خليل الياس ميّعاد الأحبة كتبه نضال عبدالوهاب

خليل الياس ميّعاد الأحبة كتبه نضال عبدالوهاب


10-12-2025, 12:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1760268433&rn=0


Post: #1
Title: خليل الياس ميّعاد الأحبة كتبه نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 10-12-2025, 12:27 PM

12:27 PM October, 12 2025

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر




لاتزال لديّا قناعة راسخة أن هنالك من الشخصيّات السُودانيّة ممن لم يجدوا حظهم من التمجيّد والتعريف بهم لكل السُودانيين ولمن لم يعرفهم أو يسمع بهم وعلي الأخص الأجيّال الجديدة والقادمة ، أحد هؤلاء الرجال العِظام والنُبلاء هو العم "خليل اليّاس"....
خليل الياس من مواليد مدينة شندي التي كانت مرتبع صباه ونشأته الباكرة ، شب فيها ودخل يافعاً في مرحلة الحركة الطلابية في سكة "النضال" الطويلة منذ حقبة المقاومة ضد الإستعمار ثم بعد ذلك الأنظمة الشمولية والعسكرية الديكتاتورية ، في عهود انظمة "عبود" و "النميّري" وأخيّرا عهد الإسلاميين والسفاح "البشيّر" ، ولحسن حظه أنه ختم حياته برؤية ومُعايشة ثورة ديسمبر وأجيالها الشابة الذي كان من أكثر المُنحازين والمُناصرين لهم طوال حياته وفترة عمله في العمل العام ومُجمّل الحياة ، ومن حُسن حظه أيضاً أنه لم يعيش ليري الإنقلاب عليها في إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ، وبطبيعة الحال لم يري كُل السوء الذي أعقبه حتي الحرب الحالية مابعد ١٥ أبريل ٢٠٢٣ وكل هذا الموت والخراب في البلاد التي أحبها بكل جوارحه وكان أحد الوطنيين الخُلص لها...
إلتحق باكراً بالحزب الشيّوعي السُوداني في أواسط الخمسينات من القرن الماضي بمدينة شندي ، قبل أن ينتقل للعاصمة الخرطوم ، التي تزوج بها وأستقر فيها مُعظم حياته ، عدا فترات الإعتقال والعمل واللجوء...
خليّل الياس كان شيّوعياً كما يقول "الكتاب" ، إذا أردت أن تعرف شيّوعيين حقيقين وملتزميّن فاعرف أمثال هذا الرجل ، إرتبطت مسيرته داخل الحزب بحركة الشباب والفترة الذهبية لإتحاد الشباب السُوداني ، وأنتقل عمله خلاله بحركة الشباب الديمُّقراطي العالمي الذي عمل لفترة نائباً لرئيسه عندما كان متواجداً في المجر وأوروبا الشرقية أيّام توهج الحركة الشيّوعية العالميّة حتي سبعينات وبدايات الثمانيات من القرن الماضي...
كان له الفضل بعد الله في إبتعاث العشرات من بنات وأبناء الشعب السُوداني للدراسة في الإتحاد السوفيتي ودول أوربا خاصة الشرقية منها خلال تلك الفترة...
كان من المُنحازين للفقراء والمساكين والكادّحيّن بشكل "عجيب" ، وكان كذلك كما أسلفت مُنحازاً للشباب والنساء وقضاياهم ، وكان محبوباً جداً داخل الحزب وخارجه ، فقد كان مُتميّزاً بالعُمق والبساطة والروح المرحة وطبيعته الساخرة جداً...
كان هادئاً يتحدث بهدوء وتأني ومُنصت ، لاتمل أبداً الجلوس إليه سواء مُتحدثاً أو مُستمعاً ، برغم أني في سن أصغر أبنائه أو أقلّ إلا أنه كان صديقاً عظيّماً ومُقرباً جداً و أب تربينا علي يديه مع والدي عليه الرحمة الذي كان صديقاً أثيراً له...
