رئيس وزراء حكومة بورتسودان .. (كمان وكمان)! كتبه فتحي الضَّو

رئيس وزراء حكومة بورتسودان .. (كمان وكمان)! كتبه فتحي الضَّو


10-14-2025, 11:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1760438996&rn=0


Post: #1
Title: رئيس وزراء حكومة بورتسودان .. (كمان وكمان)! كتبه فتحي الضَّو
Author: فتحي الضَّـو
Date: 10-14-2025, 11:49 AM

11:49 AM October, 14 2025

سودانيز اون لاين
فتحي الضَّـو-شيكاغو-الولايات المتحدة
مكتبتى
رابط مختصر







سألني عديد من الأصدقاء والقراء ما إذا كنت أعرف أسباب ما فعل رئيس الوزراء، خاصةً وأنه أمر غير مألوف ولم يخطر على عيني بشر؟ واعتقد أن كثرة الاستفسارات تدل على أنهم استبشعوا الأمر، وباتوا يبحثون عن الدوافع والأسباب. فقلت لهم: ما المسؤول بأعلم من السائل. بل أقسمت صادقاً بأن ما جاء في المقال هو كل ما أعرفه حقاً عنه، وأعدت لهم ما كتبت الأسبوع الماضي. أي قبل بضعة أيام، مشيراً إلى ما يعرفه الناس عن ملابسات تزويره شهادة ميلاده، لكي لا يُحال للمعاش، وطمعاً في حصد المزيد من امتيازات الوظيفة. وقد ثبت بأنه ارتكب الجُرم المُحرَّام. فخيرته منظمة الملكية الفكرية التي كان يرأسها والتابعة للمنظمة الأممية، بين تقديم استقالته أو أن تمضي في اتجاه محاكمة قضائية. عندئذٍٍ آثر المذكور الحل (السلمي) مُضحياً بالوظيفة وامتيازاتها التي رتع فيها رتوع من لا يخشى لومة لائم.
ولأنه من فئة المثابرين في الدنيا، طفق يحوم بين الأنظمة بحثاً عن وظيفة تدرأ عنه حرج الفضيحة بعد أن علم بها القاصي والداني. فبدأ رحلة ماراثونية بين الأنظمة بغض النظر عن هويتها. بدأها بالترشيح في انتخابات عمر البشير وزمرته، ثمَّ عرض خدماته للنظام نفسه، فتلك ظروف لا تحتمل فحص الخيارات. وشاء أن يسندها بحملة علاقات عامة فأسس لوزير إعلامه الحالي منظمة سموها (جسر نيوز) وأخرى في زمبابوي لتكون جسراً بين العالمين العربي والأفريقي، وللقيام بعمليات غسيل موروثات الملكية الفكرية. فكان أمامها كتاب المؤسس لتدشينه بعنوان فريد (المُرشد من أقوالي، والمُختصر من نظراتي الفلسفية فيما ينفع الناس من دروس الدنيا والتجربة والسياسة والاقتصاد والمجتمع وعَبَر التأمل والأخلاق والنجاح والقيادة – الجزء الأول).
ثمَّ جاءت ثورة ديسمبر فطرق أبواب (الحرية والتغيير) لعلهم يمنحونه فرصة لتحقيق حلم حياته في وزارة، لكن عزَّ عليه الدخول بأي من الجسور. وعاد إلى سربه بعد انقلاب البرهان في 2021م دون كبير عناء، فالطيبات للطيبون. قلت للسائلين هذا ما أعرفه وإن كان لي أصدقاء كُثر يعرفون أكثر مما عرفت، ولكن كما نقول في ثقافتنا العامة (المجالس أمانات) وإن كان أناس كثيرون قد أسقطوا هذه القيمة مع تمدد الأنظمة الديكتاتورية وتطاول سنوات أمدها، خاصة عندما يَقبِل أصحاب التاريخ الملوث نحو وظيفة عامة يريقون فيها ماء وجوههم مثلما تريق الأنظمة التي استوزرتهم الدماء.
عوداً على بدء، فقد سرحت بعيداً. ولكن ما عساي أن أفعل. هكذا قلت للسائلين، غير أني لم أقل لكم لماذا كانوا هم أنفسهم يسألون؟ نعم كان ذلك بمناسبة (فضيحة) زيارةه أسمرا، والتي أشهر فيها رئيس وزراء الأمر الواقع الهتاف بحياة أسياس أفورقي، الذي كان يسير بجانبه وتبعهما قوم آخرون، لتصبح تلك تظاهرة في شوارع المدينة الجميلة، مما حدا برئيس الوزراء بزيادة علو صوته، فصار يعيد ويكرر (عاش الرئيس أسياس) كما ولم ينس (البرهان) ربما لكي لا يفصله. كان ذلك مشهداً فانتازياً عجيباً جحظت له عيون الخلق المشاهدين، الحقيقة أن تلك سابقة لم تعرفها الحكومات المحترمة ولا غير المحترمة بقدرٍ سواء!
