Post: #1
Title: الأفندية والقومية السودانية- بين التاريخ والهوية الوطنية
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 10-01-2025, 01:53 PM
01:53 PM October, 01 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
كتاب "الأفندية ومفاهيم القومية في السودان" – لخالد الكد
في البداية أتوجه ببالغ الشكر والتقدير إلى منتدى القيفة على منصة "كلوب هاوس" على استضافته النقاش الثري حول هذا الكتاب، والذي ساهم في إثراء الحوار وتعميق الفهم حول موضوع القومية السودانية وتاريخها المعقد لدى جمهور واسع. مثل هذه المبادرات تلعب دوراً محورياً في تعزيز الوعي المجتمعي وتحفيز النقاش النقدي حول القضايا الوطنية المصيرية. هدف الدراسة - أهدف هذه الدراسة إلى تحليل كتاب "الأفندية ومفاهيم القومية في السودان" للباحث خالد الكد، من خلال استعراض أبرز أبوابه ومحاوره الرئيسية، لفهم دور طبقة "الأفندية" في تشكيل وتطور الفكر القومي السوداني وتأثير ذلك على الهوية الوطنية حتى الوقت الراهن. أبواب الكتاب وتحليلها- الباب الأول: تعريف الأفندية ونشأتهم يقدم الكتاب "الأفندية" كطبقة مثقفة كانت العمود الفقري للوعي القومي خلال الفترة الاستعمارية. يحلل دورهم كحلقة وصل بين السلطة الاستعمارية والمجتمع السوداني، وإسهاماتهم المحورية في نشر التعليم الحديث وبناء المؤسسات الثقافية. يسلط الضوء على نماذج لشخصيات أفندية رائدة ساهمت في تأسيس مدارس ومراكز ثقافية ومؤسسات الدولة بعد الاستقلال. الباب الثاني: القومية السودانية – التطور التاريخي يتتبع الكتاب تطور مفهوم القومية منذ الحقبة التركية المصرية، مروراً بالاستعمار البريطاني، ووصولاً إلى ما بعد الاستقلال. يؤكد أن الشعور القومي لم يكن كتلة واحدة، بل تشكل تدريجياً عبر تفاعل عوامل التعليم والثقافة والممارسة السياسية. يبرز محاولات الخطاب الأفندي إعلاء شأن الهوية الوطنية فوق الولاءات الجهوية والقبلية، رغم استمرار تأثير هذه الولاءات في المشهد السياسي. الباب الثالث: الخطابات القومية ودورها الاجتماعي والسياسي يستعرض الخطابات القومية المتنوعة التي تبنتها النخب، مثل "السودان للسودانيين" و"وحدة وادي النيل"، ويحلل آثارها المجتمعية. يقارن بين الخطاب الرسمي للأحزاب والخطاب الشعبي، كاشفاً عن الفجوة بين المبادئ النظرية والتطبيق العملي. يوضح كيف استُخدم بعض هذه الخطابات كأداة للتوحيد، بينما استُخدم البعض الآخر لتبرير الانقسامات أو تعزيز مصالح فئة معينة. الباب الرابع: دور التعليم والثقافة في بناء الهوية يركز هذا الباب على الدور المحوري للتعليم والثقافة في تشكيل الوعي القومي لدى الأجيال الناشئة. يناقش تأثير مؤسسات التعليم الحديثة ووسائل الإعلام المبكرة في نشر مفاهيم الأمة والهوية الجامعة. الباب الخامس: الدروس المستخلصة للمشهد السياسي المعاصر يقدم الكتاب استخلاصات عملية حول إمكانية استلهام نموذج القومية الأفندية في سياق السودان الحديث. يؤكد على ضرورة تعزيز الانتماء الوطني الجامع، والاستفادة من التعليم والثقافة لبناء خطاب قومي متوازن وشامل. يفتح الباب للنقاش حول كيفية توظيف هذا الإرث الفكري في مواجهة التحديات الراهنة كالنزاعات المسلحة والانقسامات السياسية. يقدم كتاب "الأفندية ومفاهيم القومية في السودان" قراءة معمقة لجذور الفكر القومي السوداني، مظهراً أن القومية ليست شعاراً مجرداً، بل هي نتاج تفاعل ديناميكي بين التعليم والثقافة والسياسة، وأن طبقة الأفندية كانت حجر الزاوية في بلورة هذا الوعي ونشره. انطلاقاً من هذا التحليل، يمكن طرح التوصيات التالية كإطار للنقاش والتفكير الجماعي في مستقبل الهوية السودانية: تعزيز الهوية الوطنية: ضرورة ترسيخ مفهوم الولاء للوطن فوق جميع الولاءات الفرعية (القبلية والجهوية)، مع الاعتراف بتنوع الهويات المحلية دون أن يتحول هذا التنوع إلى سبب للتمزق. استلهام نموذج الأفندية و توظيف الإرث التاريخي لطبقة الأفندية في بناء خطاب قومي معاصر، يعتمد على التعليم النوعي والثقافة التوعوية والإعلام المسؤول، بعيداً عن الاستقطابات الحزبية الضيقة. إصلاح الخطاب السياسي ولابد من حث الأحزاب والنخب السياسية على تطوير خطاب متوازن يدمج بين المصلحة الوطنية العليا والمطالب المحلية المشروعة، ويعمل على توحيد الرؤى تجاه القضايا المصيرية. تشجيع البحث والنقد و فتح المجال أمام الباحثين والمفكرين للمراقبة والنقد المستمر لمسارات الهوية الوطنية، لضمان بقاء الخطاب القومي حياً وقادراً على التكيف مع المتغيرات. إشراك المجتمع المدني و العمل على إشراك منظمات المجتمع المدني والفاعلين الشباب في عملية صياغة مفاهيم القومية المعاصرة، لضمان أن تكون هوية جامعة تتجاوز النخب إلى عموم المجتمع. الرسالة المركزية - في خلاصته، يوجه الكتاب دعوة صريحة إلى كل السودانيين لجعل الانتماء الوطني الواعي ممارسة يومية حية، وليس مجرد شعارات ترفع. كما يؤكد على أهمية استثمار العبر والدروس من التاريخ لصياغة رؤية وطنية متماسكة، قادرة على قيادة السودان نحو مستقبل أكثر استقراراً ووحدة.
|
|