Post: #1
Title: الإسلاميون وثورة أكتوبر: دقنك حمّست جلدك خرش ما فيه كتبه عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 10-25-2025, 10:48 PM
10:48 PM October, 25 2025 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى رابط مختصر
عبد الله علي إبراهيم 1-ندوة أم لوتري سياسي؟
نشرت مجلة "السودان غازيت" في عددها الأول، الذي احتفلت فيه بثورة أكتوبر 1964، كلمات سبع لي في بيان السياسات في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم التي اكتنفت قيام الندوة التي كانت الشرارة للثورة. وترجمتها في الإنجليزية. مبروك الصدور. وأردت بالمقالات هذه نقض زعم الإسلاميين عن انقسام الطلاب يومها إلى بواسل هم هم من دعوا للندوة التي قدحت الثورة وجبناء هم اليسار الذي عارض الندوة. فجعلوا من تلك السياسات حالة بلهاء من الأبطال والرعاديد. أنشر هنا الجزء الأول والثاني من مقالي ونواصل:
أعود هنا لذائعة روجها الإخوان المسلمون من أن ثورة أكتوبر (21-10-1964) هي بنت الندوة التي كان لهم فضل اقتراح قيامها على اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. ولولاها، في قولهم، لما كانت ثورة ولا يحزنون. وبينتنا على هذه العقيدة الإخوانية أنهم اتهمونا في الجبهة الديمقراطية وفي المؤتمر الديمقراطي الاشتراكي (د. حسن عابدين ورهطه) بالجبن لأنه كانت لنا اقتراحات أخرى لما يجب عمله. ولم تكن أقل شجاعة من الندوة. ولمّا علق الإخوان الثورة على ندوتهم جعلوا الثورة نوعاً من اللوتري السياسي: أعقد ندوة وستضرب. ولاحظ السر بابو بصفاء أن الإخوان حاولوا هذه اللوتري السياسي في ما أسموه “ثورة شعبان” في 1974 ضد نظام الرئيس نميري. فأدخلوا بطاقة اللوتري بعقد ندوتهم المعروفة بندوة الإسلامي أحمد عثمان، وانتظروا ضربة الحظ. ولم تندلع الثورة المرتجاة وإن بقيت حركة شعبان معلماً مهماً في مقاومة الاستبداد. وأقول عرضاً حتى نبينه في وقته إنه ما أضر بتاريخ ثورة أكتوبر إلا من أرادوا النقل الأعمى عنها. فما كل بركة ولد. ومن ضروب سوء فهم الثورة أيضاً من حاولوا استعادتها أخنق فطس مثل انقلاب مايو1969.
ساءني جداً ما روجه الإخوان المسلمون وخصوم آخرون بآخرة بأننا في الجبهة الديمقراطية عارضنا ثورة اكتوبر 1964 تقية لخوفنا من نظام الفرق عبود. وسدروا في غي هذه الضلالة عزة بأنهم من كان من وراء اقتراح الندوة للجمعية العمومية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في حين كان لنا ولغيرنا اقتراح آخر بتسيير مظاهرة عظمى نحشد لها قوى الطلاب بالعاصمة. لم يكن الخلاف بين بواسل الإخوان ومن لانت ركبهم من الشيوعيين وحلفائهم. وسيرى القارئ قريباً، متى كان الأمر أمر "شداعة (شجاعة) قلبية"، كما كان يقول عمي، كيف أن غالب شهداء الندوة الإخوانية وجرحاها كانوا من الجبهة الديمقراطية لا من الاتجاه الإسلامي. لم يكن خلافنا والاتجاه الإسلامي في “ضرب السوط مو كدي خلي الحعلي اليجي”. كان مدار الأمر مجرد تباين في التكتيك حول أجدى السبل لمقاومة الديكتاتورية العسكرية في الزمان والمكان. وهو نزاع حول التكتيك بين أكفاء في المقاومة (لا بين بواسل ورعاديد) حسمته الجمعية العمومية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم بإجراء ديمقراطي معتمد في أداء الاتحاد كما سنرى. ومن أكثر ناشري ذائعة نقصنا في الشجاعة المهندس أنور الهادي سكرتير الثقافة لاتحاد 1964 والذي وقع عليه الإشراف على ندوة مناقشة مسألة الجنوب ليلة 21 أكتوبر 1964 بداخليات البركس بالجامعة. ووجدته على مرتين يدبج هذه الذائعة في مقابلات مع الصحف في 2015 و2016. وكان لقاء أنور في 2016 مع النور أحمد النور رئيس تحرير “الصيحة” (22 أكتوبر 2016). وأنور مستحق لروايته عن هذه الندوة لأنه استمات على فكرة الندوة حتى حين تلجلج تنظيمه وهو الاتجاه الإسلامي ذاته كما سنرى. وودت لو انتهز سانحة الحوارات للقسط بزملائه منا في اليسار بعد أكثر من نصف قرن على الواقعة. ولكن أنور لا ينسي ولا يغفر. ومر عليه هذا الزمان الطويل وهو “حاقص” على مأخذ لنا لا بينة عليه. قال أنور للصيحة إن المعروف من ثورة أكتوبر أن لجنة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم اسقطت اقتراح قيام الندوة (4 إسلاميون، 3 جبهة ديمقراطية، 3 لكل من الفكر الحر (المهندس عمر صديق وشركاه ومنهم غازي سليمان) والمؤتمر الديمقراطي لاشتراكي (الدكتور حسن عابدين وشركاه ومنهم محمد نوري الأمين). ثم طُرح الاقتراح في المجلس الأربعين للاتحاد وسقط أيضاً. ثم طُرحت الندوة على الجمعية العمومية وسقطت. ولما يئس أنور (وتنظيمه وهو الاتجاه الإسلامي) من أن ينصر الاتحاد مقترح الندوة خطط لقيامها على أنها ندوة لجمعية ثقافية. ووافق “المكتب السياسي” (للإخوان؟) ومكتب الاتجاه الإسلامي على ذلك. ولم يمر يومان وقامت الندوة. والمفهوم من كلام أنور هذا أن الندوة تمت في خارج مظلة الاتحاد غير أن أنور اختار المتحدثين من بين أعضاء مجلس الاتحاد، او ما سماهم أعضاء المكتب الثقافي للاتحاد (ويضم أعضاء من المجلس الأربعيني). وقال أنور إنه اجتمع بلجنة الاتحاد في اليوم الثاني بعد مقتل القرشي. ووصف نفسه بأنه كان رئيسها، أي صار المسؤول عن كل شيء في ذلك الجو السياسي المحتقن على أنه كان سكرتيراً للثقافة لا غير. وقال إن هذا ثابت في محضر تلك الجلسة الذي أخفاه الشيخ رحمة الله (الجبهة الديمقراطية) سكرتير الاتحاد. ثم ذكر أن فاروق أبو عيسى قد تعرض للضرب حين ذهب إلى المعهد الفني ليلة المتاريس ليعبئهم. وزاد في العزة بحركته قائلاً أن الذي بدأ الهتاف بعد تشييع القرشي كان الدكتور الإسلامي حسن عمر المحاضر بكلية القانون بالجامعة. وهكذا قَسَم الله للإخوان الشجاعة وقَسم لغيرهم الذلة والضرب من خلاف. نرد أولاً على أقاويل أنور عن ليلة المتاريس ثم نعرج على مسألة الندوة. فلم يرد في سيرة ليلة المتاريس أن المعهد الفني كان منبراً للتعبئة للدفاع عن الثورة. وكل ما نعرفه عنه أن طلابه كان يحتفلون في تلك الليلة بثورة أكتوبر حين خرج من وسطهم نبأ تحرك الجيش المضاد للثورة. كما تواترت الكتابات أخيراً عن المحامي الذي كان أول من هتف ضد نظام عبود بعد التشييع بعد أن كاد الجمع ينفض بعد كلمة للدكتور الترابي للناس أن يفعلوا ذلك. ولم يرد للدكتور حسن عمر ذكر في هذا السياق. وقد تحرى الأستاذ كمال الجزولي سيرة هذا المحامي قبل سنة أو نحوها. ولم أجد كلمته بين أوراقي وأنا أكتب هذه المقالة. ثم جاء أنور في حديثه للجريدة إلى عيبنا في اليسار وجبننا. فقال إن الحزب الشيوعي كان يسعى للمشاركة في الحكم مع نظام 17 نوفمبر ولذلك كان ساعياً لإجهاض الندوة. وزاد بأن "الشيوعيين عملوا وضحوا خلال فترة عبود الباكرة" ولكن عندما تضرروا غيروا موقفهم ودي موازنات حزبية بعرفوها ووصلوا إلى أن يتعاملوا مع النظام. ولكن الشيوعيين يقولون معارضة من الداخل وهي غير مقبولة لأن النظام لن يقبل بك دون أن تعمل معه". وبدا لي أن أنور تذكر من أكتوبر شيئاً وغابت عنه أشياء كثيرة. وسنستعين بكتاب أخ مسلم له هو الأستاذ أحمد محمد شاموق عنوانه “الثورة الظافرة: يوماً بيوم” (1968) لبيان عوار ذاكرة أنور. ونترك ذلك لحلقة قادمة. 