Post: #1
Title: إلى متى تظل الفاشر محاصرة… والجيش مازال طفلاً يحبو في كردفان؟ كتبه الطيب محمد جادة
Author: الطيب محمد جاده
Date: 10-03-2025, 12:22 PM
12:22 PM October, 03 2025 سودانيز اون لاين الطيب محمد جاده-السودان مكتبتى رابط مختصر
صحفي مستقل
المواطن البسيط في مدينة الفاشر اليوم أصبح لا حول ولا قوة له ، وهنا يأتي سؤال بسيط ومعقد في نفس الوقت: إلى متى ستظل الفاشر محاصرة؟
والأهم من ذلك أين الجيش؟ هل الجيش يقاتل؟ أم يزحف؟ أم يحبو في كردفان مثل طفل يتعلم المشي؟
الفاشر اصبحت مثل طالبة جامعية محتجزة في ركشة واقفة في زحمة بحري: لا تتحرك ولا تصل. المدينة تحولت إلى "بطارية موبايل" وصلت 1%… والشاحن في الخرطوم. الناس في الداخل محاصرون بين الجوع والخوف، وبين بيانات رسمية تصلهم مثل "رسائل شركات الاتصالات": كلها وعود مجانية ولا دقيقة واحدة حقيقة.
المواطن يسأل متين الفرج؟ فيرد عليه الراديو العسكري من بعيد اصبروا نحن في الطريق،
لكن الطريق يبدو أطول من طريق بورتسودان الجنينة وأبطأ من خدمة الإنترنت القومي.
الجيش العظيم، وفقاً للبيانات الرسمية، يتقدم. نعم… لكنه يتقدم بسرعة كلب مربوط بحبل مطاطي: يخطو خطوة للأمام ثم يرجع خطوتين.
الجيش الآن مثل طفل في أول يوم يتعلم المشي ، يحبو في كردفان يقع على ركبته يبكي شوية ثم يقوم يقول مامااااا كل ما يسألوه وين وصلت يا ولد يقول أنا قريب… قريب جداً .
بيانات الجيش أصبحت مثل نشرات الأحوال الجوية تقدمنا اليوم 200 متر، العدو تكبد خسائر فادحة، وغداً المزيد من الانتصارات،
لكن الغريب أن العدو كل يوم يتكبد خسائر فادحة ومع ذلك يتمدد أكثر من أسعار السكر.
والمواطن يقرأ البيانات فيضحك ويقول يا جماعة… دا لو الجيش لاعب في الدوري الممتاز كان نزل الدرجة الثانية من زمان!
التلفزيون يفتح نشرته بخبر عاجل الجيش يتقدم في كردفان.
بعد ساعة يفتح المواطن نفس القناة الجيش يتقدم في كردفان.
بعد أسبوع الجيش يتقدم في كردفان
فيسأل المواطن البسيط طيب متين الجيش يصل؟
فيرد المذيع بابتسامة كأنها إعلان عن صابون قريباً إن شاء الله… تابعونا بعد الفاصل.
الحياة في الفاشر أصبحت مسرحية عبثية المواطن جائع وفك الحصار مؤجل حتى إشعار آخر.
السؤال المؤلم متى تنكسر هذه الدائرة؟
الفاشر لا تستطيع الانتظار للأبد، والمواطنون لا يأكلون وعوداً عسكرية ولا يشربون بيانات رسمية، والجيش إذا ظل يحبو بهذا الشكل، سيجد نفسه يدخل عام 2030وما زال يبحث عن مخرج من كردفان.
الحل عند الذين يملكون قرار الحرب والسلام، لكن يبدو أنهم يفضلون المتاجرة بدماء الأبرياء .
يا جيشنا العزيز… إذا كان الحبو ممتعاً لكم، فهذا شأنكم. لكن اعلموا أن المدن لا تتحرر بالحبو، بل بالفعل. الناس لا يعيشون على الأمل المعلّب، بل على الخبز والماء والأمان. والفاشر ليست مرحلة تدريب ولا تمرين صيفي إنها مدينة تموت ببطء.
إلى متى تظل الفاشر محاصرة؟ إلى أن يكبر الجيش من طفل يحبو… إلى رجل يعرف أن مهمته حماية المدن والمدنيين.
|
|