Post: #1
Title: حرب حمدان وبرهان العبثية من القصر الجمهورى الى ام صميمة!! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 09-29-2025, 12:16 PM
12:16 PM September, 29 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
في بلادٍ تُقاس فيها الوطنية بعدد الرُّتب العسكرية، وتُوزَّع المناصب كأنها "كباب الشَّاي" في سوق الجمعة، لم تَعُد الحرب في السودان مسألة أمن قومي، بل صارت فقرةً ثابتة في عرضٍ عبثيٍّ طويل بعنوان: "من القصر الجمهوري إلى أم صُميمة – كوميديا سودانية من إنتاج المجلس الانقلابي". لماذا يُقاتل البرهان وحميدتي؟ الجواب ببساطة: لا أحد يعلم، وربما لا يعلمان هما أيضًا. فبعد أن كان القصر الجمهوري يُدار بـ"الدبابير" و"الكاكي"، صار اليوم مسرحًا أشبه بكواليس فرقة مسرحية مفلسة: البرهان يدخل من الباب الشرقي صارخًا "السيادة لنا"، ويخرج حميدتي من الباب الغربي هاتفًا "الشرعية لنا"، بينما الشعب يقف في المنتصف حائرًا، يتساءل: "نحن مالنا ومالكم؟!" لكن ما كان يُعدُّ نكتةً سياسية بات اليوم كابوسًا اجتماعيًّا، والحديث هنا ليس عن أزمة الخبز أو الدولار، بل عن ظاهرة اختفاء الأطفال، وهي "الإنجاز الأمني" الجديد لحكومة "إدريس" والبرهان. فبحسب مجموعة محامي الطوارئ، تم تسجيل أكثر من أربعين بلاغًا لاختفاء أطفال دون الثامنة عشرة، في ثلاث ولايات فقط هي: البحر الأحمر، القضارف، ونهر النيل. ولا ندري إن كانت هذه الولايات تمثل تجريبيًّا فقط، أم أن بقية الخريطة تنتظر دورها في الموسم الثاني من مسلسل "الضياع الكبير"! إنّ اختفاء الأطفال لا يُعدّ فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل هو مؤشرٌ صارخٌ على تآكل الدولة، وتحللها، وذوبانها في مستنقع الحرب العبثية. لكن من يهتم؟ البرهان مشغول بـ"تطويع الطائرات" وحميدتي مشغول بـ"التطويح في البيانات"، بينما الأطفال يُختطفون من الأزقة، ويُفقدون في الأسواق، وكأنهم فكة سقطت من جيب وطنٍ مثقوب. أين الشرطة؟ مشغولة بتأمين "زيارات الوفود". أين الاستخبارات؟ تبحث عن "تحركات العدو". وأين الحكومة؟ على ما يبدو، في إجازة مفتوحة منذ انقلاب حمدان والبرهان! أطفال السودان اليوم لا يدرسون، لا يمرحون، لا يحلمون... بل يُختطفون. والفاعل: مجهول، كما كل شيء في هذه البلاد. في الختام، نقول لحمدان والبرهان: قاتلتم ففشلتم، تفاوضتم فخان أحدكم الآخر، فهلا رحلتم معًا، وتركتم لنا وطنًا ننقذه بأنفسنا؟!
|
|