2-لكن تغالط شاموق، بتغالط! كنت أظن أن أنور الهادي عبد الرحمن، السكرتير الثقافي لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي نظم ندوة الأربعاء 21 أكتوبر 1964، قد اكتفى، بعد مرور أكثر من 50 عاماً عليها، من احتكار البطولة لتنظيمه، الاتجاه الإسلامي، في ملابسات انعقاد تلك الندوة. فوجدته على مرتين يحدث الصحف عن ذكرياته فيتهم اليساريين بممالأة نظام عبود لمجرد أن كان لنا اقتراح مضاد لاقتراح الندوة. وهو تسيير مظاهرة طلابية جامعة احتجاًجاً على اعتقال اللجنة التنفيذية للاتحاد. بل وجدت عدوى البطولة استبدت به فنسب لنفسه كما رأينا قيادة اللجنة التنفيذية بعد مصرع الشهيد القرشي في حين كان رئيس اللجنة زميلة الدكتور ربيع حسن أحمد. جاء أنور مع ذلك بتاريخ مرتبك لتلك الأيام أرغب في تصحيحه ناظراً إلى كتاب أحمد محمد شاموق زميله في الاتجاه الإسلامي المعنون "الثورة الظافرة: يوماً بيوم" (1968). وسنصحح أغلاط أنور الآتية: قوله إن تنظيم ندوة 21 أكتوبر كان قد تم خارج نطاق الاتحاد (اللجنة التنفيذية، المجلس، الجمعية العمومية) وإيحائه كأنها من عمل جمعية ثقافية لإسلاميّ الجامعة. تجاهله حقيقة أن الإسلاميين لم يكونوا على خطة الندوة طوال الوقت. وجنحوا مرات لبدائل لها. وهذا خلاف تصوير أنور لهم مستميتين على الندوة كأنهم عرفوا سرها الثوري. وأن الندوة كانت خياراً من خيارات جرى تداولها في أوساط الطلاب ومعسكراتهم السياسة في أعقاب اعتقال لجنة الاتحاد التنفيذية لا تقل أي منها في روح الصدام مع النظام وعزائمه، مما يبطل تكهن أنور بجبنها وتحميلها ما لا يجوز في شرع السياسة. جاء عند شاموق أنه بتكوين اللجنة البديلة للجنة الاتحاد المعتقلة (برئاسة الإسلامي ربيع حسن أحمد وسكرتارية الديمقراطي الشيخ رحمة الله) تضاربت الاقتراحات في ما ينبغي عمله بمثابة الرد على النظام. وكان رأي الاتجاه الإسلامي استمرار الندوات والتظاهر. أما الجبهة الديمقراطية فحذرت من القيام بخطوة بمعزل عن بقية الطلاب في الجامعات والمعاهد الأخرى. واقترحت الاتصال بهم تجاه عمل متضامن ضد النظام. أما المؤتمر الديمقراطي فرفض اقتراحيّ الإضراب والمظاهرة وقصر دور الطلبة على توعية الشعب. واستبعد الجميع الدخول في إضراب ستغلق بعده الجامعة (ص 114). وحدث في الأثناء تطور في موقف الإسلاميين من الندوة. فاجتمع مكتبهم السياسي وأعاد النظر في مقترح استمرار الندوات. ووصف شاموق الاجتماع بالاضطراب بقرينة أنه قرر رفع الأمر لجهة أعلى منه هي المكتب التنفيذي للإخوان بتوصية ألا تستمر الندوات تفادياً لصدام جديد مع النظام وآثار خسائر الصدام الأخير (إضراب 5 ديسمبر 1963 لاستقلال الجامعة) ما تزال ماثلة. فمن رأيهم كان أن العزلة ضربت الطلاب. فما تجاوب الشعب وما تنازل العساكر. وأخذ اجتماع الإسلاميين علماً بأن مدير الجامعة قد وعد بالمحافظة على استقلال الجامعة. فقرر أن من حقه أن يعطيه الطلاب الفرصة ليدبر حاله. وكان من دواعي هذا التمهل خشية قيادة الإسلاميين إقدام الحكومة على عزل المدير وتعيين ضابط كبير من الجيش في مكانه (116). ومن بين من فارق رهطه في هذا الشأن كان الأستاذ أنور الذي تمسك بقيام الندوة دون غيره. ونجح في حمل المكتب التنفيذي لخطة عقد الندوة. ولما اجتمعت اللجنة التنفيذية للاتحاد تداولت مقترحاً بمظاهرة رفضها المؤتمر الديمقراطي تمشياً مع رأيه في تجميد النشاط السياسي والالتفات لتوعية الشعب. ولكن جرى اقناع عضويّ المؤتمر بوجاهة