المسافة السياسية ين مانهاتن و أم صميمة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

المسافة السياسية ين مانهاتن و أم صميمة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن


09-28-2025, 03:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1759031061&rn=0


Post: #1
Title: المسافة السياسية ين مانهاتن و أم صميمة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 09-28-2025, 03:44 AM

04:44 AM September, 27 2025

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





معروف أن الفكر السياسي هو الذي يهتم بدراسة و تحليل الظواهر السياسية لمعرفة أثرها على الواقع الاجتماعي في الدولة و في المجتمع الدولي.. و أيضا محاولة لفهم الدولة و بنيتها و علاقة الأفراد داخل..و بالتالي تسهل عملية صناعة القرارات و حل الأزمات و الخلافات التي تنشأ داخل الدولة أو المجتمع الدولي.. و هناك العديد من الرسائل المعنوية التي تبعثها القيادات، إذا كانت رسائل إلي الشعب داخل الدولة، أو للمجتمع الاقليمي و الدولي، و وفقا لهذه الرسائل و تحليلها تكون التوقعات..
أن خطاب رئيس الوزراء كامل أدريس أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة في منطقة مانهاتن بولاية نيويورك، تؤكد أن المجتمع الدولي لم يرفض تعين كامل أدريس كممثل للشعب و حكومة السودان، و يصبح خطابه و اللقاءات التي أدراها مع قيادات المنظمة الدولية ممثلة في رئاسة الجمعية العامة، و الأمين العام للأمم المتحدة، و بقية المنظمات التابعة للمنظمة هي خطوة موفقة قد فرضت الاعتراف الضمني للتعامل مع حكومته كممثلة للسودان.. هذا ينقلنا مباشرة لمعرفة أهم ما جاء في الخطاب.. أولها التزام الحكومة بخارطة طريق وطنية بهدف تحقيق السلام و الاستقرار في البلاد بعيدا عن التدخلات الخارجية و الحلول المتسرعة.. أن تصنف ميليشيا الدعم جماعة إرهابية و رفضه لاستمرار تدفق السلاح إليها.. و وجوب احترام سيادة البلاد..
فتح خطاب رئيس الوزراء في الجمعية العامة منافذا للحوار السياسي، حيث أصبح الخطاب مادة للتعليق إذا كان سلبا أو إيجابا، و عليه يكون قد وضع مادة حوارية سياسية يتم تناولها من قبل السياسيين و الإعلاميين، و أيضا من قبل الشارع السوداني، الأمر الذي فشلت فيه القوى السياسية الراكدة وراء الخارج.. و رئيسة الجمعية العامة قدمت كامل أدريس بأنه رئيس الوزراء الذي سوف يلقي خطاب السودان مثله مثل بقية ممثلي الدول الأخرى، و بذلك تكون الوصفات التي يحاول أن تقدمها بعض القيادات السياسية السودانية قد هزمت في أكبر منبر دولي.. و التعليقات التي قدمت على الخطاب سالبة كانت أم إيجابية تؤكد على أهمية و أثر الخطاب السياسي.. هذا الانتصار في خطوته الأولى سوف يمهد إلي فتح قنوات سياسية أخرى تعزز مسيرة الانتصار من جانب.. و من الجانب الأخر تؤكد أن السلطة المدعومة من قبل الشعب في السودان هي وحدها التي سوف ترسم مسار مستقبل العملية السياسية في البلاد..
في الجانب الأخر من المشهد السياسي؛ تأتي زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش إلي مناطق القتال المتقدمة التي يسيطر عليها الجيش في كردفان، و هي مناطق ذات منافذ على ولايات دارفور، و خاصة منطقة أم صميمة و بارا و الخوي، و هي رسالة قوية جدا للمجتمع الأقليمي و الدولي أن الجيش مصمم على إنهاء الحرب بهزيمة الميليشيا عسكريا.. و هي المعادلة التي تتخوف منها الأمارات و الصهيونية و حتى أمريكا هم الراغبين في السيطرة على ثروات البلاد، و محاولة رفع قيادات سياسية تعتبر أدواتهم للسلطة.. أن رسالة زيارة البرهان لكردفان من أم صميمة هي رسالة ذات مغذى كبير خاصة للذين يريدون إعادة الميليشيا للساحة السياسية.. و أما تصريحات مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي للشئون الأفريقية و الشرق الأوسط لا تختلف كثيرا عن التلويحات بالعصى للمبعوث الأمريكي السابق تيم بيرييللو.. و يجب أن يعرف بولس أن صمود أهل السودان من أجل وطنهم لا يقل صمودا عن أهل غزة و غيرها من الشعوب التي تحب أوطانها.. أما الزبد فسوف يذهب جفاء..
أن الحرب الدائرة في السودان؛ رغم المأسي و الدمار و القتل و السرقة و النهب الذي خلفته، و تشريد الناس من منازلهم، لكنها أيضا لفتت النظر إلي أشياء مهمة بالنسبة للسودان.. أن أغلبية الدول المجاورة للسودان لا تتردد في التأمر عليه من أجل مصالح قياداتها، و العلاقات الإستراتيجية بين السودان و الدول الأخرى يجب أن لا تكون مجرد شعارات، أنما يجب أن تؤسس على المصالح المشتركة، و أن الدولة الضعيفة التي تعتمد على الدعم الخارجي و الهبات لا قرار أو كلمة لها في المجتمع الدولي.. و تبين أيضا كيف استطاعت الأمارات بأموالها أن تسخر عدد من الدول لخدمة أجندتها.. و بالتالي لابد للسودان من الاهتمام بالتنمية البشرية و الاقتصادية و بناء مؤسسات قوية خاصة العسكرية، و العلمية و مراكز الدراسات و البحوث بهدف أن يكون للسودان دورا في محوره و المجتمع الدولى..
أن الحرب قد بينت الهشاشة التي كانت داخل مكونات المجتمع السوداني، و حالة الفوضة التي كانت تعيشها البلاد بدخول ملايين الوافدين من دول الجوار الذين تم تجنيدهم من قبل الميليشيا ضد الشعب السوداني، و ايضا إصبح السودان مكان تجمع لعمل أجهزة المخابرات الإقليمية و العالمية، و التي استطاعت أن تجند بعض من السودانيين و خاص السياسيين و بعض المثقفين و الإعلاميين للعمل من أجل تحقيق أجندتها الخاصة.. و ليس غريبا عندما تجد العديد من السياسيين الذين يحتفلون بتصريحات مسعد بولس الذي يدعو للتلويح بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.. هؤلاء الذين فقدوا مكانتهم عند الشارع السوداني و أصبح الخارج ملاذهم الوحيد.. أن الرسائل بين مانهاتن و أم صميمة سوف تهزم كل المتخازلين و المرجفين،... و نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..