من غزة الى الخرطوم سقوط المشروع الاخواني وبداية التحرر الحقيقي كتبه الطيب الزين

من غزة الى الخرطوم سقوط المشروع الاخواني وبداية التحرر الحقيقي كتبه الطيب الزين


10-13-2025, 11:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1760351367&rn=0


Post: #1
Title: من غزة الى الخرطوم سقوط المشروع الاخواني وبداية التحرر الحقيقي كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 10-13-2025, 11:29 AM

11:29 AM October, 13 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




كاتب وباحث في قضايا القيادة والاصلاح المؤسسي

في منعطف تاريخي في مسار الشرق الاوسط تتجه الانظار الى القاهرة حيث يشارك الرئيس الامريكي دونالد ترمب في قمة دولية تهدف الى تثبيت وقف اطلاق النار في غزة وتوقيع اتفاق سلام ينهي سنوات من الصراع بين اسرائيل وحماس هذا الحدث لا يحمل تداعيات فلسطينية فحسب بل يفتح الباب لتحولات اقليمية عميقة خاصة في السودان حيث الحرب الدائرة منذ 15 ابريل 2023 ترتبط ارتباطا وثيقا باجندة الاخوان المسلمين العابرة للحدود
اليوم الاثنين 13 اكتوبر 2025 تستضيف القاهرة قمة دولية في مدينة شرم الشيخ تحت عنوان قمة السلام من اجل غزة بمشاركة اكثر من 20 دولة من بينها دول عربية واوروبية وافريقية الى جانب وفود من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واسرائيل وحركة حماس الهدف المعلن للقمة هو توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات غير مباشرة برعاية القاهرة وواشنطن وبدعم من وسطاء دوليين الاتفاق يتضمن وقف اطلاق النار بشكل دائم وتجريد حركة حماس من السلاح وانهاء سيطرتها على القطاع وفتح الطريق امام حكومة وحدة وطنية فلسطينية تدير غزة والضفة الغربية معا في اطار حل الدولتين. بالنسبة للشعب الفلسطيني في غزة يمثل هذا الاتفاق فرصة تاريخية لانهاء الحصار والدمار واستعادة الحياة المدنية بعد حرب استمرت قرابة عامين ودمرت اكثر من 90 بالمئة من البنية التحتية في القطاع بحسب تقارير الامم المتحدة كما يفتح الاتفاق الباب امام اعادة الاعمار وعودة النازحين وتوحيد الصف الفلسطيني تحت قيادة مدنية منتخبة بعيدا عن هيمنة التنظيمات المسلحة والانقسام الداخلي اما على مستوى فلسطين كلها فان الاتفاق يعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني ويضع حدا للانقسام بين غزة والضفة ويمنح الشعب الفلسطيني فرصة لاعادة بناء مؤسساته السياسية والاجتماعية على اسس ديمقراطية وسلمية ويعيد فتح الطريق امام المفاوضات الدولية لتحقيق حلم الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هذه القمة ليست مجرد حدث دبلوماسي بل نقطة تحول استراتيجية في مسار القضية الفلسطينية وفي اعادة تشكيل التوازنات الاقليمية وهي ايضا ضربة قاصمة للمشروع الاخواني الذي استخدم غزة كمنصة دعائية لتبرير الاستبداد في دول اخرى وعلى رأسها السودان. الرؤية الامريكية للسلام في غزة تقوم على تجريد حماس من السلاح ومنعها من مزاولة الحكم وهو ما يعني عمليا تفكيك البنية العسكرية والسياسية للمشروع الاخواني في فلسطين هذا الاجراء لا يستهدف فقط انهاء القتال بل يضع حدا للقطيعة بين غزة والضفة الغربية ويفتح الطريق امام وحدة فلسطينية سلمية تمكن الشعب من مواصلة نضاله نحو تحقيق حلم الدولة المستقلة في اطار حل الدولتين
