:- ( كانت الندوة التي تحدث فيها الترابي عن سياسة النظام في الجنوب، والتي استخدم فيها قدراته الخطابية في الهجوم على النظام، وما تبع ذلك من هتافات أدت إلى تدخل الشرطة بإطلاق النار، وقتل القرشي نتيجة لذلك، وهي الشرارة التي استخدمتها النقابات المهنية والعمالية لاسقاط النظام الحاكم، رغم أن نجم الترابي قد ارتفع كثيراً نتيجة لما أبداه من شجاعة في حديثه في تلك الندوة، وهو الأمر الذي سيدفع به إلى نادي يضم عدداً محدوداً من الفاعلين السياسيين) إهـ. وفي تعقيبه على الأستاذ نبيل لم يتوقف أستاذنا سليمان في تلك الجزئية من أجل دحضها، وذلك لعدم دقة المعلومة حول أن الترابي كان متحدثاً في الندوة المشار إليها، مما يشير لقبوله بها هكذا على علاتها، فقد ورد في تعقيبه ما يشير لذلك بشكل أو آخر حين قال:- ( لم يسقط النظام العسكري، في واقع الأمر بسبب استخدام النقابات المهنية والعمالية لتلك الندوة التي استخدم فيها الترابي قدراته الخطابية في الهجوم على النظام) إهـ. أود إجلاء بعض من الحقائق التي تدحض جملة وتفصيلاً مشاركة الترابي في الندوة المشار إليها، وقد أوردتها ضمن مقال لنا بعنوان (قوم لا تغشى حمرة الخجل خدودهم النضرة) نشر في كل من صحيفة الميدان وموقع sudanile.com عام 2012 وذلك إعتماداً على ما أشار إليه الأستاذ محمد أحمد شاموق – وهو المحسوب ضمن كوادر الأخوان الاعلامية - في كتابه ( الثورة الظافرة) إضافة للزميل عبد الله الحاج القطي عبر مقاله بعنوان (علي عبد الله يعقوب شاهد ما شافش حاجة) وتم نشره بصحيفة الميدان. أولاً:- كان تاريخ الندوة الشهيرة التي سقط فيها القرشي شهيداً هو يوم الأربعاء 21 أكتوبر 1964 أما تلك التي تحدث فيها د. الترابي فقد كانت في التاسع من أكتوبر 1964، أي في يوم سابق للندوة الشهيرة، ولم يكن فيها الترابي ممثلاً لتنظيم الأخوان المسلمين. ثانياً:- لم يشارك في تلك الندوة التي فجرت الأحداث أي زعيم أو ممثل لحزب من الأحزاب في تلك الفترة. ثالثاً:- جرى الترتيب للندوة الشهيرة بحيث تكون طلابية صرفة ويشارك بالحديث فيها ممثلون عن المعسكرات السياسية الطلابية وقد حدد منظموا الندوة عنوانها وهو حول مشكلة جنوب السودان. رابعاً:- لم تستمر الندوة لأكثر من بضع دقائق، حيث ما أن قدم الطالب أنور الهادي عبد الرحمن عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد كمدير للندوة المتحدث الأول وهو الطالب بابكر الحاج ممثلاً عن الجبهة الديمقراطية، وقدم حديثاً قصيراً، لم يستطع الطالب الذي تم تقديمه بعده كمتحدث عن الجبهة الوطنية الاشتراكية وهو آدم أحمد آدم أن يعتلي منصة الخطابة، حيث سمع الطلاب لحظتها أمراً من قوات الشرطة تم بثه عبر ميكرفون يدوي بالتفرق فوراً وإخلاء المكان. خامساً:- تدخلت بالفعل قوات الشرطة وهجمت على جموع الطلاب لتفض الندوة بالقوة مستخدمة الرصاص الحي، حيث بدأ الطلاب يتساقطون. وبهذا لم يشارك لا الترابي ولا أي من السياسيين خارج الجامعة في الندوة المشار إليها، لأنه لم تتم دعوتهم من الأساس. كان بإمكاني أن أقول بأن الراحل الترابي نفسه إذا ما سألناه عن حقيقة الأمر قبل رحيله، فإنه سيقر بأن لا علاقة له بتلك الندوة التي سقط القرشي شهيداً فيها، ويبدو أن الراحل الترابي لا يريد لنا في واقع الأمر أن نحفظ له ولو خصلة حميدة واحدة، فقد عاجلنا – عليه الرحمة – بأن إدعى بالفعل أنه المعني الأساسي بتفجير ثورة أكتوبر وذلك من خلال مشاركته في تلك الندوة وهجومه على النظام العسكري والتي قال أنها علت من (شأنه الساسي)، ولمزيد من تفاصيل إدعاءاته هذه الرجاء متابعة الحلقة الثانية من شهادته على العصر والتي تم بثها في فضائية قناة الجزيرة قبل يومين!. ما ندعوا له هو ألا نقع فريسة للإعلام المضلل للمتأسلمين، وعلينا أن نكون (مصحصحين)، مع الإنتباه دوماً للجوء هؤلاء للتضليل والاختزال وتشويه الحقائق ولي عنقها دون أن يتبصروا أن التوثيق للأحداث من مواقع قناعات فكرية "إسلامية" بالأمانة الفكرية والدينية، تلزمهم بالحقيقة ناصعة ولو عليهم، لأن التوثيق مودع للتاريخ وللأجيال اللاحقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حسن الجزولي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست