Post: #1
Title: كسر قيود السودان: خارطة طريق نحو الانتعاش الاقتصادي والشراكات الفاعلة
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 09-26-2025, 02:44 PM
02:44 PM September, 26 2025 سودانيز اون لاين ادم ابكر عيسي-السودان مكتبتى رابط مختصر
**
صدى الوطن... آدم أبكر عيسى.
#السودان_فى_مفترق_الطرق: #استراتيجيات_جديدة_لفك_الحصار_الاقتصادي_وبناء_شراكات_استراتيجية"
في خضم التحولات السريعة التي تشهدها الساحة الدولية والمحلية، يواجه السودان تحديات كبيرة تستدعي منه إعادة التفكير في سياساته الاقتصادية والسياسية. الأهم من ذلك، أن الأمور الخارجية تحتاج إلى إعادة النظر من أجل تحقيق التوازن في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة والحصار المفروض. والسؤال الملح هنا هو: كيف يمكن للسودان أن يفتح أبواب التعاون مع الدول الإقليمية، والشمالية، وبعض البلدان الأفريقية كتشاد وإثيوبيا وليبيا ودول غرب إفريقيا؟ ذلك يتطلب حوارًا عميقًا مستندًا إلى مصالح مشتركة، حتى لا تُترك الساحة للإمارات لتحريك الأمور كما تشاء.
وفي هذا السياق، قام سفير السودان في أديس أبابا بجهود جادة لتغيير موقف الحكومة الإثيوبية، وهذا يتطلب خطوات متعددة. كما أن الاجتماعات الدولية، مثل اللجنة المشتركة التي أُقيمت في موسكو، قد تلعب دورًا في تعزيز هذا التعاون، خاصة بعد الخطاب الشامل الذي قدمه رئيس الوزراء والذي يحمل رسالة ورؤية واضحة لدولة السودان.
*التحولات الدولية والإقليمية:* الساحة الدولية تعيش حالة من عدم الاستقرار، حيث تتصارع القوى الكبرى للحصول على النفوذ في مناطق مختلفة، وخاصة في السعي للسيطرة على موارد السودان. هنا، تتدخل دويلة الشر بكل ثقلها في المحيط الأفريقي لتعزيز دور المليشيات وأشخاص معينين.
الإمارات، من جانبها، تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع حلفائها في الحكومة الجديدة، مما قد يفتح الباب أمام اعتراف دولي أكبر بها. هذا ليس مجرد تحرك سياسي، بل هو أيضًا اختبار لمستقبل وحدة السودان وأمن القرن الأفريقي.
لكن الأمور ليست سهلة، فالاستثمار في المال السياسي الذي يقدمه أعداء السودانيين لبعض الدول العربية والأفريقية يزيد من ضغوط الحكومة الشرعية. لذا، يتطلب الأمر رؤية واضحة لإعادة صياغة القرار السياسي الخارجي، مع تحرك دبلوماسي يُفضح من خلاله ممارسات دويلة الشر.
*استراتيجية جديدة للتعاون:* حان الوقت لأن يتبنى السودان سياسة جديدة تحقق التوازن بين الأمن القومي والتجارة. لابد من بناء شراكات استراتيجية مع من يتشاركون المصالح، مثل روسيا والصين وبعض الدول الأفريقية. وإن كان هناك بروتوكول جديد للتعاون الاقتصادي وقع بين السودان وروسيا وباكستان والهند وإيران، فهذا بلا شك يمثل خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات.
*اجتماعات اللجنة المشتركة في موسكو:* انتهت أعمال اللجنة السودانية الروسية، وفي دورتها الثامنة، تم توقيع بروتوكول تعاون اقتصادي بين البلدين. وهذا يُظهر التزام السودان بتعزيز التعاون مع روسيا في مجالات المعادن والموارد الطبيعية. نتمنى أن تكون هذه الاجتماعات بمثابة الانطلاقة لاستراتيجية شاملة لجذب الاستثمارات الأجنبية.
*التغلب على المال السياسي الفاسد:* رغم كل ذلك، فإن السودان يحتاج إلى خطة واضحة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وسط الضغوط المالية الكبيرة. الحكومة الحالية يجب أن تخلق بيئة عمل نظيفة وجاذبة للمستثمرين. هنا، يمكن للسودان الاستفادة من تجارب الدول الأخرى الناجحة.
إن المرحلة الحالية تمثل فرصة تاريخية للسودان لإعادة صياغة سياسته الخارجية وبناء شراكات جديدة. من خلال التركيز على التعاون الاقتصادي مع الدول الصديقة، ومكافحة الفساد، وتطوير رؤية سياسية واضحة، سيكون بإمكان السودان أن يحقق التقدم، ويتجاوز أزمته الاقتصادية نحو إعادة الإعمار بمستقبل أفضل لشعبه.
|
|