لكن الاهم من ذلك ان هزيمة حماس بهذا الشكل تجرد التنظيمات والدول التي استغلت القضية الفلسطينية من ادواتها الدعائية وتسقط ورقة التوت عن انظمة قمعية تاجرت بالجيش لتبرير الاستبداد ومنها نظام الانقاذ في السودان الذي استخدم خطاب نصرة فلسطين لتغطية جرائمه ضد شعبه فالحقيقة التي يجب ان تقال بوضوح ان تنظيم الاخوان المسلمين ليس حركة تحرر بل مافيا سياسية تستغل الشعارات الدينية والوطنية للوصول الى السلطة وتثبيت مصالحها على حساب الشعوب، لقد مزق تنظيم الاخوان المسلمين النسيج الوطني الفلسطيني حين حول غزة الى امارة حزبية مسلحة تقمع المخالفين وتحتكر القرار باسم المقاومة فبدلا من توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال زرع الانقسام وعمق الشرخ بين غزة والضفة وحول القضية من مشروع تحرر وطني الى منصة حزبية تخدم اجندات اقليمية وهكذا فعل في السودان فقد مزق النسيج الوطني السوداني حين استخدم الدين والجيش لتقسيم الشعب وتفكيك الدولة ونهب الثروات واشعال حرب عبثية لا تزال تحصد الارواح وتدمر المدن استغل خطاب الهوية والدين لتبرير الاقصاء والتعذيب والقتل واستخدم مؤسسات الدولة كادوات للتمكين الحزبي والفساد المنظم هذا التنظيم لا يبني اوطانا بل يهدمها ولا يوحد الشعوب بل يفرقها ولذلك فان سقوطه في غزة يجب ان يكون بداية النهاية له في السودان فلا يمكن بناء دولة مدنية ديمقراطية ما لم يجتث هذا المشروع التخريبي من جذوره ويعاد الاعتبار للنسيج الوطني السوداني كقاعدة للسلام والعدالة، السؤال الذي يطرح نفسه الان هل وقف الحرب في غزة سيتبعه وقف للحرب في السودان الجواب ليس آليا لكنه سياسي واستراتيجي فهزيمة المشروع الاخواني في غزة تعني قصقصة اجنحة الاخوان في السودان الذين ما زالوا يتحكمون في مفاصل الدولة العميقة ويديرون الحرب عبر واجهات عسكرية ومدنية انهيار الغطاء الاقليمي للاخوان المسلمين سيضعف قدرتهم على التمويل والتعبئة والتفاوض ويفتح المجال امام القوى المدنية السودانية لاستعادة زمام المبادرة
زيارة ترمب الى القاهرة ومشاركته في قمة السلام تحمل رمزية قوية فالرئيس الامريكي يسعى الى تثبيت رؤيته للشرق الاوسط ويطمح الى نيل جائزة نوبل للسلام عام 2026 وكل المؤشرات تقول انه قد ينجح في ذلك اذا ما تحقق السلام في غزة وتمكن من التوصل الى تسوية استراتيجية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ورغم اختلاف الملفين من حيث السياق والاطراف فان نجاح ترمب في كليهما سيشكل نقطة تحول في السياسة الدولية ويعزز مشروعه لانهاء الحروب المزمنة في الشرق الاوسط وافريقيا فالتسوية مع بوتن لا علاقة لها بالمشروع الاخواني لكنها تساهم في اعادة تشكيل التوازنات الدولية بما يخدم استقرار المنطقة ويضعف المحاور التي ظلت ترعى الفوضى وتغذي الحروب بالوكالة. في 10 اكتوبر 2025 اعلنت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام للمناضلة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تقديرا لنضالها السلمي من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان في بلادها ماتشادو التي واجهت نظام مادورو بشجاعة ونجحت في توحيد المعارضة الفنزويلية رغم القمع والاقصاء السياسي اعتبرتها اللجنة نموذجا نادرا للشجاعة المدنية في امريكا اللاتينية وفي تصريحاتها بعد اعلان الجائزة اشادت ماتشادو بالرئيس الامريكي دونالد ترمب وقالت ان جهوده في دعم التحول الديمقراطي في فنزويلا كانت حاسمة وانها تقدر مواقفه المعلنة في الدفاع عن حقوق الشعوب في مواجهة الانظمة الاستبدادية واضافت ان ترمب اذا نجح في تحقيق السلام في غزة وتوصل الى تسوية استراتيجية مع روسيا فانه يستحق جائزة نوبل للسلام العام القادم عن جدارة هذا الموقف من شخصية نالت الجائزة بالفعل يعزز من قيمة ترشيح ترمب ويمنحه دعما اخلاقيا وسياسيا في لحظة مفصلية من مسار الشرق الاوسط كما يوجه رسالة الى لجنة نوبل بان الجائزة يجب ان تذهب لمن يصنع