Post: #1
Title: زيارة وفد الإعلاميين البلابسة إلى لندن: تفكيك وتحليل العقل البلبوسي في مؤسسة علمية بريطانية
Author: الريح عبد القادر محمد عثمان
Date: 10-26-2025, 03:56 AM
03:56 AM October, 25 2025 سودانيز اون لاين الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي مكتبتى رابط مختصر
زيارة وفد الإعلاميين البلابسة إلى لندن: تفكيك وتحليل العقل البلبوسي في مؤسسة علمية بريطانية
بقلم: الريح عبد القادر محمد عثمان زَعَم وفدُ الإعلاميين المؤيدين للحرب في السودان أنّ دعوتهم إلى لندن، ودفع مؤسسة بريطانية تكاليفَ تذاكر سفرهم وإقامتهم هناك، إنما جاءت تعبيراً عن رغبة البريطانيين في الاطلاع على الرأي الآخر، والتعرف على وجهة النظر الأخرى، في ما يجري في السودان من حربٍ مدمّرة. وبما أن الأمر يتعلق بالإنجليز، فدعونا نستخدم تعبيراً بالإنجليزية لنصف هذا "الطلس": "بُلْ شِتْ!" زعم وفد الإعلاميين البلابسة أنّ البريطانيين قد عرفوا وجهة نظر دعاة وقف الحرب ويريدون الآن أن يتعرفوا على وجهة نظر دعاة استمرار الحرب! نقول لهؤلاء: لا يوجد في بريطانيا كلها (باستثناء بلابسة المهجر) من يعتقد أن استمرار الحرب والدمار في السودان "رأيٌ آخر" يجب احترامه أو "وجهة نظر أخرى" لا بد من اعتبارها. لكن بريطانيا كلها تريد، بالتأكيد، أن تعرف كيف يفكر هؤلاء الذين يصرون على استمرار معاناة أهلهم ودمار بلدهم. إذن لقد جِيء بكم، أيها السادة، لا بوصفكم أهل فكرٍ ورأي، بل باعتباركم "عينة مختبرية" لا بد من تحليلها للتعرف على الأسباب التي تجعل الإنسان السَّوي يتردى فيفسد فكره، ويتعطّل رأيه. إن "حب الحرب"، سواءً في بريطانيا أو في غير بريطانيا، ليس رأياً آخر فيحترم، ولا وجهة نظر أخرى فتعتبر، بل هو حالة عَتهٍ في الذهن، وشذوذٍ في الفكر، وضمورٍ في الإنسانية. ومن كان به شيء من ذلك فيحق لمراكز الدراسات أن تهتم بدراسته والتعرف على حالته. هذا، ولطالما ملأ هؤلاء الإعلاميون أنفسهم الدنيا ضجيجاً بأن دعاة الحكم المدني الديمقراطي يتلقون التمويل من جهات أجنبية. إنهم ينهون عن الشيء ويأتون بأشنع منه! دعونا نتعرف على الجهة التي مولت زيارة البلابسة إلى لندن. تمت الزيارة بدعوة وتمويل من The Royal United Services Institute المعروف اختصاراً بـ "RUSI"، وترجمته : "معهد المملكة المتحدة للخدمات" (وليس "المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، كما هو شائع، لأن صفة "المتحدة" تشير إلى المملكة وليس إلى الخدمات). ومعهد "روسي" (والاسم المختصر لا علاقة له بالطبع بروسيا الاتحادية) هو أقدم مراكز الفكر والأبحاث التي يعرف الواحد منها بـاسم "think tank". ويعود تأسيس معهد "روسي" إلى عام 1831 علي يد دوق ولنغتون. وقد أصبح هذا النوع من المعاهد منتشراً في العالم لما يؤديه من دور مهم في تزويد صناع القرار بالمعلومات والتحليلات في مجالات السياسة العامة والأمن والدفاع. ونشأت عبارة "think tank"، أول ما نشأت، في الأدبيات العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان يقصد بها المكان الآمن الذي يناقش فيه القادة العسكريون الخطط الحربية. وتشير كلمة "think" بشكل واضح إلى الفكر، بينما يكتنف كلمة "tank" بعض الغموض. فهي من ناحية تشير إلى الخزان أو المستودع، وبالتالي فإنها تعني "خزان/مستودع الأفكار". ولكن نفس الكلمة تعني "دبابة"، وبالتالي يمكن أن يشير معنى " think tank" إلى أداة لتعزيز الأهداف العسكرية تعتمد على الأفكار، وليس على القنابل. ويحصل معهد "روسي" على تمويله من الاشتراكات وبيع المطبوعات وتنظيم الفعاليات، بالإضافة إلى التمويل من جهات سياسية غربية مثل المفوضية الأوربية، ووزارتي الخارجية الأمريكية والبريطانية، فضلاً عن كبريات شركات صناعة الأسلحة الكبرى، مثل بي أيه إي سيستمز، ولوكهيد مارتن، وشركات إيربص وغوغل. وعمدنا إلى تقديم خلفية عن المعهد الذي اهتم بدراسة العقل البلبوسي لكي يتعرف الناس، ويتعرف هؤلاء البلابسة أنفسهم، على الجهة التي قدمت لهم الدعوة. ونعيد التأكيد على أن توفير التذاكر والإقامة لأفراد "العينة المختبرية" من الصحفيين المؤيدين لاستمرار الحرب في السودان ليس لأنهم أهل فكر معتبر، وجماعة رأي محترم، ولذلك أبت نفوس البريطانيين إلا أن يتيحوا لهم الفرصة لإقناع بريطانيا، والغرب بأسره من ورائها، برجاحة عقل دعاة استمرار الحرب في السودان، وسداد الرأي المنادي باستمرار معاناة أهل السودان. إن الروح العلمية، في بريطانيا وفي الغرب وفي كل مكان، تحث عموماً على دراسة شتى الظواهر. وأي ظاهرةٍ أشد إثارةً للفضول، وأحق بالتحليل والدراسة، من الإصرار على قتل الإنسان لأخيه الإنسان وتدمير الأوطان بأيدي أبنائها. يقول سبحانه وتعالى: " ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ". البقرة، الآية 85. صدق الله العظيم.
|
|