Post: #1
Title: تيسير محمد أحمد علي.. صوت أكاديمي في مواجهة حرب السودان الطويلة من كوكادام إلى الميرغني–قرنق: دروس
Author: الأمين مصطفى
Date: 09-25-2025, 05:01 AM
05:01 AM September, 25 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
تيسير محمد أحمد علي.. صوت أكاديمي في مواجهة حرب السودان الطويلة من كوكادام إلى الميرغني–قرنق: دروس في الطريق إلى السلام مقدمة أكتب عند منعطف ضروري لسلام السودان.
في ثمانينيات القرن الماضي التقيتُ الحبيب تيسير في كندا، وهو يجاهد بين العلم والسياسة والمعايش.. صاحٍ لا يغمض له جفن. ثم أنهى كفاح التلقي الأكاديمي لينتقل إلى كفاح العطاء أستاذًا في جامعة الخرطوم، حتى جاء انقلاب الكيزان الذي وضعه في أول قائمة المبعدين. كان يزين مكتبه الناشط، حتى في أسمرا، خطاب فصله الذي كتبه أحد سقط القوم ممن أوكلت إليهم مهمة تدمير الجامعة بغرض تمكين نظام التخلف الإسلامي الذي قاد السودان إلى هذه الحرب التي نعيش رحاها اليوم.
تجربة أسمرا والمرض بعد فصله من الجامعة، استقر تيسير في أسمرا. هناك أصابه المرض، فرحل إلى لندن ثم القاهرة، لكن جسده الواهن لم يمنع عقله من العطاء. التقيته في القاهرة، ورأيت بأم عيني كيف جمع بين الهشاشة الجسدية والصلابة العقلية والفكرية. من أسمرا أسس خطًا مدنيًا سلميًا، موازياً للمعارضة المسلحة بقيادة عبد العزيز خالد، مؤمنًا أن السودان يحتاج فكرًا أكثر مما يحتاج بندقية. كتبت عن ذلك في قائمة عابدين، مذكّرًا الأصدقاء أن البعد عن الجامعة والكفاح الأكاديمي والبعد عن السودان لم يطفئ جذوة البروفيسور، بل زادها صفاءً.
جسور الفكر والسياسة • مع جون قرنق: كان يراه صاحب مشروع وطني يتجاوز الجنوب، وأصرّ أن الحوار معه هو الطريق لفهم السودان الجديد. • مع منصور خالد: جمعتهما علاقة احترام، أحدهما دبلوماسي بارع والثاني أكاديمي صلب، يلتقيان في همّ الوطن ويختلفان في الأسلوب. • مع عابدين محمد زين العابدين: وجد في قائمته البريدية (Google Group) مساحة لبث مقالاته بعد أن صودرت منابر السودان الرسمية، وهناك نشرت شهادتي الشخصية عنه بعد لقائي به في أسمرا.
المقال الأخير في ديسمبرية كتب البروفيسور تيسير مؤخرًا في صحيفة ديسمبر مقاله الهام: «من كوكادام إلى اتفاق (الميرغني/قرنق): خطى في مشوار البحث عن السلام».
• استعاد فيه لحظة كوكادام ١٩٨٦ كأول اختراق حقيقي وضع الحرب الأهلية في سياق سياسي شامل. • أضاء اتفاق الميرغني/قرنق ١٩٨٨ باعتباره خطوة أكثر نضجًا، لكنه أُجهض بتعقيدات السياسة السودانية وتدخلات الخارج. • أكّد أن المشكلة لم تكن في غياب المبادرات، بل في ضعف الإرادة السياسية وتغوّل النخب العسكرية والاقتصادية. • ختم درسه بالقول إن السلام لن يتحقق إلا حين تصبح مصلحة المواطنين هي المعيار، لا مصالح النخب أو القوى الخارجية.
دروس و خلاصات إن مسيرة البروفيسور تيسير تلخص درسًا عميقًا: ١. أن المرض لا يهزم صاحب الرسالة. ٢. أن الفكر السلمي يمكن أن يقف شامخًا بجوار البندقية، بل يتفوق عليها. ٣. أن ذاكرة السودان بحاجة إلى أصوات مستقلة ووفية مثل صوته. ٤. وأن العودة إلى كوكادام ليست رجوعًا للماضي، بل استعادة لإمكانية التأسيس الوطني من جديد، بعيدًا عن تكرار إخفاقات التسويات الجزئية.
د. احمد التيجاني سيد احمد قيادي موسس في تحالف تاسيس ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥ روما إيطاليا
|
|