الإيجاز.. لغة الصحافة في عصر السرعة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل

11:42 AM October, 23 2025

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن محمد فضل-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

مقال للنشــر
عمود ظِلَال القمــــــر

[email protected]


________

في عالم الصحافة الحديثة لم يعد المقال الطويل يغري القارئ كما كان في الماضي فقد تغيّر المشهد الإعلامي جذريًا مع صعود الصحف الإلكترونية، حيث يتنقّل القارئ بين العناوين بسرعة ويختصر وقته في قراءة الأخبار عبر الهاتف أو الأجهزة المحمولة هنا تبرز أهمية الإيجاز بوصفه مهارة صحفية لا غنى عنها ولغةً تناسب إيقاع هذا العصر المتسارع الصحفي الذكي اليوم هو من يعرف كيف يقدّم الفكرة بعمق دون إطالة ويختصر المعلومة دون أن يُفرغها من معناها فالقارئ الرقمي يعيش في عالم مزدحم بالمغريات البصرية والمعلوماتية من مقاطع الفيديو والمنشورات إلى وسائل التواصل الاجتماعي وكلها تتنافس على انتباهه في ثوانٍ معدودة وإذا صادف مقالًا مطولًا بلا إيقاع ولا تركيز فإن إصبعه لن يتردد في التمرير إلى الخبر التالي الإيجاز لا يعني التبسيط المخل بل هو فن الاختصار الذكي الذي يجمع بين وضوح المعنى وجمال الأسلوب إنه قدرة الكاتب على أن يقول الكثير بأقل عدد من الكلمات وأن يترك في ذهن القارئ أثرًا يدوم أطول من المقال نفسه، وفي زمن السرعة والازدحام المعلوماتي أصبحت المقالات الموجزة والمباشرة هي الأقدر على الوصول لأنها تحترم وقت القارئ وتقدّم له المعلومة بوضوح وسلاسة فالكتابة الصحفية الحديثة ليست سباقًا في عدد السطور بل في قوة الفكرة وسرعة وصولها وختاما يبقى الإيجاز سرّ النجاح في الصحافة الإلكترونية وعنوان المهنية الحقيقية للكاتب المعاصر فكل كلمة زائدة تُفقد المقال نبضه وكل سطر غير ضروري يُبعد القارئ خطوة وفي زمن لا ينتظر أحد أحدًا، فحتما لا يربح إلا من يُجيد أن يقولها باختصار.