Post: #1
Title: معسكر السلطة غير الشرعية (أزمة عارضة أم بوادر انقسام؟) كتبه د. أحمد عثمان عمر
Author: د.أحمد عثمان عمر
Date: 09-26-2025, 02:51 PM
02:51 PM September, 26 2025 سودانيز اون لاين د.أحمد عثمان عمر-الدوحة-قطر مكتبتى رابط مختصر
عقب بيان الرباعية بما له وما عليه، شهدنا ومازلنا نشهد تململا كبيرا في معسكر سلطة الأمر الواقع غير الشرعية، حيث تمدد العنف اللفظي الموازي للعنف العسكري والأمني، والذي يتزايد طرديا مع تعقيدات الواقع والتغيرات في توازن الضعف، ويصفه البعض بأنه مجرد توزيع ادوار لتسهيل إعادة التموضع، وتمرير عاصفة التدخل الدولي الضاغط، للعودة إلى مشروع هذا المعسكر الذي أشعل الحرب وما زال مصرا على إستمرارها وحصد نتائجها كاملة غير منقوصة. وإذا كنا لا نتفق مع من يرون أن ما يتم في هذا المعسكر مجرد مسرحية سمجة أخرى من أطراف معسكر السلطة غير الشرعية، إلا أننا لا نرى ايضا إن إختلاف وجهات النظر سيؤدي حتما إلى إنقسام أو تفتت سريع في هذا المعسكر أيضاً، بل نرى أن التباين فيها حقيقي يتم توظيفه عبر إحتوائه وتوزيع الأدوار في إطار وحدة مفروضة على جميع أطراف هذا المعسكر، أساسها توازن الضعف وخوف الجميع من انقسام يمكن الجنجويد من إبتلاع سلطتهم الضعيفة أصلا، وغير القادرة على تعميم فرض إرادتها على الجميع. فالهجوم على الجنرال الإنقلابي المزمن المنتحل لصفة قائد الجيش المختطف ورئيس مجلس سيادة الإنقلاب، الذي وصل إلى حد التهديد بالقتل والتصفية إن هو تامر على الحركة الإسلامية المجرمة وباع دماء قتلاها وانخرط في مشروع الرباعية، أمرحقيقي وصادر من أفراد معروفين في تلك الحركة، وبعضه عبر قناة طيبة التي تعتبر وكرا لهذه الحركة مؤسسا من الأموال المنهوبة من الشعب السوداني. وهدف هذه الحملة واضح، وهو إجبار الجنرال الإنقلابي المزمن غير الشرعي، على تنفيذ برنامج ورؤية الحركة الإسلامية المجرمة كما تعود دائما وتبني موقفها من الرباعية بحذافيره، وتوفير العذر له أمام الرباعية بعدم قدرته على تنفيذ مطالبها لأنه محاصر ومضغوط ، مع إعطاءه فرصة للمناورة بين التنفيذ الجزئي غير الموثر، وبين عدم التنفيذ، في مراوحة لكسب الوقت وإحباط أثر ما ورد بالبيان وقتله ببطء. وهذا يؤكد وجود تباين وجهات النظر، مع توظيف هذا التباين كفرصة لتوزيع الأدوار ، ووسيلة لتسهيل المناورة ، وأداة للتلاعب بالمجتمع الدولي، في اطار التحرك النشط لإحتوائه حتى لا يصل مرحلة الانقسام. وحقيقة التباين وصدق التهديد ، يظهر من مواكبة محاولات إعادة التموضع من بعض عناصر ما يعرف بالكتلة الديمقراطية الداعمة للانقلاب، وخطابها المؤيد لمفاوضات السلام علنا بدعوى أن الجيش المختطف قد أحرز تقدما (أي حصل تحول لصالحه في ميزان توازن الضعف)، والغزل الذي أبدته قائدة الجيش المختطف التي تحقق مع قياداته في ما كتبته عن الحزب الشيوعي وضرور التفاهم مع الإسلاميين ووظفه المريضين بالعداء مع ذلك الحزب في خطاب