Post: #1
Title: تداعيات اغتيال ناظر قبيلة المجانين كتبه إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 10-22-2025, 05:25 AM
05:25 AM October, 22 2025 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله-الامارات مكتبتى رابط مختصر
التاريخ الدموي لتجار الدين في السودان لا يشفع لهم في أن يلعبوا دوراً سياسياً في المستقبل القريب، ذلك أنّهم استحلوا دماء السودانيين لتوطيد أركان حكمهم الباطش، وبعد حرب ابريل التي أطلقوا رصاصتها الأولى ظناً منهم أن بيدهم البدء والختم، وجهوا آلتهم الإعلامية الخبيثة واللئيمة والماكرة نحو إثارة الكراهية تجاه من يطلقون عليهم (حواضن المليشيا)، تلك القبائل الممتدة عبر حزام السافانا، بل وصل بهم اللؤم أن وجهوا سهامهم نحو قبائل شمال كردفان أيضاً، التي تميّز نظارها بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ومن عجائب الأمور أن بعض من أبناء هذه القبائل يقاتلون إلى جانب صفوف جيش تجار الدين، فلم يشفع لهم هذا الانحياز، ولم يتعظوا، على الرغم من أن "خاسر العصا" أصدر الوعد والوعيد بإبادة مجتمعاتهم في بوادي الغرب، لا أدري ما هو موقف هذا الخاسر بعد اغتياله للناظر الهمام سليمان جابر جمعة سهل؟، خاصة وأنه أراد لقبائل شمال كردفان ان تكون على خط المواجهة ضد قوات الدعم السريع، فكيف يستقيم منطقاً يا "خاسر" أن تستهدف هذه القبائل، في الوقت الذي ترجو فيه من شبابها الانخراط في حملات الاستنفار؟، ومن دون أن تعير بالاً للتداعيات الخطيرة لهذه الخطيئة الكبرى، التي لا تملك مقومات التكفير عنها، فالحراك المحموم هذه الأيام من وفود نظارات قبائل كردفان ودارفور، قدوماً ورواحاً للتعزية في هذا الفقد الجلل والعظيم له ما بعده. الهزيمة السياسية التي تلقاها تجار الدين جاءت قاسية ومحرجة وبالغة التعقيد، في وقت بشروا فيه أنصارهم الواقفين معهم على خط الحرب الظالمة بالنصر، إنّ اغتيال ناظر بحجم سليمان سهل ليس بالأمر السهل، وبعد استهداف قبيلة المجانين صاحبة السبق الوطني، لا يستطيع جيش تجار الدين إعادة الثقة إلى المكونات الاجتماعية في الغرب الكبير – كردفان ودارفور، لأن القبيلة هناك لها هيبتها ودورها السياسي، الذي أمسى استراتيجياً بعد الحرب، خاصة في هذين الاقليمين الكبيرين، لقد استغل تجار الدين هذه القبائل إبان إشعالهم لحرب الجهاد الكذوب بجنوب البلاد، لكن هذه المرة لن تسلم الجرة، فكما تمرد الآخرون من منطلقات الغبن القبلي والجهوي، فإنّه لا مناص لهذه القبائل بشمال كردفان غير أن تبحث عن ما يحقن دمها، وهذه الحرب لعب فيها البعد الاجتماعي والاصطفاف الجهوي دوراً كبيراً مؤثراً، تلاحظه في وجهات نظر الساسة والناشطين الجهويين المنحدرين من الشمال، بقولهم (كدنا أن نؤخذ من تحتنا)، أي أنهم قد اطمئنوا لانتقال الحرب الى كردفان، الأمر الذي يشعرهم بالارتياح (المؤقت)، والاطمئنان (اللحظي)، بأن من كان خطيراً على مركز البلاد ذهب غرباً، ذات الخط العنصري الذي أعلنه مساعد قائد جيس تجار الدين – خاسر العصا، دون أن يضع في حسبانه ما سوف يحدث لمطار الخرطوم، فاستمرار هذه الحرب رهين بالإسناد المدني من الكيان الشمالي . تداعيات جريمة اغتيال ناظر قبيلة المجانين، بطائرة جيش تجار الدين المسيّرة المنطلقة من قيادته بالأبيض، تتمثل في الرسائل العاجلة والسريعة لعموم نظار القبائل بولايات كردفان ودارفور، بأن لا خيار لديهم سوى الانخراط في صفوف قوات الدعم السريع للذود عن وجودهم، فالحرب التي يقودها السكارى والحيارى المتدثرين برداء الفضيلة، هي حرب عنصرية حاقدة، أعلنها "الخاسر" مساعد قائد جيش المتاجرين باسم الله، وتصريحاته موثّقة، وفي بعضها دعا لإبادة هذه القبائل بذكر أسمائها، فحتى لو كان هذا العربيد في غيبوبة سكر، فإنّ هذا لن يشفع له، لأن أوضح تجليات العقل الباطن تخرج حينما يكون الكاهن وصديقاه "الكبش" و"الخاسر" في سكرة أو سطلة، لقد اغتيل الناظر سليمان سهل من قبل هذه الجوقة العسكرية العربيدة، المنحرفة والفاقدة للخلق القويم والأخلاق الحميدة، وكانت الإشارة الفاحشة من "الكبش" بإصبع يده الوسطى وهو يخاطب المرتزقة بالأبيض، دلالة قاطعة على وجوب استئصال هؤلاء الصعاليك من أرض كردفان، التي انجبت "المقدوم مسلم" و"الملك آدم أم دبالو" وآخرين. أيها الكردفانيون لا تجعلوا من ارضكم "أنداية" للفاسقين، فاليوم الناظر سليمان سهل وغداً سيكون رمز آخر من رموز هذا المجتمع النبيل، لا تنخدعوا بدعاية حرب "الكرامة" المزعومة، إنّها حرب إعادة دولة الفساد والإفساد، لا تساندوها، قفوا ضدها للذود عن الأرض وصون العرض.
إسماعيل عبد الله [email protected]
|
|