الاقتراح ليخرج قرار المظاهرة بالإجماع مما هو من تقاليد الاتحاد ضماناً لفاعلية الخطوة. ثم تبنى الاجتماع وجوب الاتصال بالمعهد العلمي (الكلية الإسلامية) والمعهد الفني وبعث بمناديب منه للاتصال بهم (117). وكانت جمعيات الاتحاد الثقافية من جانب آخر تضغط على اللجنة التنفيذية لاستمرار قيام الندوات عن مشكلة الجنوب (120). فقرر الاتحاد أن يتبنى الندوات كمسؤولية قيادية. وساد جو ترقب فيه الطلاب قرار الاتحاد رداً على اعتقال اللجنة. وكان قرار اللجنة هو التظاهر ولكنه لم يعلنه للطلاب للسرية. ولكن الطلاب ظنوا الظنون باللجنة لصمتها عما ينبغي فعله تجاه استفزاز الحكومة. وهاجموها ووصفوها بالجبن خوفاً من مصير اللجنة المعتقلة. ولاحتواء ذلك الجو السلبي كلفت اللجنة الرئيس بقراءة خطاب منها في تجمع للطلاب بمركز الجامعة الرئيس (121) بنسخ منه لكل من مجمع الطب وشمبات (122). ولم ترد في خطاب اللجنة أيضاً الخطوة المقررة من إضراب أو تظاهرة أو ندوة. فران وجوم على الطلاب. وفي ملابسات ردة الفعل على خطاب اللجنة رمى عمر الصديق، من الطلاب الأحرار والمكلف من الاتحاد بمخاطبة طلال الطب، بخطاب اللجنة وشن هجوماً كاسحاً على لجنته نفسها مما أثار خلافات طوتها للجنة خوف الفرقة (123-124). ووقف الطلاب الأحرار بالنتيجة مع قيام الندوة قبل أي خطوة أخرى (لا مظاهرة تعرقلها). وعارضت الجبهة الديمقراطية والمؤتمر الديمقراطي قيام الندوة (124). فسقط اقتراح الندوة في اللجنة (125). وأحزن ذلك الإسلاميين. وربما أوحوا لجماعة الفكر الإسلامي بتقديم طلب إقامة ندوة رفضها الاتحاد. ولكن الجمعية استمرت في التحضير لها واتصلت بمحمد أحمد محجوب والصادق المهدي وحسن الترابي ليكونوا المتحدثين فيها (126). واجتمع المكتب التنفيذي للإخوان. وكان رأيهم أن قيام ندوة في الثلاثاء 20 أكتوبر استعجال (127). واتفق للمكتب الإخواني تكليف أنور الهادي ليخطر اللجنة التنفيذية للاتحاد مجرد اخطار بأن مكتبه، مكتب الثقافة التابع للجنة التنفيذية، سينظم ندوة عن الجنوب مساء الأربعاء 21 أكتوبر. وإثر ذلك اجتمعت اللجنة التنفيذية في جو سياسي مفعم بالخصومة. وقدم أنور اقتراحه بقيام الندوة. وثار جدل. وانتهى بتصويت حول الندوة تعادلت فيه الأصوات. فكان الإسلاميون والأحرار في جهة والديمقراطيون والمؤتمر الديمقراطي في الجهة الأخرى (128-129). وبسبب هذا التعادل قررت اللجنة أن تعرض الأمر على الجمعية العمومية. ووضِعت الجمعية أمام اقتراحين: انعقاد الندوة كما اتفق للإسلاميين والأحرار أم قيام مظاهرة في اقتراح الديمقراطيين والمؤتمر. وفاز اقتراح تقديم الندوة على المظاهرة. وكانت حجة الديمقراطيين ضد الندوة أنها ستجرى في موقع معزول عن قوى الشعب الأخرى ما يجعلها صداماً مع الشرطة لا أكثر. وجرى التصويت في جمعية الاتحاد العمومية وفاز اقتراح الندوة بفارق مائة صوت في العد النهائي للأصوات الراجحة (138). استغرب لأنور كيف جاز له ابتذال تلك المساعي السياسية باجتهاداتها المختلفة لمواجهة الديكتاتورية، الدائرة في سياق ديمقراطي للشورى في دوائر الاتحاد من لجنته التنفيذية، فمجلسه، فجمعيته العمومية، ليجعل منها حكاية ساذجة عن الشجاعة والجبن. وسيرى القارئ كيف اقترح الإخوان الندوة وكيف عطرها اليساريون بالدم. فليس من شهيد أو جريح "قهر الظلم ومات" في ذلك اليوم إلا منا معشر اليساريين. وماين منو؟ الله أكبر! ونعرض في المرة القادمة لشهادات للشيوعيين والديمقراطيين ممن كانوا وقود الندوة التي اقترحها اليمين وأشعلها اليسار . . . واستشهد.
|
|