وزير الإعلام و حرب الشائعات كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

وزير الإعلام و حرب الشائعات كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن


10-25-2025, 06:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1761412890&rn=0


Post: #1
Title: وزير الإعلام و حرب الشائعات كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 10-25-2025, 06:21 PM

06:21 PM October, 25 2025

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





السؤال هل العالم في حالة الفوضة الخلاقة؟ رغم أن الأحداث الجارية بعد بروز الشعبوية بقوة في أمريكا بدأت تضفي على المصطلح تغييرات جوهرية بعد دخول الشعوية و التلويح باستخدام القوة المباشرة.. تقول مصادر الفكر السياسي أن مصطلح ا"لفوضة الخلاقة" ليس مصطلحا جديدا، أنما وجد في المصادر القديمة للماسونية، و لكن لم يستخدم في الحقل السياسي إلا مؤخرا، و أيضا استخدمه العالم إدوارد لورينز في مجال علم الرياضيات و الفيزياء .. لكنه وجد طريقه إلي الساحة السياسية من خلال نظرية المستشرق اليهودي برنارد لويس " الديمقراطية لمواجهة الإرهاب" و في فترة جورج بوش الثانية 2005 – 2009م، أطلقته بعد غزو العراق وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.. و لكن يعتبر مايكل أيدن من أهم مفكري صناعة القرار في أمريكا من أبرز المناصرين لفكرة الفوضة الخلاقة.. و السودانيين الان يستلفون المصطلح في صراع إعلامي.. حرب الشائعات الخلاقة.. إلي أين المسار؟ هي تؤكد نهايات طرق التفكير التي أورثت الفشل..
بعد رحيل الجمهوريين و إنتهاء فترة الرئيس " بوش الأبن" و جاءت فترة الرئيس باراك أوباما، و الذي شهدت فترته ثورات الربيع العربي، في تلك الفترة بدأت بعض الحكومات في المنطقة تعطل " خدمات الانترنيت " خوفا من تأثير الثورات على النظم الحاكمة، لذلك أطلقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون 2009 – 2013م دعوتها أن الإدارة الأمريكية سوف تدفع مليارات الدولارات دعما للوسائط الإعلامية أن لا تكون مرتبطة بخدمات النت حتى لا تستطيع الحكومات السيطرة عليها.. و فهمت في ذلك الوقت هي دعوة تشجيعية لشعوب المنطقة بالقيام بالثورات.. الغريب في الأمر جاء دونالد ترامب قائد الشعبوية في أمريكا ساعيا لاستقطاب وسائل الإعلام و الصحافة لدعم مشروعه السياسي، و الذين يرفضون و يطالبون بحرية الإعلام تجد ترامي يمنعهم حتى من السؤال في مؤتمراته الصحفية.. و لم يتوقف الموقف السالب من الإعلام على ترامب شخصيا بل انسحب حتى على المستشارين و المتحدثين في البيت الأبيض، الأمر الذي سوف يضر بمستقبل الديمقراطية و أيضا الإعلام و الصحافة في أمريكا.. أمريكا التي تخرج المصطلحات الجديدة تغطية على سياساتها هي نفسها تتعرض لصراع جديد تسيطر عليه الشعبوية..
إذا انتقلنا إلي الساحة السودانية نجدها قد شهدت جدلا واسعا حول قضية التفاوض بين الجيش و الميليشيا في وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، في خبر كانت قد سربته الإعلامية رنا أبتر التي تعمل في " الشرق الأخبارية" و في تسريبها قالت أن هناك مفاوضات بين ممثلين للجيش و ممثلين للميليشيا لكنها لا تعرف إذا كانت المفاوضات مباشرة و لا سرية.. وقالت أنها بعد ساعة سوف تسجل برنامجها و سوف تورد فيه الحقيقة و لكنها لم تفعل.. و لكن من ناحية أخرى.. قالت مراسلة " الشرق الأخبارية" في السودان مها التلب أن مصادر دبلوماسية سودانية قالت لها أ(ن الجلسة الأولى من المباحثات بين وفد الحكومة و الإدارة الأمريكية انتهت و احتوت على ملفات تتعلق بالقضايا بين البلدين و خارطة طريق لإنهاء الحرب) يعني أن المحادثات بين الجانبين و لا تشمل الميليشيا...
أن المعركة الدائرة في الوسائط بين السودانيين، ليست هي معركة بين موقف و موقف أخر مضاد، أنما هي بين عقليتين و منهجين مختلفين تماما، بهدف تشكيل مستقبل السودان السياسي، و لا يبتعد النفوذ الخارجي في إدارته و تحريكه الأمر الذي يضفي على الصراع العصبية، و لا يسمح بالحوار الهاديء.. لآن للنفوذ الخارجي أجندته الخارصة.. معلوم هناك قوى مؤيد للجيش تعتقد أن المستقبل السياسي للسودان يجب أن لا تشارك فيه الميليشيا، و إبعاد الميليشيا يعني تمهيد لخلق مسرح سياسي بأجندة جديدة و لاعبين جدد، و طريقة تفكير مغايرة تماما للإرث السياسي السابق.. و هناك قوى تصر على التفاوض بين الجيش و الميليشيا حتى تكون جزء من مستقبل العملية السياسية...
المسألة التي كررتها كثيرا؛ أن كل المعارك التي تحدث في الوسائط الإعلامية، و تتضارب فيها المعلومات، لم يورد أسم أجهزة الإعلامية السودانية في البحث عن الحقيقة، من خلال دورها في الاتصال بالأجهزة و المؤسسات السودانية صاحبة الأمر و تأخذ منها المعلومة، حتى يتأكد المواطنون من الحقيقة، و ما هو تصور السيد وزير الإعلام في الذي يجري؟ هل أكتفى وزير الإعلام بالقب الذي أطلق عليه البعض " السيخوي" تشبيها بالطائرة المقاتلة الروسية " السيخوي" و يصبح عمله في القنوات الفضائية بعيدا عن الوزارة.. أم للرجل إستراتيجية إعلامية لمواجهة الشائعات و المغالطات السائدة في الشارع السياسي.. الإعلام أصبح أهم أداة في الحروب حتى من الأدوات العسكرية.. إذا كانت المسألة عصية على السيد وزير الثقافة و الإعلام بوضع إستراتيجية في فترة الحرب و أخرى بعد الحرب، الأفضل تكليف عدد من الشباب الإعلاميين هؤلاء منهم كفاءات مؤهلة أن تقدم إستراتيجية إعلامية تتصدى لقضايا المرحلة بجدارة...
هناك العديد من القنوات السودانية إذا كانت داخل السودان و خارج السودان، قادرة أن تطور قدراتها و تقدم خدمات لا تقل عن القنوات الاجنبية الأخرى إذا توفر لها الدعم المادي المطلوب، و من في هذه الظروف يقدم الدعم غير وزير الإعلام، هناك العديد من رجال الأعمال السودانيين قادرين أن يقدموا الدعم لقنوات سودانية يصبح لها الصوت العال و الشهرة و القبول إذا كان داخل أو خارج السودان.. لكن المسألة تحتاج تفاكر بين الوزير و كل قيادات القنوات التي داخل و خارج السودان.. الوزير ليس شارة توضع في الجانب الأيسر من البدلة و لكن سياسة و تصور و أفكار تتحول إلي واقع.. أن الحرب و ما بعد الحرب عملية البناء و التعمير و الوعي الجماهير تتطلب إعلاما لا يتابع فيه وزير الإعلام لرئيس الوزراء مثل ظله يجب أن تكون حركة الوزير سابقة رئيس الوزراء... نسأل الله حسن البصيرة...