Post: #1
Title: محمد بشير عبد العزيز الصاوي ايقونه الفكر وراهب الاستنارة كتبه شريف يس
Author: شريف يسن
Date: 10-09-2025, 08:20 PM
08:20 PM October, 09 2025 سودانيز اون لاين شريف يسن-المملكه المتحدة وايرلندا مكتبتى رابط مختصر
في الذكري الرابعه لرحيل القامه المفكروالاستناري محمد بشير الصاوي، سنظل نستلهم ونستوحي معاني وخيوط النضج الفكري والسياسي والمعرفي، ودور الثقافه والتعليم والمجتمع المدني في حياتنا،واستحضارالاستهلال الباكر للبعث في النصف الثاني من الثلاثينيات والأربعينيات، والنشأة الديمقراطيه للبعث، باحتضانه لافكار الديمقراطيه والتداول السلمي للسلطه والاستنارة والنهضه والحداثه والعلمانيه، والتي تبخرت من خلال الانقلابات واحتكار سلطه الدوله سوريا وعراقيا،يعد الصاوي أبرز المؤسسين للتيار القومي والبعث في السودان، الي جانب رفاقه محمد سليمان الخليفه، وبدر الدين مدثر،ود احمد عبد الهادي والشيخ محجوب البشير، وشوقي ملاسي، والطاهر عوض الله، ويوسف همت، وسعيد حمور،واسحق شداد ومحمد علي جادين،محمد بسير الصاوي صاحب خبرة وتجارب ومعارف ودقه في ترتيب الافكار والأولويات،ولديه قدرة باهرة في توليد وتخصيب المفاهيم الجديدة، واستزراع واستنبات الرؤي والأفكار،والفرضيات والمبادرات المثيرة للجدل والتفكير والعصف الذهني، في طرح الاسئله الصعبه والمعقدة والشائكه، دون الركون للاسترخاء الذهني والدور الباهت، لم يستسلم للعدميه والأفكار المثاليه والمجردة والشعارات الكبري والجمود والانغلاق علي الذات، ورفض تزييف الوعي وعدم احترام الآخر،ومصادرة الحق في مراجعه الماضي واخفقاته، تحت غطاء الايديولوجيا والنصوص المقدسه والتكرار والسائد والمألوف والانشاء، واللامبالاة. ساهم ذلك في انفتاحه علي التيارات الفكريه والسياسيه الديمقراطيه واللبراليه، قادة ذلك مع رفيق دربه جادين للمحاوله الأجرأ في تاريخ البعث وكأحدي المحطات المضيئه عبر النشاط الفكري والسياسي، لاعادة النظر في فكرة وسياساته وعلاقته بالجماهير والأقرار بأهميه التنوع الثقافي وأشكاليه الهويه في السودان والمراجعه والنقد والتقييم والتقويم سودانيه وعراقيا وقوميا، ودراسه التحولات والمتغيرات في عالم اليوم، وتقدم أجندات الحريات والديمقراطيه والتعدديه وحقوق الانسان ونبذ الديكتاتوربات والشموليه، وضرورة النفاذ بعمق حول الدور الحالي للبعث، من خلال اكتساب خصائص وملامح فكريه وسياسيه وثقافيه متميزة بعيدة عن السياسويه والايديولوجيه التنظيميه،منحته قدرة علي التجديد واسيعاب المتغيرات في اطار تبدلات عالميه عميقه في البني السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه،وقراءة التجربه بعين فاحصه بالأفكار والرؤي والمناقشات المستمرة داخل الحزب وخارجه، ظل البعث السوداني منذ عام 1998 مركزا مستقلا عن سوريا والعراق وقياداتهم القوميه فرضته تحولات محليه وأقليميه ،عززت من دور البعث السوداني ومنحته خصائص وملامح فكريه وسياسيه وثقافيه متميزة، منحته قدرة علي التجديد واستيعاب المتغيرات في بلدنا ومنطقتنا والعالم، وان لا نعيد تكرار تجارب الفشل والهزيمه والأحباط التي انهارت علينا، وسيبقي الحل هو اجراء عميق في بنيه البعث وامعان الفكر والتحليل، والتوصل الي استنتاجات علميه، من خلال اشاعه حريه التعبير والديمقراطيه داخل المؤسسات الحزبيه ،وتعدد المنابر في ظل الموجهات العامه والتعدد في اطار الوحدة والشفافيه وثقافه المؤسسات، ونزع التسلط عن الحياة الحزبيه بواسطه