Post: #1
Title: مِنْ فُضَيْلٍ إِلَى الْهِنْدِيِّ بلا قيد!!! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 10-04-2025, 03:27 PM
03:27 PM October, 04 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
فِي زَمَنِ التَّزَيُّفِ وَالِانْقِلَابِ عَلَى الْقِيَمِ، تَظْهَرُ نَمَاذِجُ مِنَ الْفَنِّ وَالصِّحَافَةِ تُشَكِّلُ مَرْآةً لِوَاقِعٍ مُنْحَطٍّ، وَتُجَسِّدُ مُسْتَوًى مُتَدَنِّيًا مِنَ الْإِلْتِزَامِ الْأَخْلَاقِيِّ وَالْوَطَنِيِّ. وَفِي خِضَمِّ هٰذَا الْمَشْهَدِ، يَطِلُّ عَلَيْنَا نَمُوذَجَانِ يُثِيرَانِ الْجَدَلَ: فُضَيْلٌ، الَّذِي يُقَدِّمُ مَا يُسَمَّى بِالْحَلَقَاتِ الدِّرَامِيَّةِ، وَالْهِنْدِيُّ، الَّذِي يَمْضِي فِي حَقْلِ الصِّحَافَةِ كَمَا يَشَاءُ، بِلَا مَبْدَإٍ وَلَا خَطٍّ أَخْلَاقِيٍّ. فُضَيْلٌ وَدِرَامَا الْمَهَامِّ الْأَمْنِيَّةِ يَظْهَرُ فُضَيْلٌ الْيَوْمَ كَمَنْ يُنَفِّذُ أَجِنْدَةً دَقِيقَةَ التَّوْجِيهِ، حَلَقَاتٌ تُقَدَّمُ عَلَى أَنَّهَا دِرَامِيَّةٌ، وَلَكِنَّهَا فِي الْحَقِيقَةِ تُشْبِهُ رُوشْتَةَ أَوَامِرَ أَمْنِيَّةٍ، تَنْطَلِقُ مِنْ دَاخِلِ غُرَفِ السُّلْطَةِ الِانْقِلَابِيَّةِ، لِتَخْدِمَ مَصَالِحَهَا، وَتُزَيِّنَ وَجْهَهَا الْقَبِيحَ، وَتُقَدِّمَ رِوَايَتَهَا لِلْوَاقِعِ، حَتَّى لَوْ كَانَتْ رِوَايَةً مُلَفَّقَةً تَفْتَقِدُ أَبْجَدِيَّاتِ الْفَنِّ وَالْحَقِيقَةِ. فَمَا يُقَدِّمُهُ فُضَيْلٌ لَيْسَ فَنًّا، وَلَا هُوَ بِدِرَامَا تُجَاهِدُ لِكِشْفِ الْوَجَعِ الْعَامِّ، بَلْ هُوَ نَسْخٌ سِينَمَائِيٌّ لِبَيَانَاتِ الْجَيْشِ، وَتَصْوِيرٌ تِلْفَزِيُونِيٌّ لِحَمَلَاتِ الْعَلَاقَاتِ الْعَامَّةِ الَّتِي فَشِلَتْ فِي أَرْوِقَةِ الْإِعْلَامِ، فَاسْتَعَانَتْ بِـ"فُضَيْل" لِتُحَوِّلَ الْمَرْفُوضَ إِلَى مَقْبُولٍ، وَالْمَكْرُوهَ إِلَى مَحْبُوبٍ، وَلَكِنْ فَاتَهَا أَنَّ الشُّعُوبَ تَرَى، وَتُمَيِّزُ، وَلَا تَنْخَدِعُ. الْهِنْدِيُّ وَصِحَافَةُ الانقلاب وَإِذَا كَانَ فُضَيْلٌ يُزَيِّفُ الْوَاقِعَ بِالصُّورَةِ، فَإِنَّ الْهِنْدِيَّ يَفْعَلُهُ بِالْكَلِمَةِ وَالْقَلَمِ. إِنَّهُ يَسِيرُ فِي حَقْلِ صَحَافَةِ الْانْقِلَابِ بِلَا قَيْدٍ وَلَا ضَابِطٍ، يَكْتُبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَعَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلكِنْ بِهَدَفٍ وَاحِدٍ: تَمْجِيدُ الْقُوَّةِ وَخِدْمَةُ السُّلْطَةِ. فَإِذَا قَوِيَ الْحَاكِمُ، كَانَ الْهِنْدِيُّ أَوَّلَ الْمُبَجِّلِينَ، وَإِذَا ضَعُفَ، سَلَّ سَيْفَ الْقَدْحِ وَالسَّبِّ وَالطَّعْنِ. وَإِذَا عَادَ الْمَنْصِبُ لِصَاحِبِهِ، عَادَ الْهِنْدِيُّ مَادِحًا كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ سَبَّ وَلَا شَتَمَ. إِنَّهُ نَمُوذَجٌ لِصَحَافَةِ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُتَقَلِّبِينَ، الَّذِينَ يَبِيعُونَ قَلَمَهُمْ لِمَنْ يَدْفَعُ أَكْثَرَ، وَلَا يَسْأَلُونَ عَنْ وَجْهِ الْحَقِّ وَلَا مَصْلَحَةِ الْوَطَنِ. الِاسْتِثْنَاءُ الَّذِي يَفْضَحُ الْمُسْتَوَى وَلَا يَغِيبُ عَنَّا، فِي هٰذَا السِّيَاقِ، أَنَّ الْهِنْدِيَّ قَدْ نَالَ اسْتِثْنَاءً فِي سَاحَةِ الصِّحَافَةِ، يَوْمَ مُنِعَ غَيْرُهُ مِنَ الْكِتَابَةِ وَالتَّعْبِيرِ، كَمَا أَوْرَدَ الصَّحَفِيُّ جَمَال فِي "حَدِيثِ الْأَقْزَامِ". فَقَدْ أَفْلَتَ الْهِنْدِيُّ مِنْ قَيْدِ الرَّقَابَةِ القبلية والبعديةبِوَاسِطَةٍ مِنْ "أَمِين" وَبِتَدَخُّلٍ مِنْ "خُوجَلِي"، وَهَذَا فِي نَفْسِهِ كَافٍ لِفَهْمِ دَوْرِ الرَّجُلِ، وَوَظِيفَتِهِ، وَمَوْقِعِهِ فِي الْمَعَادَلَةِ السِّيَاسِيَّةِ حين لم يكمل مطلوبات القيد الصحفى فاكملها باستثناء المكب . سُقُوطُ الْمِثَالِ وَنَهَايَةُ الدَّوْرِ مِنْ فُضَيْلٍ الَّذِي يُمَثِّلُ وَيُصَوِّرُ وَيُجَمِّلُ، إِلَى الْهِنْدِيِّ الَّذِي يَكْتُبُ وَيُمَجِّدُ وَيُسَبِّحُ، نَجِدُ أَنْفُسَنَا أَمَامَ ثُنَائِيَّةِ التَّزْيِيفِ وَالتَّكْيِيفِ، حَيْثُ يَتَكَي الخداع على قول الزور لتنبت الرشوة!!!
|
|