Post: #1
Title: من الشفْشَفَة إلى النَّهْبِ المُسَلَّحِ النَّهَارِيِّ كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 09-25-2025, 04:57 AM
04:57 AM September, 24 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
"من الشفْشَفَة إلى النَّهْبِ المُسَلَّحِ النَّهَارِيِّ"!! مسرحبة من 3فصول على مسرح أمل الحرب العبثية قطاع المليشيات،، الفصل الأوّل: أُجِيرٌ في القصر، المشهد: غرفة ضيّقة تشبه مطبخًا قديماً تحوّل إلى "مكتب رئاسيّ". إدريس يجلس على كرسي مخلوع إحدى قوائمه، ويصلح ماسورة مياه تقطر بجواره. (إدريس، يُحدّث نفسه) إدريس:
من ماسورة للقصور... إلى كُرسي القصور! قيل لي "احكم"، فقلت: "بس اسمعوا، ما عندي غير الجلبة دي، الكوع بجي بكرة"... (ينظر للكاميرا) لكن أنا ما رئيس... أنا أجير، قالوا لي نغطي الفراغ، وأنا غطّيت بالنايلون!
(دخول الوزير المُسلَّح، يرتدي نظّارات سوداء حتّى في الداخل، وصدره محشو بالنياشين من معركة لم تقع.) الوزير المُسلَّح:
معالي الرئيس الأجير، التقارير وصلت... الشعب بيتظاهر عشان "التغيير"... وأنا قلت للجنود: خففوا الطلق، بس خلوه "نهاري"، عشان الشفافيّة.
إدريس (متردداً):
التغيير، بس ما شايفينُه؟ يمكن فوق؟ يمكن في السماء؟
الوزير (ساخرًا):
لا، في مخازننا. بس قلنا نعلّقُه فوق، يشتاقوا ليه أكتر.
(ضوء خافت. صوت خارجيّ: "يسقط... يسقط... يسقط...") الفصل الثاني: النَّهْبُ المُسَلَّحُ النَّهَارِيّ المشهد: شارع شعبي. جماعة من "المليشيات المسلحة" تمرّ في وضح النهار، وهي تنهب المحلات بطريقة رسميّة. المواطن ١ (بائع بطيخ):
يا سعادة العساكر، ده المحل بتاعي!
الشرطي:
(بهدوء) معليش... تطبيق لائحة "استرداد الأمل" البند التاني: "نص النهار ملك الحكومة، والنص التاني ليك."
(يظهر الوزير المُسلَّح، يبتسم أمام الكاميرا) الوزير:
نحنا غيّرنا مفهوم الأمن... بدل يحرس المواطن، نحرز عليه. ده الأمن المُسلَّح النَّهاري... يا مواطن، كُن شفافًا وخليك ساكت عشان الامل.
(إدريس يدخل مهرولاً) إدريس:
يا سعادة الوزير، دا كلام؟! الناس جعانة، والأنين في الشوارع، والأنين عندي في القلب.
الوزير:
أنا الأمانة معاي... أمانة "السلاح والكلام المنمّق". خليك في الامل بتاعك.
(إدريس يُخرج ورقة مكتوب عليها: "مشروع الموازنة: الامل عالي فوق، والباقي نوايا.") الفصل الثالث: السُّقُوطُ من العُلوِّ المشهد: ساحة عامة، الناس يتجمهرون. إدريس يُطلّ من شرفة القصر، والوزير يقف خلفه حاملاً مكبّراً للصوت. إدريس (بصوتٍ خافت):
إخواني... الامل عالٍ... بس يمكن نجيب سلّم؟ ولا... نغيّر الوزير؟
(الناس تهتف: "الوزير يسقط! الوزير يرحل!") الوزير (يصرخ في الميكروفون):
نحن ننهب لأننا نُحبُّكم... والحب أفعال لا أقوال!
(يُقاطعُه المواطن ٢):
ده حُب مُسلّح يا سعادتك... ونحنا دايرين امن، بدون مليشيات الاتاوة والنهب المصلح بامل!
(إدريس يُلقي بورقة الاستقالة، لكنّها تطير في الهواء وتصعد مع "الوزير".) الناس (ساخرين):
الامل طيّر الاستقالة...
الوزير (يرفع سلاحه في الهواء):
من الآن فصاعدًا... ما في وزير داخلية، كلنا مليشيا الامل.
(ضوء خافت. صوت خارجيّ يُردِّد:
"من الشفشفة إلى النهب المُسلَّح... انتهى العرض، والواقع لسه بيعرض.")
|
|