Post: #1
Title: المشتركة ودرع الفلول في سباق مع جيش البرهان: تجنيد متسارع ينذر بالخطر في شمال السودان!!
Author: الأمين مصطفى
Date: 10-10-2025, 12:22 PM
12:22 PM October, 10 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
في ظل الحرب المستعرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تبرز ظواهر عسكرية واجتماعية خطيرة في مختلف أقاليم السودان، لا سيما في شمال البلاد. وفي ولاية نهر النيل، تسجل تقارير محلية تصاعدًا مثيرًا للقلق في وتيرة التجنيد العسكري، خاصة بين التشكيلات المسلحة المساندة لجيش البرهان ، وعلى رأسها "القوة المشتركة" و"درع السودان" المعروفة بين الأهالي باسم "درع الفلول". هذا السباق المحموم نحو تجنيد الشباب، الذي وصفه البعض بـ"السباق إلى المجهول"، يعكس تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد، ويكشف عن تحولات جذرية في بنية القوة المسلحة، بعيدًا عن المؤسسات العسكرية التقليدية. سياق معقد: الدولة تنهار... والميليشيات تصعد منذ حقبة المخلوع واندلاع الصراع بين البرهان والدعم السريع، بات السودان ساحة مفتوحة لصعود قوى مسلحة غير نظامية، بعضها مدعوم بشكل مباشر من جيش البرهان، وأخرى ظهرت كرد فعل لفراغ أمني أو نزاعات قبلية أو سياسية. وتُعد "القوة المشتركة" و"درع السودان" نموذجًا صارخًا لهذا التصعيد، حيث تعمل على استقطاب الشباب من المجتمعات المحلية، خارج أطر التجنيد الرسمي. بحسب ما صرح به إسماعيل جمعة حماد، رئيس مجلس عموم النوبة، فإن وتيرة التجنيد في هذه التشكيلات أصبحت مثيرة للقلق، ليس فقط بسبب طابعها العسكري، بل لما تحمله من تداعيات اجتماعية كارثية، منها: تفكك النسيج الاجتماعي، ازدياد معدلات العنف المجتمعي، وتجذير ثقافة السلاح كوسيلة للعيش. من المسؤول عن هذا السباق؟ على الرغم من أن جيش البرهان هو الطرف الذي يُفترض أن يمثل "سلطة الامر الواقع الانقلابية"، فإن تساهله – بل وتشجيعه أحيانًا – لانخراط ميليشيات مساندة له، يثير الكثير من التساؤلات. فبدلاً من بناء جيش وطني موحد، نشهد الآن تفتيتًا تدريجيًا لمفهوم المؤسسة العسكرية، وتحولًا إلى "حرب وكلاء"، حيث تتصارع الجماعات المسلحة على النفوذ والمغانم، أحيانًا تحت راية جيش البرهان، وأحيانًا ضده. إن "درع السودان"، المرتبطة بحزب المؤتمر اللاوطني (المنحل) – الذي يُحمّل مسؤولية الخراب العسكرى و السياسي والاقتصادي للبلاد – تمثل إعادة تدوير للقوى القديمة بوجوه جديدة، بينما يتم تسويقها في الخطاب الإعلامي كحركة وطنية تحارب من أجل استعادة الدولة. الدوافع الاقتصادية: الفقر كسلاح للتجنيد ما يجعل هذه الظاهرة أكثر خطورة هو الدافع الاقتصادي الكامن خلفها. ففي ظل تدهور الوضع المعيشي وانعدام فرص العمل، يجد آلاف الشباب في الانضمام إلى هذه المجموعات المسلحة فرصة للهروب من الفقر، ولو على حساب استقرار المجتمع وسلامته. المفارقة أن هذه التشكيلات تقدم حوافز مادية أكبر من تلك التي تقدمها القوات النظامية، ما يجعلها أكثر جذبًا للشباب العاطلين. لكن ما هو الثمن الحقيقي لهذا الانخراط؟ شباب بلا تدريب عسكري حقيقي، يُلقى بهم في جبهات حرب معقدة، غالبًا دون حماية قانونية أو مستقبل واضح، بينما يتم استخدامهم كوقود لصراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل. تداعيات اجتماعية خطيرة انخراط أعداد متزايدة من الشباب في المجموعات المسلحة، سيؤدي حتمًا إلى: تفكيك الأسر والمجتمعات، نتيجة غياب الآباء أو الأبناء، أو بسبب الانقسامات السياسية والقبلية التي ترافق هذه الولاءات العسكرية. ازدياد معدلات العنف المحلي، حيث تنتشر الأسلحة بشكل غير مسبوق، ويُستباح القانون باسم "الدفاع عن الدولة". تراجع التعليم والتنمية، نتيجة انشغال الشباب بالحرب، بدلًا من بناء مستقبلهم. تغذية دورة الانتقام، إذ إن هذه التشكيلات كثيرًا ما تنخرط في صراعات محلية تتخذ طابعًا قبليًا أو سياسيًا، مما يعمق الكراهية والانقسامات. أين دولة الامر الواقع؟ ومن يضع الحد؟ الأسئلة الكبرى التي تطرح نفسها اليوم هي: أين حكومة ادريس للامر الواقع من هذه المليشيات؟ هل ما يزال الجيش يُمثل الدولة فعلًا، أم بات مجرد طرف في حرب متعددة الأذرع؟ وهل هناك أفق لاحتواء هذا التمدد للمجموعات المسلحة؟ إذا لم يتم التدخل العاجل – سواء داخليًا أو دوليًا – فإن السودان ماضٍ في طريق "الصوملة"، حيث تتحول الدولة إلى أرض تتنازعها الميليشيات، ويصبح المدنيون مجرد رهائن للعبة السلاح والسلطة. في الختام ما يجري في نهر النيل ليس مجرد تجنيد عسكري بل تعبير عن أزمة أعمق: أزمة دولة تنهار، وشعب يُدفع دفعًا نحو السلاح بدلاً من السلام. والمشتركة ودرع الفلول، وإن رفعت رايات الوطنية، إلا أن أفعالها قد تكون آخر مسمار في نعش ما تبقى من السودان الموحد. إنه نداء عاجل إلى كل من تبقى لديه إحساس بالمسؤولية: أوقفوا هذا السباق قبل أن يصبح نهر النيل شاهدًا جديدًا على مأساة تبتلع البلاد بحرب اخرى بين المشتركة ودرع الفلول فى انتظار النهائى ليقابل المتأهل جيش البرهان
|
|