الانتظار موت بطيء.. فلنواجه العسكر والإسلاميين بلا أوهام#

الانتظار موت بطيء.. فلنواجه العسكر والإسلاميين بلا أوهام#


09-25-2025, 05:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1758816460&rn=0


Post: #1
Title: الانتظار موت بطيء.. فلنواجه العسكر والإسلاميين بلا أوهام#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-25-2025, 05:07 PM

05:07 PM September, 25 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





من يتوهم أن الآلية الرباعية ستنقذ السودان بضربة عصا سحرية، أو أن العسكر والإسلاميين سيتبخرون من المشهد بقرارات الكونغرس، يعيش خارج التاريخ.
نحن لا نبيع الوهم ولا نغطي العيون بالحرير، بل نضع الإصبع على الجرح: القضية أعقد من كل هذا التجميل السياسي.
أوهام التفكيك
الحديث عن تفكيك كامل لمعسكر بورتسودان أو انهيار تام للدعم السريع هو مراهقة سياسية. الجيش لا يزال العمود الفقري للدولة، مهما كان فساده وتورطه، والإسلاميون ليسوا جمعية خيرية حتى ينهاروا ببيان أو عقوبات؛ هؤلاء أسياد البقاء في الظلام
بارعون في التكيف، ويمتلكون قواعد اجتماعية واقتصادية لن ينسفها قرار خارجي.
أما الدعم السريع، فاعتباره "تنظيمًا إرهابيًا" لا يلغي حقيقة أنه يسيطر على مدن وموارد وأرواح الناس. إقصاؤه في الخيال سهل، لكن في الواقع لا بديل عن مواجهته على طاولة التفاوض أو في ميدان الحرب.
عجز القوى المدنية
الأدهى من كل ذلك أن القوى المدنية التي يُراهن عليها البعض تعيش في حالة شلل مزمن. الانقسام، الشلل التنظيمي، وتقديس المناصب الصغيرة جعلها غير قادرة على فرض نفسها كبديل جاد. فكيف ستملأ فراغًا تتركه قوى مسلحة عاتية؟
الحقيقة التي يجب أن تُقال بلا مواربة: القوى المدنية ما لم تبنِ مشروعًا واقعيًا يستند إلى برنامج اقتصادي وسياسي واضح، ستظل مجرد ديكور ناعم يزين مؤتمرات الخارج بينما الداخل يبتلعها الحديد والنار.
الرباعية ليست وصيًا
الرباعية ليست جمعية خيرية تهتم بدموع السودانيين. مصالحها هي التي تحدد اتجاهاتها: واشنطن تريد الاستقرار وملاحقة الإسلاميين، الخليج يبحث عن مصالحه الأمنية والاقتصادية، وبريطانيا مجرد ظل باهت.
هذا الخليط لن يحقق لنا الدولة الديمقراطية الموعودة ما لم نصنع نحن الحد الأدنى من التوافق الداخلي.
الحقيقة المرة
إذن لنعترف -لا إقصاء كامل للعسكر، بل تقليم أظافرهم تدريجيًا.
لا زوال نهائي للإسلاميين، بل تحجيمهم وإجبارهم على التراجع للصفوف الخلفية.
لا سقوط تلقائي للدعم السريع، بل تسوية قسرية معه أو مواجهة مكلفة.
ولا نجاح للقوى المدنية ما لم تكسر انقساماتها وتطرح بديلاً شجاعًا.
لسنا هنا لننشر الإحباط، بل لنفضح الأكاذيب السياسية التي تُباع في سوق الوهم. الحقيقة قاسية، لكنها الطريق الوحيد للنجاة: السودان لن يقوم على توازنات الخارج وحدها، بل على قدرة أهله على مواجهة واقعهم العاري، بلا رتوش ولا خداع.