السلام على الارض لا لمن يكتفي بالشعارات وفي هذا السياق نوجه صوت شكر وتقدير الى لجنة نوبل في النرويج لهذا الموقف المشرف الذي يعيد الاعتبار لقيمة ومعنى جائزة نوبل للسلام ويؤكد ان النضال السلمي من اجل الحرية والعدالة هو الطريق الحقيقي لبناء عالم اكثر انسانية. في الوقت الذي تتجه فيه انظار العالم الى قمة شرم الشيخ للسلام في غزة يواصل السودان النزيف في صمت مطبق وسط تجاهل دولي يكاد يكون متعمدا فبينما تعقد القمم وتوقع الاتفاقات وتمنح جوائز نوبل لمناضلين من اجل الديمقراطية يعيش السودان واحدة من اسوأ الكوارث الانسانية في العصر الحديث حربا وصفتها كبريات الصحف والمنظمات الدولية بانها حرب منسية منذ اندلاع القتال في 15 ابريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع دخل السودان في نفق مظلم من الدمار والنزوح والانهيار المؤسسي اكثر من 11 مليون نازح وعشرات الالاف من القتلى ومدن تحولت الى اطلال فيما يتعامل المجتمع الدولي مع المأساة السودانية كأنها مجرد رقم هامشي في زحام الازمات العالمية هذا التناقض الصارخ بين الحراك الدولي المكثف لانهاء الحرب في غزة والصمت المطبق تجاه السودان يكشف عن اختلال عميق في اولويات النظام الدولي فبينما تجرد حماس من السلاح وتفتح ابواب الاعمار في غزة يترك السودانيين لمصيرهم في حرب عبثية تدار باجندات اقليمية وتغذى من ذات المحور الذي ظل يدعم الخراب تحت لافتة الدين والمقاومة، لكن الامل لا يزال ممكنا فكما بدأت غزة تخطو نحو السلام فان وقف الحرب المنسية في السودان يتطلب ارادة سياسية دولية مماثلة واعترافا بان الشعب السوداني يستحق نفس التضامن ونفس الفرص في بناء دولة مدنية ديمقراطية تحقق تطلعاته في الحرية والعدالة والسلام. لقد آن الاوان لتذكير العالم بالحقيقة التي حاول كثيرون طمسها وهي ان تنظيم الاخوان المسلمين كان ولا يزال وراء دمار غزة والسودان ففي فلسطين استغل التنظيم قضية عادلة لتثبيت سلطة حزبية مسلحة مزقت النسيج الوطني وفي السودان استخدم الدين والجيش لتفكيك الدولة ونهب ثرواتها واشعال حرب عبثية ما زالت تحصد الارواح وتدمر المدن
هذا التنظيم ليس حركة اصلاح بل مافيا سياسية عابرة للحدود تتغذى على الفوضى وتقتات من معاناة الشعوب ولذلك فان سقوطه في غزة يجب ان يتبعه جهد دولي مضاعف لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني التي تسبب فيها اخوان السودان فالمسؤولية الاخلاقية والسياسية لا تقع على عاتق السودانيين وحدهم بل على الاسرة الدولية التي صمتت طويلا امام جرائم هذا التنظيم
ان الشعب السوداني يستحق نفس التضامن الذي يمنح اليوم للفلسطينيين ويستحق ان ينظر الى قضيته كقضية تحرر حقيقية من نظام دموي لا يقل خطرا عن اي احتلال خارجي فلا سلام في الشرق الاوسط وافريقيا ما لم يجتث هذا المشروع التخريبي من جذوره ولا عدالة دولية ما لم يعترف بمعاناة السودانيين كاولوية انسانية وسياسية في هذا العصر وضع حد لاحلام اخوان السودان بالعودة الى الحكم لا يعني فقط تفكيك شبكات الفساد بل يعني ايضا قطع الطريق امام قادة حركة حماس من نقل نشاطهم التخريبي الى السودان فالمشروع الاخواني واحد وان تعددت واجهاته وما يحدث في غزة اليوم من تجريد حماس من السلاح هو بداية النهاية لهذا المشروع الذي استخدم الدين والشعارات لتدمير الاوطان تمكين الشعب السوداني من استعادة دوره وقراره الوطني هو الخطوة الحاسمة لبناء الدولة التي تحقق تطلعاته المشروعة في الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام فلا عودة للوراء ولا مكان للمافيا الاخوانية في مستقبل السودان *الدولة المدنية قادمة شاء من شاء وأبى من أبى* .