Post: #1
Title: في وجه آلة العنف: قصة صمود في مواجهة العنف والتهديد!! كتبه محمد يوسف
Author: محمد يوسف
Date: 10-25-2025, 11:06 PM
11:06 PM October, 25 2025 سودانيز اون لاين محمد يوسف-السودان مكتبتى رابط مختصر
بين أنقاض الخراب والفوضى التي تعصف بالسودان، تضيء بعض قصص الصمود الفردية شموعاً في عتمة المشهد، قصص أبطال صامتين رفضوا الانحناء أمام آلة العنف والتهديد، ومن بين هؤلاء، يبرز صديقي الصحفي والناشط الحقوقي، الذي سنرمز لاسمه بـ(أ.م.ع)، رجل دفع ثمن إيمانه المطلق بالحقيقة والعدالة من سلامته الشخصية وأمن عائلته. منذ اندلاع الحرب، كانت لقاءاتنا نادرة، معظمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لقاء اليوم كشف لي حجم الصدمة الحقيقية، التي يواجها، لقد تعرض الصديق الانسان (أ.م.ع) لسيل من التهديدات المباشرة والقذرة التي تجاوزت كل حدود الأخلاق والإنسانية، وصلت عبر الإيميل والواتساب والماسنجر، بل حتى رسائل SMS، وكانت تحمل وعوداً بالترصد والوعيد، وتهدف لإسكات صوته وكتم قضيته العادلة، وهذه التهديدات لم تتوقف عند حد الصحفي الحقوقي نفسه، بل امتدت لتطال زوجته وأولاده، بما في ذلك تهديدات باختطافهم، وهو ما يبرز مدى الانحطاط الأخلاقي والإنساني للجهات التي تقف وراء هذه الأعمال من جماعات مسلحة إلى فصائل سياسية متورطة، وأحياناً جهات أمنية مجهولة. رغم تقديم (أ.م.ع) بلاغاً رسمياً للشرطة، وتزويدها بكافة الوثائق والأدلة، فإن الرد الرسمي كان ضعيفاً ومقتصراً على نصيحة الحد من تحركاته، وهو موقف يطرح تساؤلات كبيرة حول جدية السلطات والجهات المسؤولة في توفير الحماية للاجئين، خاصة أولئك الذين يعملون من أجل كشف الانتهاكات. ما يميز صديقي (أ.م.ع) ليس شجاعته الفردية فحسب، بل خلفيته المهنية الرفيعة؛ فقد عمل في عهد حكومة الثورة بقيادة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، في مكاتب حكومية حساسة تتعلق بملفات سرية، ما يمنحه معرفة دقيقة بآليات الدولة والفساد، ويجعل شهادته سلاحاً فتاكاً في مواجهة الانتهاكات. اليوم، يكرس صديقي (أ.م.ع) جهوده لخدمة المجتمع المدني السوداني، مدافعًا بوضوح عن وقف الحرب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات والمجازر ضد المواطنين، وهو شخص لا يعرف التردد في مبادئه، صارم في قناعاته، وشجاع في مواجهة التهديدات، ومع ذلك يرفض أن يسمح للآخرين بتداول تفاصيل هذه التهديدات، مؤمنًا بأن قضيته أسمى من شخصه، ويدرك أن كشف الهجوم الذي تعرض له هو وعائلته قد يؤدي إلى تداعيات أكبر، خاصة في ظل بيئة مشوبة بالأكاذيب والخداع والنفاق، حتى من بعض المقربين. وخلال لقائي معه وفي حوار صادم، كشف لي (أ.م.ع) عن حجم الخطر الذي يواجهه، وكانت كلماته بمثابة وصية مبدئية، حيث قال لي "حتى إن تم قتلي، فليكتب التاريخ أنني قتلت على حق وفي الدفاع عن المبادئ الإنسانية وليس من أجل مكاسب شخصية". هذه الكلمات ليست مجرد عبارات، بل شهادة على شجاعة وإنسانية نادرة في زمن فقد فيه الكثيرون صوابهم أمام آلة العنف. الهجوم الأخير الذي نجا منه صديقي (أ.م.ع) لم يكن حادثاً عابراً، بل رسالة دموية واضحة تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، وهو اليوم يتعرض لهجوم مستمر من جهات متعددة، تشمل جماعات مسلحة وفصائل سياسية وكيانات أمنية، وتتم متابعة كل تحركاته، في محاولة لكسر إرادته. أمام هذا التهديد الوجودي، لا يمكن الصمت، والتضامن معه ليس خياراً بل واجب أخلاقي وإنساني ملح، ومن هنا ادعو كل من يؤمن بالحرية والإنسانية، من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل ضمير حي في العالم، إلى رفع الصوت عالياً لضمان توقف التهديدات فوراً وتفعيل حماية حياة صديقي (أ.م.ع) وأمن أسرته. صديقي (أ.م.ع) يقيم حالياً كلاجئ في إحدى الدول الإفريقية، لكنه يواصل نضاله وصموده، مؤمناً بأن الحقيقة والعدالة يستحقان التضحية، وأن صوته، رغم كل التهديدات، لن يصمت، ولمن يرغب بفي التواصل معه يرجى مراسلتي على البريد الإلكتروني التالي: [أدخل بريدك الإلكتروني]. هذا المقال الذي كتبه ليس مجرد حديث، بل شهادة للتاريخ على شجاعة رجل رفض أن يموت صوته قبل جسده، ورمز لمقاومة الظلم في أصعب الظروف، ونسأل الله أن يحفظ صديقي (أ.م.ع) وأسرته، وأن يمنحنا القوة لمواصلة النضال من أجل سودان يسوده العدل والسلام. محمد يوسف [email protected]
|
|