فضيل.. حين يتحول الجهل إلى خطاب ضد الثورة كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

فضيل.. حين يتحول الجهل إلى خطاب ضد الثورة كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد


10-03-2025, 11:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1759531858&rn=0


Post: #1
Title: فضيل.. حين يتحول الجهل إلى خطاب ضد الثورة كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد
Author: عاطِف عبدالله قسم السيد
Date: 10-03-2025, 11:50 PM

11:50 PM October, 03 2025

سودانيز اون لاين
عاطِف عبدالله قسم السيد-UAE
مكتبتى
رابط مختصر





ظهر الممثل عبدالله عبد السلام، الشهير بـ"فضيل"، في مقطع مصوَّر يستهين فيه بشعارات ثورة ديسمبر المجيدة: حرية، سلام، وعدالة. لم يكتفِ بوصفها شعارات جوفاء، بل مضى أبعد من ذلك حين اعتبر الثورة نفسها "أسوأ ثورة مرّت في تاريخ السودان". هذه ليست مجرد وجهة نظر فنية أو اختلاف سياسي، بل خطاب يطعن في جوهر ذاكرة الشعب ونضاله، ويهين تضحيات الشهداء الذين سقطوا من أجل أن يصبح السودان وطناً حراً، عادلاً، وآمناً.

حين يسخر فضيل من "حرية، سلام، وعدالة"، فإنه لا يسخر من كلمات عابرة، بل من المعنى العميق الذي ارتبط في وجدان السودانيين بالدماء والتضحيات. هذه الشعارات ليست نظرية في كتاب، بل هي تعاويذ الذاكرة الجمعية التي حمت الثورة من محاولات التشويه.

الجهل الممنهج

فضيل أثبت في أكثر من موقف ضحالة وعيه السياسي والفكري. لعل أبرز الأمثلة سخريته من اتفاقية "سيداو"، حتى صار الناس يتندرون بأنه "ظنها نوعاً من أنواع الجبن". لكن المشكلة أن هذا الجهل لا يبقى في دائرة الخاصة، بل يُقدَّم عبر منصات إعلامية جماهيرية، فيتحول إلى أداة لإعادة إنتاج الخوف والخضوع.

النموذج المستلب

فضيل يمثل نموذجاً للإنسان "المستقر" المستلب داخلياً، الذي يعاني من ثالوث مظلم:

النرجسية التي تجعله يظن أن رأيه فوق الحقيقة.
الميكافيلية التي تدفعه لتبرير الاستبداد وشيطنة الحرية.
الاعتلال النفسي الذي يظهر في انحيازه الدائم للخوف، وتماهيه مع الجلاد بدل الانتصار للضحية.
"فضيل" يرى الحرية خطراً، والعدالة عبثاً، والسلام استعباداً. هذه ليست قناعات حرة، بل انعكاس لطفولة الإنسان المستلب التي عاشها في ظل الخوف والتهديد، فشبّ وهو يحمل داخله سجّاناً صامتاً يذكّره أن الحرية خطيئة والعصيان جريمة.

المغزى السياسي

تصريحات مثل هذه لا تُفهم كزلات فردية، بل كجزء من حملة أوسع لإفراغ الثورة من مضمونها، وتجريد شعاراتها من قوتها الرمزية. عندما يُقدَّم مثل هذا الخطاب عبر شخصية جماهيرية، فإنه يعمل على إعادة تطبيع الاستبداد وتثبيت عقلية الخضوع.

الخاتمة

إن نقد فضيل ليس ترفاً ولا تصفية حسابات مع ممثل شعبي؛ بل هو واجب تجاه الثورة وذاكرتها. فالثورات لا تموت بالرصاص وحده، بل تموت حين يُستهان بمعانيها وتُختزل شعاراتها في نكات وسخريات. إن مواجهة هذا النوع من الخطاب ضرورة لحماية ما تبقى من روح ديسمبر، والتأكيد أن حرية، سلام، وعدالة ليست شعارات للاستهلاك، بل مشروع حياة كاملة لشعب دفع ثمنها غالياً.



_______________________________________________
عاطِف عبدالله قسم السيد Atif Abdalla Gassime El-Siyd