هنيهةً واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي التي نقلت (الكارثة) عن وكالة الأنباء السودانية (سونا) وسط أطنان من السخرية اللاذعة. وفي دقائق معدودات طاف القرى والحضر والناس في ذهول بين مُصدق ومكذب ما يرون. المصيبة أن للسابقة جوانب سياسية كارثية. أولاً أن الرئيس الذي يهتف بحياته معروف في أوساط شعبه بأنه ديكتاتور عتيد. وثانياً أن العلاقات بين أسمرا وأديس أبابا في أسوأ حالاتها مما يحتمل أن تكون أديس أبابا قد حسبته انحيازاً ضدها. وربما طلبت أو ستطلب منه زيارة أديس أبابا وإشهار الهتاف بحياة أبي أحمد في قلب ميدان (مسقل إسكوير) عملاً بمساواة رأسين بالحلال!
ليت (دولة رئيس الوزراء) الذي ابتذل الوظيفة، اكتفى بما عرفته وكتبته عنه، أو بما يعرفه الناس ويعلمون، ولكن بما أتاه من شيءٍ نُكرٍ وجه الأنظار نحوه، وصار الناس يقارنون بأفعاله منذ طائرة الورود وتقبيله أرض المطار الذي لم يغب عنه طويلاً، مقارنة بالمؤهلات التي طفحت بها سيرته الذاتية؟ مثل ما جاء في متن الكتاب: (أعان تنوع حياض العلم التي نهل منها الأستاذ كامل إدريس، من حيث موضوعات العلوم ومن حيث المكانة السامية للجامعات العلمية التي درس ودرَّس وأجرى الأبحاث فيها، ونوعية العلماء والمفكرين والفلاسفة الذين خالطهم وعمل معهم ومجموعات أهل الاختصاص والفكر الذين زاملهم من أبناء قارات الدنيا كلها، ومن حيث الحضارة التي نشأت فيها تلك المراكز العلمية وثقافاتها وتجاربها التاريخية المعاصرة، في بلوغ التميز والتفرد والقيادة في كل موقع عمل فيه محامياً ومحاضراً وباحثاً عالماً وكاتباً ومفكراً وفيلسوفاً وقائداً ودبلوماسياً سفيراً وعضوًا بارزاً في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي، منتخباً من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة) وعندما ترجع البصر كرتين وتجد أن كثيراً مما بدر منه لا يتناسب مع تلك السيرة الذاتية الفخمة، عندئذٍ يرتد إليك بصرك خاسئاً وهو حسير.
أعلم أن القراء لا يملكون وقتاً لقراءة كتاب (حامل مشعل التنوير) بذاك الحجم الموسوعي: لكن توفيراً لوقتهم أدعوهم فقط للاطلاع على بعض أفكاره النيرة المقسمة على أبواب والتي تمثل خلاصة تأملات الكاتب في الحياة. ولكم كنت أتمنى أن تكون بينها (حمى الضنك) إذا شاء الكاتب إعداد طبعة أخرى من الكتاب خاصة أنه بشَّر الشعب السوداني العظيم وقال له: إن هذا الكتاب سيكون بمثابة برنامج حكومة الأمل، وهذه شذرات منه:!
تحت باب الدنيا: "الأصالة كلعب الأطفال فوق الرمال على ضوء الشمس"!
تحت باب الغضب: "إذا أردت أن تهزم الغضب فأغضب عليه واصمت"!
و"اللاهوت السياسي أكثر تعقيداً من اللاهوت القانوني"!
" إذا بدأ مركز الزلزال بحراكه قد ينتهي بكارثة"!
تحت باب العدل:" العدل ضرورة والظلم أسطورة"!
تحت باب الاقتصاد: "مستقبل الزراعة يتفوق على زراعة المستقبل"!
تحت باب القيادة: "القيادة بالأهداف أفضل من القيادة بالأطراف"! أقسم صادقاً مرة أخرى أن هذه الأفكار النيرة رأيت مثلها في (مؤلفات) القائد الأممي العقيد معمر القذافي، ففي الفصل الثالث من الكتاب الأخضر مثلاً، وردت عبارة (المرأة تحيض والرجل لا يُحيض) وأنا على استعداد ليس للتوقف عن الكتابة ولكن لقطع يدي التي تكتب إن قال لنا رئيس وزراء حكومة بورتسودان ماذا يريد أن يقول؟ غير أني علمت أن تجَّار الثياب النسائية السودانية دأبوا على إطلاق تسميات جاذبة عليها من قبيل الترويج لبضاعتهم. وقد أطلقوا على واحد منها اسم (كامل الأوصاف) لكن زباينهم باتوا في حيرة من أمرهم: هل المقصود الثوب أم رئيس الوزراء؟
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!
[email protected]