اللوائح والنظام الداخلي والتجديد في البرامج واساليب وادوات العمل، والارتباط، والثقه بالجماهيروتقديم الساسات البديله، وتداول المواقع الحزبيه ،وتجدد الأطر التنظيميه،والاستقلال الفكري ومواصله نهج الاصلاح والتجديد الديمقراطي، واجتذاب الشباب والنساء ،هكذا كان محمد بشير الصاوي ينظر للدور المستقبلي للبعث في مدي حجم التجديد والاصلاح من خلال التحديث السياسي والمقاربه لزوايا وجوانب عديدة وبرنامج سياسي ينبثق من الواقع الذي نعمل فيه ،مع امكانيه تغيير الأسم الي منصه جديدة، والحوار والتفاكر ظل مفتوحا ومستمرا بحياة القائد جادين وحتي رحيل الصاوي ، ولكن يبقي الاتفاق علي الاصلاح والتجديد، عبر الديمقراطيه نوعيا هو العامل الاساس في المرحله الجديدة، بالاشارة الي اننا نعمل للتغيير وليس تفسير النصوص والمفاهيم المتاصله التي تعيق التجديد والاصلاح،الصاوي يتبني السؤال الفلسفس الفكري الخاص بتطور المجتمعات، في الأمساك بجذور الأزمه والقوي المحركه لتطور المجتمعات وعقل الانسان الحرودورة في ذلك،والريط بين الاستنارة والديمقراطيه والتنوير وأزمه التطور الوطني، من خلال حل بنيوي شامل لأزمه الديمقراطيه التي تعرضت للضمور والهشاشه، والتراجع التحديثي والضعف التكويني لقوي التغيير الديمقراطي، وعجزها في مهمه تطوير الوعي العام ومحاصرة القوي المعاديه للديمقراطيه، وجوهر الأزمه في معالجه هذا الخلل لاستدامه التحول الديمقراطي،بالعمل علي تطوير الثقافه السياسيه والديمقراطيه. وسط التخب السودانيه وتنميه تقاليد وممارسات الاستنارة في الاوساط المدنيه والسياسيه،والانعتاق من موروثات التخلف والتراكم التاريخي للبيئه السودانيه والحركه السياسيه، في الارتباط بالمصادر الأوليه من المورثات الاجتماعيه والثقافيه والقبليه والطائفبه والأثنيه، التي ادت لدخول وارتباط مؤتمر الخريجيين بالاحزاب الطائفيه، رغم حداثه التعليم وبروز فئات برجوازبه خلال تلك المرحله، بالاضافه الي تعطل المجال الفكري السياسي والثقافي بفعل تطاول الانظمه الاستبداديه والدكتاتوريه، والتدمبر الفكري والذهني والتجريف الذي مارسه نظام الانقاذ الفاشي الذي قاد الي الارتداد التحديثي، بتخلف التعليم الذي تحول الي تعليم سطحي وتعبوي ودعائي رصيدا للقوي الظلاميه،من خلال توظيف الدين في خدمه السلطه، والتمكين الذي احتل العقول والسلوك وانماط الحياة، وتترييف العقليه الحضريه الحضريه، والذي يصطلح عليه الصاوي بالتدين الخام والتقليدي وتدهور الوغي في اتجاة الغيبيات والفكر التبسيطي ،في ظل غياب الطبقه الوسطي والأرث الديمقراطي والتنويري والضعف النوعي لحركه المعارضه، بعدم استيعاب جذر المعضله وتنميتها بدور نخبوي والاختلاف في صفوفها عند لحظه سقوط النظام البائد، وتبادل الاتهامات دون القدرة علي ترقيه الرفض الشعبي والانقسامات والتصدع ،التي طالت نداء السودان وقوي الاجماع والحريه والتغييروتجمع المهنيين، ومن ثم تقدم تعبيرا عن الخلل البنيوي في تكوينها وعجزها عن تطوير الوعي العام،ةهذا واحد من العوامل التي ادت الي استمرار النظام البائد لثلاثين عاما رغم كل مظاهر الفشل في الحكم والاقتصاد والسياسه، والأمن والأدارة وانفصال الحنوب تجسيدا للعقليه والثقافه العامه اللا ديمقراطيتين مجتمعيا، في واقع العنف والاستبداد والقمع، المعضله كما يقول الصاوي موجودة في المجتمع وهذا يستدعي ارساء ركائز وممهدات معالجتها عبرشق طريق سوداني للتنوير،الغرب واجه الاشكاليه والمعضله، من خلال الصراع ضد الأقطاع والكنيسه