Post: #1
Title: رئيس يتحدى الإمبراطورية بيترو يصفع واشنطن من قلب نيويورك كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 10-02-2025, 12:17 PM
12:17 PM October, 02 2025 سودانيز اون لاين عبدالرحمن محمد فضل-السعودية مكتبتى رابط مختصر
عمود ظِلَال القمــــــر
[email protected]
لم يكن خطاب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على منصة الأمم المتحدة حدثًا عابرًا، بل زلزالًا سياسياً دوّى صداه في أروقة الدبلوماسية الدولية. كلمات الرجل اخترقت جدار الصمت العالمي، وأربكت حسابات البيت الأبيض، فيما جلس دونالد ترامب في نيويورك يتابع المشهد بغضبٍ مكتوم سرعان ما انفجر بيترو لم يأتِ ليعقد صفقات أو يلتقط الصور التذكارية، بل جاء محمّلاً برسالة نارية. بصوته الجهوري اتهم النظام الدولي بالتواطؤ في الاستعمار الجديد، ودافع بجرأة نادرة عن فلسطين، داعيًا الجنود الأمريكيين إلى عصيان أوامر الحرب الظالمة. كانت تلك اللحظة بمثابة إعلان تحدٍ مباشر لواشنطن، لا يقل خطورة عن إطلاق رصاصة سياسية في قلب العاصمة العالمية ترامب الذي اعتاد على مهادنة الزعماء أو إخضاعهم، لم يحتمل التحدي. في غضون ساعات تحركت آلة السلطة: أُلغيت تأشيرة بيترو وأُمر بمغادرة نيويورك فورًا. أما الوصف الذي أطلقه عليه ترامب فجاء حادًا: "المتهور والمحرض". وزارة الخارجية الأمريكية سارعت بدورها إلى إصدار بيان لاذع اتهمت فيه بيترو بتحريض الجنود على التمرد وبتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية لكن بيترو لم يأتِ ليغادر في صمت. لم يكن رئيسًا يبحث عن فخامة الفنادق، بل قائدًا يختار أن يكون وسط الجماهير. فبينما كان القرار الأمريكي يطرده من أراضيها، قرر هو أن يكتب فصلًا جديدًا في المواجهة. توجه مباشرة إلى المظاهرات الشعبية المؤيدة لفلسطين في شوارع نيويورك، وهناك، وسط الهتافات واللافتات، أعلن نفسه أول متطوع في "جيش شعبي لتحرير فلسطين"كان المشهد صادمًا ومغايرًا لكل أعراف السياسة: رئيس دولة، لا يزال في منصبه، يعلن التمرد من قلب الأراضي الأمريكية، متحديًا واشنطن وتل أبيب معًا. وفي حين اكتفى قادة عرب بالجلوس في القاعات المغلقة والقصور الفارهة، كان بيترو في الشارع، وجهًا لوجه مع الجماهير، يطلق كلماته كقنابل سياسية غادر بيترو نيويورك مطرودًا، لكن خروجه لم يكن هزيمة، بل تحول إلى انتصار معنوي ورمز عالمي للشجاعة. لقد أثبت أن الكلمة الحرة، حين تصدر عن قلب مؤمن بالقضية، قد تزلزل أعتى العروش وتربك أضخم الجيوش. خاتمة لقد خرج بيترو من نيويورك بلا تأشيرة، لكنه دخل التاريخ بلا استئذان ففي زمنٍ صارت فيه القضايا الكبرى سلعة تُباع في سوق المصالح، جاء صوته ليمزق ستار الصمت ويشعل شرارة الأمل. وما بين خوف العروش وتخاذل القصور، يبقى صدى كلماته يتردد: إن الحق لا يُهزم، وإن فلسطين ستظل البوصلة مهما حاولت الإمبراطوريات طمسها هنا لا ينتهي الخبر هنا يبدأ التاريخ.
|
|