يعرف كيف يتعامل مع الجميّع ، مُحترم وسط عائلته وجيرانه وبين زملاؤه وزميلاته في الحزب وحركة الشباب وزملاؤه في العمل في بنك السُودان أو بعد أنتقاله للعمل لفترة قليلة في القطاع الخاص بعد الإحالة للصالح العام.
نال حظه من الإعتقال والتشريّد في كُل فترات الدكتاتوريات إلا أن أطولها كان مابعد إنقلاب حركة ١٩ يوليو ١٩٧١ والتي إمتدت لسبع سنوات مُتصلة وأخري مُتفرقة لفترات قصيّرة خلالها.
عاش لاجئاً لفترة باوربا الشرقية ثم الولايات المُتحدة ، كما إستقر لفترات متقطعة بسبب الوضع العائلي والأسري بالمملكة العربية السعودية مع إبنتيه (مُني ومها) ، وكذلك في زيارات (لأبنه عادل وإبنته منال) بالأمارات ، ولكنه كان لايحتمل المكوث بعيّداً عن داره ببحري التي تنقل فيها مابين الختمية والمزاد ثم أخيراً الصافية....
لم أجد أحداً مُتصالحاً مع الموت كما عم خليل الياس ، تجده في غاية الثبات وهو الذي رحل عنه أصغر ابنائه "طارق" وهو في ريعان شبابه في حادث حركة مآساوي وهو في مرحلة "الثانوي العالي" ، ثم إنتقلت رفيقة دربه "خالتي إقبال" في ذات ليلة عودته من الولايات المُتحدة بعد اربعة أعوام كان بعيّداً ولاجئاً فيها ، إضافة لأشقائه أحمد والهادي ، هذا غير العديد من الأصحاب وأصدقائه المُقربين من داخل وخارج الحزب منهم والدي و أصدقاء أثيرين ومقربين منه جداً كمصطفي أحمد الشيخ و عبدالحميّد علي وحسن شمت وغيرهم الكثيرين ، فقد كان وفياً لزملائه وأصدقائه من داخل وخارج الحزب...
كان من القليلين في الحزب الذي إحتفظ بعلاقات جيّدة مع من إنقسموا من الحزب علي غير الكثيرين ، فتواصلت علاقته بعمر مصطفي المكي و عبدالله عبيد و عبدالقادر عباس ، والخاتم عدلان وغيرهم ، فلم يكن يعرف الخصام أو الفجر عند الخصومة....
كان كذلك وفياً جداً لمن رحلوا عن الحزب وأسرهم ، وكثيراً ما كان يصطحبني معه عند تفقد أصدقائه من الحزب أحياءاً كانوا أو أسر من رحلوا.....
علي المستوي الشخصي تعلمت منه الكثيّر وأثر كثيراً في وجداني و شخصيتي ومسيرة حياتي ولعلي كنت محظوظاً جداً بقربي منه ومرافقتي الطويلة له.
أحاول أن أتصالح كما كان يفعل مع فكرة موته و أنه لم يعد موجوداً في هذه الحياة ، وفي ذات الوقت أفتقده جداً وليس لي إلا أن أدعوا له دائماً بالرحمة وأعلي الجنة.
ففي هذا اليوم موعد مع من أحب ، ففي الثاني عشر من أكتوبر تمر وتصادف الذكري الرابعة لرحيل عم "خليل الياس" ، فسلاماً عليك في عليائك وفي الخالدين ، طبتا حياً وميتاً يا "عمو" خليل....

Post: #2
Title: Re: خليل الياس ميّعاد الأحبة كتبه نضال عبدالو
Author: هدى ميرغنى
Date: 10-12-2025, 02:07 PM
Parent: #1

سلام واحترام أستاذ نضال ولك التقدير على الكتابة عن عم خليل الياس
- لا أدرى عن علاقته بالمنقسمين السابقين ، ولكن أؤكد لك انه لم تكن له أى علاقة أو تعامل مع الخاتم عدلان بعد خروج الخاتم عدلان من الشيوعى
ولك الشكر ثانية