والاصلاح الديني وعصر النهضه، وفلسفه الأنوار والعقلانيه وعصر التنوير ،الصاوي واستراتيجيه البديل الديمقراطي بالتركيزعلي أصل ظاهرة الانقلابات، واسباب قيام الأنظمه الانقلابيه المتجذر باعتبارة المسار الوحيد لتحقيق النهضه، وتجاوز صعوبات ومعوقات انجاز المشروع اليمقراطي في السودان،وضرورة النفاذ الي الابعاد الموضوعيه والجوهريه ،وليس التركيز علي اسقاط الانظمه وسد الطريق نهائيا لعودة الديكتاوريات،والتأكيد علي استدامه الديمقراطيه بالتعليم الحديث ،القادر علي تحفيز العقل وتنميه التفكير الحر والمستقل والخلاق والنقدي،حيث ان التعليم الحديث شكل الميلاد الحقيقي لتيارات الاستنارة الفكريه والسياسيه والدينيه والأدبيه والفنيه، ودور المجتمع المدني الطوعي والاختياري بمخزونه المعرفي والسياسي والثقافي في تفكيك أزمه الديمقراطيه القاعديه واطلاق المبادرات، حيث تابعنا (ساحات مفروش) و(حركه تعليم بلا حدود) و( شارع الحوادث)وانتاج الفنون والآداب والتشكيل والرسم والغناء والشعر والسياسه والثقافه في ساحه الاعتصام. التعليم والمجتمع المدني باعتبارهما المخرجين المتاحين للخروج من أزمه الحكم المزمنه،وعقليه الانفتاح والحوار العقلي والنفسي ،والانفتاح علي مصادر الفكر الأوربيه والعربيه وتطويعها،الصاوي قبل وبعد ثورة ديسمبر 2018 لديه رؤيه مغايرة في قراءة المشهد السياسي، تختلف مع قوي والاندفاع والحماس والتغيير الجذري، لاعتبارات متعلقه بالتوازنات علي الارض والتعقيدات وتوقعات شباب الثورة، التي تأثرت بسياسات النظام البائد، والمرأة تحديدا بفعل قانون النظام العام،كما يعتبر الدوافع لتفجير ثورة ديسمبرأعمق وأقوي من المجموعات القاعديه، كانت لديه تحفظات ومخاوف من مخاطر تعرض البلاد للانهيار والتفكك والانقسام ، في ظل الصراعات الأثنيه والمناطقيه والقبليه والانقسام المجتمعي، وخطاب الكراهيه والعنصريه، وانتشار السلاح والمليشيات وناشطي قوي الهامش والأطراف ومقوله تقرير المصير التي وصلت الي شرق وشمال السودان، وبقاء المكؤن العسكري في نركيبه المرحله الانتقاليه، ودورة في تعطيل وعرقله وايطاء عمليه الانتقال المدني الديمقراطي، بالتواطوء مع قوي الثورة المضادة وفلول النظام البائد مقارنه بأكتوبر 1964 وأبريل1985، التي شكلت مرحله انتقال من شموليه الي اخري، لذلك الصاوي اطلق جرس انذار مبكر حول ضرورةالاحتياطات لتفادي مصير التجربتين، حيث اشار الي ان سرعه التغييرالجذري والحسم،تحتاج لتقدير قدرات وامكانيات النظام البائد رغم افتقادة للسلطه،بوجودة في الدوله العميقه وازرعه المتعددة للتخريب والتآمر لافشال الانتقال الديمقراطي، تجنبا للمساءله والمحاسبه والعداله، لذلك تكتيكات واستراتيجيه العمل المعارض، يمكن ان تقبل ما اسماة بالصفقه والتسويه ، الي حين تعديل ميزان القوي في الاتجاة المعاكس ولمصلحه قوي الثورة، وثانيا استراتيجيه التغيير التدريجي،والتي اذا تم اعدادها بشكل دقيق وسليم تضمن جذريه الأهداف النهائيه وعامل الزمن واختصارة، ورحيل الصاوي المفاجئ لم يسعفه ليشاهد تداعيات الحرب وموقعها من هذة الرؤيه المغايرة في ذلك التوقيب، ومناشدته للتعلم من تجارب جنوب أفريقيا وسيراليون وليبريا وشيلي والبرازيل وكوريا الجنوبيه وفيتنام وبورندي.سيبقي محمد بشير عبد العزيز الصاوي بيننا،ونحن نحتفي ونحتفل بأرثه الفكري والمعرفي والثقافي بيننا سنظل نذكر اسهاماته الذاخرة منارات ومعالم علي علي الطريق الاستنارة، والعقلانيه وتحريض الوعي. [email protected]
|
|