Post: #1
Title: في ذكرى ميلاد عبد الخالق محجوب (23 سبتمبر 1927): الحزب الشيوعي يحي تلاميذ مدرسة في كولورادو لفداء
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 10-03-2025, 12:21 PM
12:21 PM October, 03 2025 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى رابط مختصر
في ذكرى ميلاد عبد الخالق محجوب (23 سبتمبر 1927): الحزب الشيوعي يحي تلاميذ مدرسة في كولورادو لفداء عبد (الحلقة الثامنة)
حقول فداء الرقيق الكذوبة
قلنا إنه على زعم الحركة الشعبية أنها خرجت لاجتراح سودان جديد، بيت الكل، إلا أنها، ما ذاعت ذائعة تجدد الرق في السودان في 1987، حتى "تجونبت"، أي عادة إلى رحمها الأول. ونصحها دون هذه الردة من أردوا لها خيراً. وصعرت خدها. فاحترقت أصابعها كما سنرى.
أما تحرير الرقيق بدفع الفدية لأسيادهم عنهم على يد منظمة التضامن المسيحي بقيادة البارونة كوكس فكان محض احتيال. فيكفي أن اشتكى جون أيبنر، الأكاديمي ومساعد رئيس منظمة التضامن المسيحي، لاعتزال العالم لمنظمته وإدانة ما كانوا يقومون به من عمل لتحرير الرقيق في السودان بدفع فدية لأسيادهم. فبدلاً من إدانة الرق في السودان، قال محتجاً، سمت اليونسيف ذلك التحرير "مما لا يمكن احتماله إطلاقاً" مما هو صدى لما تذيعه عنهم حكومة السودان. بل صوت المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في أكتوبر 1999 لسحب وضعية التضامن المسيحي الاستشاري في الأمم المتحدة. وما استردتها إلا في 2023.
وتوالت الكتابات عن فساد عملية تحرير الرقيق تلك وصفقاتها. فكتب وليام فينيقن في مجلة النيويوركر (25 يناير 1999) عن زيارته لمسرح تلك العملية وعبر عن انزعاجه للعلاقة الودية بين تاجر الرقيق وضباط الحركة الشعبية. وصدر عن رويتر تقرير في يوليو1999 أكدت فيه فساد ما يجري حول تحرير الرقيق. كما كتبت الكرستيان سينس مونيتور (26 مايو 1999) أيضاً عن زور الممارسة وبهتانها.
أما القول الفصل فهو مقال الصحافي رتشارد منيتر في الأتلانتيك الشهرية بعنوان "الوعد الكذوب بفداء الرقيق". وكان زار "حقول" ذلك التحرير بصحبة جيمس جاكوبسن، الموظف السابق في إدارة الرئيس ريقان. وكان جاكوبسن مثّل جمعية التضامن المسيحي في أمريكا وتحمس لمشروعها لتحرير الرقيق ثم اقلع عنه لأنه رأى ميدانياً أنه صفقات بين تجار رقيق مزعومين مع أرقاء مدعى لهم ذلك مع كادر الحركة الشعبية. وداخل الأمر غش جعل العملية "مسرحيات" تنعقد تحت ظلال المال الغربي. بل رأى أن دخول ذلك المال الأجنبي السخي أغرى بالاسترقاق لا القضاء عليه. وانفصل جاكوبسون عن التضامن المسيحي واستقل رئيساً على جمعية مسيحية أمريكية. وهو الذي التقى بالإعلامي دان رازر وكشف عن بئر عملية تحرير الرقيق في السودان وغطاها.
أما سقوط ورقة التوت على الملأ عن "مسرحيات" فداء الرقيق فكانت في لقاء الإعلامي المهيب دان رازر في برنامج السي بي إس المسمى "60 دقيقة الثاني" (15 مايو 2002) فلتقي فيه بجوكبسون الذي رأيناه قيادياً نشطاً في تنظيم حملات فداء الأرقاء في الجنوب ضمن طاقم منظمة التضامن المسيحي المشهورة. قال الرجل لرازر إن كل تلك الحملات لفداء الأرقاء كان شاشة غشاشة: مجرد سيرك وعرض ومسرحية ولا فداء ولا يحزنون. وهنا احتد رازر:
-لقد أذعنا حلقتين عن نبأ فداء الرقيق هذا!
جوكبسون: بلحيل
رازر: يعني اتلعب علينا؟
جوكبسون: لعب جد.
رازر: يعني اتخمينا؟
جوكبسون: خم جد.
ومع ذلك الطعن البليغ في عمليات تحرير الأرقاء بالفدية لا أعرف أين "ستودي" جريدة الميدان الشيوعية وجهها". فكانت نشرت خبراً حيت فيه تلاميذ مدرسة أولية ما بولاية كلورادو الأمريكية. فتعاقد الأطفال على توفير حق الفطور لفداء "عبد" في السودان بما كانت تدعو إليه منظمة التضامن المسيحي وعاهلتها البارونة كوكس. وقد اتفق للتلاميذ هذا التعاقد بعد أن حدثتهم مدرستهم بموضوع الرق السوداني عن علم به من كنيسة أو ما أشبه. وقد استغربت للميدان تشتري الترام من هؤلاء التلاميذ بغير تحقق. فقد كانت الشكوك تحوم أصلاً حول خطة البارونة كوكس حتى من بين اولئك الناشطين في إيقاف الرق السوداني.
ولا أعرف إن كان انكشاف فساد عمليات فداء الارقاء ذلك هو ما أفسد العلاقة بين قرنق وبونا ملوال. وهي واقعة لا ذاكر لها. وأذكر لماماً أن قرنق منع بونا من دخول شمال بحر الغزال التي هي حقول فدية الأرقاء. وقيل أنه الرأس المدبر والمستفيد من دراما الفداء تلك. وقرأت لجماعة مناصرة لقرنق قالت أن نقد بونا لقرنق راجع إلى أن قرنق "منعه من استغلال برنامج فداء الرقيق في شمال بحر الغزال".
وساء الأمر بين الرجلين جداً. ففي 17 أغسطس 2001 نشرت جريدة كينية عن بلاغ تقدم به بونا، الموصوف بالأستاذ الجامعي، ضد قرنق. وطلب بونا في عريضته تعويضاً من قرنق عن القذف بحقه. كما طلب إصدار حجر لقرنق ومايكل جورج قرنق دينق، محرر مجلة "أبديت"، لسان حال الحركة الشعبية"، دون قتله.
وسنفرغ عن هذا الحديث عن أستاذنا رحمه الله بكلمة أخيرة عن "جنوبة" شمالي الحركة للجنوبي بطريقتهم.
|
|