الكيزان يُفشلون الرباعية ويحتفلون على ركام الوطن كتبه حافظ حمودة

الكيزان يُفشلون الرباعية ويحتفلون على ركام الوطن كتبه حافظ حمودة


10-21-2025, 02:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1761012521&rn=0


Post: #1
Title: الكيزان يُفشلون الرباعية ويحتفلون على ركام الوطن كتبه حافظ حمودة
Author: حافظ يوسف حمودة
Date: 10-21-2025, 02:08 AM

03:08 AM October, 20 2025

سودانيز اون لاين
حافظ يوسف حمودة-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





بينما يتأهب المجتمع الدولي لعقد اجتماع الرباعية في واشنطن أملاً في إيجاد مخرج للأزمة السودانية ووضع حدا للمأساة الإنسانية ولو بوقف مؤقت لإطلاق النار ، يعمل الإسلاميون – وهم الممسكون الفعليون بزمام السلطة في السودان – على إفشال كل جهد يمكن أن يضع حدًا للحرب . فاستمرار الحرب بالنسبة غنيمة ومورد رزق جديد يفتح لهم أبواب النهب بلا رقابة ولا مساءلة .

لقد عادوا بقوة ، متخفّين أولاً ثم معلنين حضورهم لاحقًا ، يسيطرون على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي والعسكري ، يوزّعون الغنائم فيما بينهم ، ويُعيدون إنتاج نفس منظومة الفساد التي ثار عليها الشعب في ديسمبر المجيدة . إنهم يظنون أنهم انتصروا على الشعب الذي أسقطهم يوما بثورة شهدها العالم ، ويحتفلون اليوم على ركام وطن جريح ، وكأنهم لم يتعلموا شيئًا من دروس التاريخ البعيد والقريب .

التمكين عاد بقوة ، ولكن هذه المرة أكثر جشعًا ووقاحة . مؤسسات الدولة تدار بعقلية الغنيمة ، وقرارات الحرب والسلم تصدر وفقًا لحسابات الربح والخسارة داخل دائرة الكيزان الضيقة ، دون النظر لمعاناة المسحوقين فقرا وقهرا وجوعا ومرضا وموتا .

طالما بقي الكيزان جزءًا من السلطة وبقي كوز واحد على قيد الحياة ، فإن الحرب ستستمر . فهؤلاء لا يعيشون إلا في بيئة الفوضى ، حيث النهب على أصوله فلا محاسبة ولا قانون ولا دولة ، وحيث تتدفق الأموال من موارد الشعب المنهوبة . لا تنفع معهم لغة الصبر ولا الخطاب الناعم ، لأنهم لا يفهمون سوى منطق آخر والشعب يعلم كل شئ ويراقب .

ومع تزايد الغضب الدولي من سلوك هذه المنظومة ، وبعد الإعلان عن العداء الرباعية ، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد عقوبات أميركية مباشرة تستهدف رموز الإسلاميين وشركاتهم ، خاصة تلك التي تعمل تحت مظلة المنظومة الدفاعية وتُستخدم كغطاء اقتصادي للفساد وتمويل الحرب وصفقات السلاح .

أما المواطن السوداني المسكين ، فقد أنهكته الحرب ، وضاقت به سبل العيش في كل مكان ، ولم يبقَ له إلا اللجوء إلى الله والتضرع إليه ليرفع عنه هذا البلاء الثقيل ، وليُنقذ السودان من هذه الفئة التي لم تترك للوطن سوى الدمار واليأس بعد إنقطاع الأمل .

لقد آن الأوان أن يدرك الجميع أن الكيزان هم العدو الحقيقي لاستقرار السودان ، وأن أي حديث عن سلام أو انتقال سياسي لن ينجح طالما ظلوا ممسكين بخيوط اللعبة . فالوطن لا يمكن أن يُبنى فوق ركام الفساد والكراهية ، ولا يُنقذ إلا بإرادة الشعب الحرة التي لن تموت ، مهما طال ليل الظلم والله هو وحده المنقذ لهذا الشعب المقهور بظلم أخوان الشياطين .

حافظ حمودة
20/اكتوبر/ 2025