عبر زوم وبمشاركة ٦ من أبرز دور النشر وصناع الكتاب بدولة قطر والعالم العربي ناقش " التحديات والتطلعات" أمسية ٥ اكتوبر ٢٠٢٥ م
أدارتها د. امتنان الصمادي المنسقة الإعلامية للجائزة، متناولة هوية دور النشر في العصر الرقمي، والتحديات المعاصرة في صناعة الكتاب، والتطلعات في عالم النشر، وسبل التعاون بين دور النشر من أجل النهوض بصناعته .
افتتاحا ذكر د. ناجي الشريف، المدير التنفيذي إن الجائزة أنشئت لتكريم الكتاب والكتاب في العلوم الإنسانية وفي فئتي الكتاب المفرد والإنجاز سواء أفرادا أم مؤسسات، ولتكون جزءا فاعلا من الحراك الثقافي الذي يصنع ويرتقي به إلى المنافسة والعالمية شكلا ومحتوى.
فالكتاب العربي يسعى لحضور مميز على الساحة العالمية، ودور النشر هي النبض الحي لصناعته لأنها مرآة تعكس هوية الأمة، ونافذة للمعرفة".
واشار مدير عام المؤسسة العربية للدراسات والنشر في الأردن ماهر الكيالي ان كثرة دور النشر العربية حيث تبلغ في مصر وحدها نحو 1500 دار نشر، مبينا أنه رغم ما يحمل هذا الانتشار من إيجابيات ظاهرية، فإنه قد يؤدي لحالة من الفوضى والتشتت إذا لم يصاحبها تعاون فعال وحقيقي بين دور النشر والمؤسسات المعنية.
واعتبر الكيالي أن التحدي الأكبر هو تآكل قاعدة القراء حيث كان يتم طباعة أكثر من ثلاثة آلاف نسخة في السبعينيات في حين يطبع اليوم ألف نسخة فقط، ما يعكس تغيرات ثقافية ملحوظة.و أشار إلى وجود نقص في التنسيق بين معارض الكتب العربية.
أما سالم الزريقاني مؤسس ومدير دار الكتاب الجديد المتحدة في لبنان، فقد تحدث عن المنتج الثقافي نفسه، منتقدا التراجع في جودة الكتاب العربي، وبين أن ما تقدمه التكنولوجيا من وسائل يجب ألا يؤثر سلبا على جودة النص. وطرح فكرة النشر المتخصص حلا للخروج من حالة النشر العشوائي، محذرا في الوقت ذاته من نشر أعمال لا تقدم إضافة معرفية حقيقية.
واشار الزريقاني إلى ان الاعتماد المتزايد على الترجمة الإلكترونية أو الآلية، تشكل خطرا يهدد جودة المحتوى حيث يستخدم بعض المترجمين هذه التطبيقات في إنتاج نصوص تفتقر إلى الدقة وتعاني من التشويه.
وتحديات تتعلق بقوانين الطباعة والنشر تحتاج لتواكب العصر الرقمي، وفرض الجامعات لشروط الترقيات الأكاديمية والبحث عن التصنيف وهو ما يضطر الباحثين إلى نشر أبحاثهم وكتبهم في دور عالمية حتى إن كان ذلك مكلفا ما دام يحقق شروط الترقية الأكاديمية.
واشار محمد البعلي مدير دار صفصافة للنشر في مصر، لرؤية استشرافية من خلال تجربة الدار التي انفتحت على آداب الشرق الأقصى عبر ترجمة سلاسل الأدب الكوري والصيني بالتعاون ومؤسسات كورية وصينية، لتعريف القارئ العربي بأدب هذه البلدان ونتاجها الفكري والسياسي والاجتماعي، لأنها تشهد إقبالا متزايدا من الجمهور العربي. ووصف صناعة النشر بأنها صناعة ثقافية إبداعية تقف بين حدود الصناعة التي تهدف لإسعاد الناس، وبين الرسالة الأكاديمية التي تسعى لخلق المعرفة، مشددا على ضرورة الموازنة بينهما.وأكد أهمية التشبيك مع المؤسسات الرسمية والأهلية، الثقافية والتعليمية المختلفة، بالإضافة لأهمية التواصل مع الجيل الرقمي لتطوير القطاع ومواكبة التحولات الحديثة. بدورها، ذكرت د. عائشة الكواري مؤسس ومدير دار روزا للنشر إن دور النشر اليوم، لم تعد مهمتها طباعية فقط، وإنما تحولت لمؤسسة متكاملة في صناعة الكتاب، فهي تقوم بدور التحكيم والتدقيق والطباعة والنشر والتوزيع والتسويق فضلا عن البصمة الثقافية. وأضافت أن دار النشر هي صانعة محتوى بكل معنى الكلمة، فهي تقدم الكتب الصوتية والسمعية وتسهم في تحويل الكتب لأعمال درامية وتلفزيونة. وأصبحت مسؤولة عن اكتشاف المبدعين والمواهب وحراسة الثقافة، وتصنع المحتوى حين تحول الفكرة الأولية عند المؤلف لكتاب ثم لعمل مسموع أو مرئي، مشددة على أن التحول الرقمي ليس تهديدا بقدر ما هو فرصة هائلة إذا أحسن استغلالها .. وذكرت أن دور النشر جزء من الانفجار المعرفي، ولا بد أن تعاد صياغة رسالتها وأن تكون متفاعلة مع الجمهور وتواكب اي تطور والاستفادة من التكنولوجيا التي وفرت خدمات هائلة وأحدثت تحولا كبيرا في صناعة الكتاب والنشر. وبدوره، تحدث د . باسم الزعبي مدير دار الآن ناشرون وموزعون في الأردن عن وجود تحديات تواجه قطاع النشر منها قديمة، وأخرى أفرزتها التكنولوجيا، ومن أبرزها تراجع اهتمام الناس بالقراءة، و كذلك دور المؤسسات الثقافية والتعليمية في التحفيز على القراءة بما يتناسب وحجم التحديات الراهنة، محذرا من ظاهرة الأمية الثقافية بين الجيل الجديد.كما حذر من تفاقم عمليات السطو المعرفي والقرصنة الإلكترونية التي تقتل الصناعة ببطء وتثبط عزيمة المؤلفين والناشرين على حد سواء. واختتمت المداخلات بشهادة من السيد محمد بن سيف الرحبي مدير مؤسسة اللبان للنشر في سلطنة عمان الذي روى كيف أسس دار نشر في ظروف استثنائية أيام انتشار وباء كورونا، عندما كانت الحياة تغلق أبوابها. وقال الرحبي: "دخلت عالم النشر محبا وكاتبا ولا علاقة لي بالنشر من حيث هو صناعة"، معتبرا أن تجربته دليل على أن النشر فعل مقاومة ثقافية، فقد استمر رغم الصعوبات"، لافتا إلى المفارقة التي يعيشها الناشرون حيث إن عدد الراغبين في كتابة ونشر كتبهم أكبر
بكثير من عدد القراء والمشترين .
وهكذا نجد أن العالم الرقمي يضيف لنا معلومات غاية في الاهمية مثل " زووم " الذي يجمع كوكبة في لحظة واحدة وهم ببلاد تبعد أميالا ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست