أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (69) في ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة ودروس تكوين جبهة الهيئات كتبه حسن الجزو

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (69) في ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة ودروس تكوين جبهة الهيئات كتبه حسن الجزو


10-23-2025, 04:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1761189320&rn=0


Post: #1
Title: أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (69) في ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة ودروس تكوين جبهة الهيئات كتبه حسن الجزو
Author: حسن الجزولي
Date: 10-23-2025, 04:15 AM

04:15 AM October, 22 2025

سودانيز اون لاين
حسن الجزولي -السودان
مكتبتى
رابط مختصر



نقاط بعد البث

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (69)
في ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة ودروس تكوين جبهة الهيئات

على مدى سنوات طويلة ظللنا نتمسك بشعار: "لجنة تفكيك التمكين كانت تمثّلني، وستظل تمثّلني مستقبلاً أيضاً". إيماني راسخ بأن يوماً ما ستعود تلك المطالب لتُمثّلني من جديد - ربما باسمٍ وهويةٍ مختلفين - لكن جوهر القضية سيبقى واحداً: تفكيك منظومة الإنقاذ الإقصائية والإسلاموية واجب لا يسقط، واستعادة الحقوق والأمانات لأصحابها مطلب لا محيد عنه. ومع ذلك، لكل مقام مقال؛ ولكل ظرف تعبيره الخاص. وفي سياق سلسلة "أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان" رأينا أنه من الضروري تعديل التوقيع في هذه المرحلة، فبدلاً من العبارة السابقة أختار أن أختم مقالي بتوقيعٍ يدعو إلى وحدة قوى المعارضة الشعبية.
لماذا هذا التحول؟ لأننا اليوم أمام أولوية عاجلة: إيقاف الحرب ورفع معاناة الشعب. فالتفكيك قد يبقى مطلباً مشروعاً ومهماً، لكنه مطلب آجل يحتاج إلى ظروف سياسية وأمنية لا تتوفر إلا بعد استعادة الفضاء العام من قبضة النظام العسكري والدعم الظلامي الذي يستند إليه. إن وحدة قوى المعارضة الشعبية ليست ترفاً، بل ضرورة وجودية؛ وهي السبيل الأكثر واقعية لوقف آلة القمع ولخلق أرضية سياسية تمكّن المجتمع لاحقًا من المطالبة بتحقيق العدالة - ومن ضمنها مفردات التفكيك واسترداد الحقوق.
هذا الشعار ليس وليد الساعة، بل امتداد لتجربة تاريخية مثبتة. فقد ظل الحزب الشيوعي السوداني، خلال سنوات القهر في عهد نميري، يرفع شعار "وحدة قوى المعارضة الشعبية" في حدها الأدنى بصبرٍ ومثابرة، لم يملّ ولم يفتّ في عضده التخاذل أو الانقسام، حتى تحقق الشعار فعلياً في فجر 26 أبريل 1985، عندما وقّعت الأحزاب الوطنية الأساسية على ميثاق الانتفاضة. عندها سقط النظام الدكتاتوري وانتصرت إرادة الجماهير.
اليوم، وبعد أربعة عقود، تعود الحاجة الماسّة لذلك الشعار. فلنتحد، ولنستمع لبعضنا، ولنوافق على حد أدنى من الأهداف المشتركة: وقف الحرب، وإسقاط الهيمنة العسكرية، وإقامة بديل ديمقراطي مدني يحترم تنوع الشعب ويعيد له كرامته. الوحدة لا تعني التنازل عن المبادئ، بل ترتيب الأولويات: إنقاذ الوطن أولاً، ثم معالجة جذور الاستبداد والتمكين. فالأولوية الآن لوحدة المعارضة الشعبية لإنقاذ الوطن من الحرب وإسقاط نظام الظلام.
في هذه اللحظة الحساسة، ندعو كل قوى المعارضة، بمختلف تلوّناتها وتياراتها، إلى الاستماع لبعضها والالتفاف حول حد أدنى مشترك من المطالب؛ كما ندعو إلى توحيد الجهود وتوحيد الخطاب والمطالبة ببرنامج واضح وعملي لوقف الحرب وإقامة دولتنا المدنية الديمقراطية. تفكيك التمكين مطلب آجل لا نسقطه، لكن أولويتنا الآن - بكل وضوح وصرامة - هي: وحدة المعارضة الشعبية لإنقاذ الوطن من الحرب وإسقاط نظام الظلام. إنقاذ الوطن من الخراب ثم الانتقال إلى معالجة جذور الاستبداد والتمكين.

-----------------------------------------
لتتحد قوى المعارضة الشعبية من أجل وقف الحرب واسقاط النظام العسكري الديكتاتوري لإقامة البديل الديمقراطي