مؤسف قصير النظر يعكس محدودية أفقهم وقصر نظرهم، وكذلك الغزل الذي أبداه قائد كتيبة البراء بن مالك الإرهابية مع نفس الحزب حين أيد إعادة داره في أم درمان التي صادرتها مليشيات السلطة غير الشرعية إليه. والأمر لا يعدو حالة محاولة لتوظيف جهد الحزب المذكور على محدودية تأثيره في الظرف الراهن، تحت لافتة العداء للإمبريالية والسيادة الوطنية، دون إدراك إلى ان قراءة الوضع الراهن شديد التعقيد تستلزم قراءة ذات أسس إجتماعية تنطلق من توازنات المجتمع وطبيعة إنقسامه من الداخل للخارج وليس العكس. والأهم مما تقدم هو الشائعات التي تقول بأن هناك مفاوضات سرية بين قائد الجيش المختطف غير الشرعي وديكتاتور السلطة غير الشرعية الواجهة وزعيم مليشيا الجنجويد الإرهابية، تمت برعاية احدى دول الرباعية في الأيام الماضية، في متابعة مباشرة من الرباعية لموقف طرفي الحرب من بيانهما، وإن هذه المفاوضات أحرزت تقدما على أساس نقاط المنامة المتفق عليها وإتفاق جدة. وإن صحت الشائعة وصح قيام المفاوضات بغض النظر عن أنها كانت مباشرة أم عبر الوسيط النافذ، فإنها تؤكد أن صراخ منسوبي الحركة الإسلامية وهجومهم على الجنرال الإنقلابي المزمن صحيحا، وأن لم يصح قيامها بالفعل، يعني أنها تحت الإعداد حتما وأنها ستحدث ربما قريباً، ولا يفوتنا التنويه إلى أن أحد متحدثي المليشيا الإرهابية قد أكد عودة طائرة قائد الجنجويد من تلك الدولة، في وقت متزامن مع تواجد الانقلابي المزمن فيها في زيارة من المفترض أن تكون سرية، وفي وقت واكب الهجوم الشرس على الأخير من عناصر الحركة الإسلامية الذين يرصدون حركته ويتواجدون بمكتبه كما قال الشيخ الارهابي حسب توصيف الانقلابي المزمن. والمهم هو التأكيد بأن هناك صراع واختلاف وجهات نظر في معسكر سلطة الإنقلاب غير الشرعية المتسلطة على شعبنا، لكن يجب عدم التعويل عليه لأنه أمر طبيعي في ظل التحول في توازن الضعف نتيجة لضغط الخارج، ولأنه يأتي في اطار وحدة يفرضها توازن الضعف نفسه، ولأنه يوظف في إطار توزيع الأدوار والحفاظ على الوحدة، وهو لن يقود حتما إلى إنقسام ومواجهة، مع عدم إستبعاد ذلك إن توفرت ظروف محددة. ومؤدى ذلك هو عدم إضاعة الوقت في بناء معادلات سياسية جديدة وفقا لهذا الصراع، مع وجوب أخذه في الإعتبار كأحد العوامل الموجودة في الساحة السياسية عند قراءة توازناتها، والأخذ به كدلالة على إصرار الحركة الإسلامية المجرمة على استمرار الحرب والحسم العسكري غير الممكن لها، بإعتبار أنها المستفيد الأول منها بسيطرتها على السلطة المنقوصة غير الشرعية، وتوظيفها لحماية مكتسبات التمكين والإستمرار في النهب والاستبداد السياسي. وهذا يستلزم مواصلة النضال لإيقاف الحرب، والإستمرار في أخذ موقف متوازن من بيان الرباعية، ومواصلة بناء الجبهة القاعدية المطلوبة، التي تشكل طريقا بديلا قوامه مشروع ثورة ديسمبر.
وقوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!! 26/9/2025
|
|