رسالة هادئة في بريد الأستاذة رشا عوض بمقدمة كبسولة كتبه عمر الحويج

رسالة هادئة في بريد الأستاذة رشا عوض بمقدمة كبسولة كتبه عمر الحويج


09-24-2025, 12:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1758713200&rn=0


Post: #1
Title: رسالة هادئة في بريد الأستاذة رشا عوض بمقدمة كبسولة كتبه عمر الحويج
Author: عمر الحويج
Date: 09-24-2025, 12:26 PM

12:26 PM September, 24 2025

سودانيز اون لاين
عمر الحويج-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





كبسولة :
رشا عوض مع التقدير لمواقفك :
في علم الإجتماع السياسي الوسط ينحاز يمينًا للإستقرار
داخل الدولة الذي تحققه النظم المستبدة في سابق راهننا
رشا عوض مع التقدير لمواقفك :
في علم الإجتماع السياسي، في حالات ما يهدد الاستقرار
يتجه الوسط الإنحياز لليسار لرغبة التغيير كسابق راهننا .
رشا عوض مع التقدير لمواقفك :
في علم الإجتماع السياسي، عند الأزمات مهاجمة اليسار
دون مقتضي، سعي لحالة إستبداد مخبؤة لما يأتي لراهننا

***
رسالة هادئة في بريد الاستاذة رشا عوض

أوضح بداية وبشكل عام ، أن طبيعة "الوسط السياسي" باعتباره فضاءًا فاصل بين الاستقطاب اليميني مقابله اليساري . فالوسط يفترض أن يكون متوازنَا مع قناعاته السياسية والثقافية والإجتماعية . أي يميل حيث مصالحه العامة والخاصة ، وكلها مجازبات مشروعة ، يحسمها دائمًأ الحق في الصراع الديمقراطي بين طبقات المجتمع ، بمعنى أن الوسط ليس محايدًا تمامًا ، بل متأرجحًا حسب الظروف ، التي يقيس بها خياراته في إنفاذ إنحيازاته ، في أوضاع حالة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ، فالوسط ليس كتلة محايدة بالمطلق ، بل كتلة متأرجحة ، ففي الظروف الطبيعية ينحاز لليمين ، حفاظًا على الاستقرار .
ومن منظور علم الإجتماع السياسي ، ففي أوقات الأزمات وسيادة عدم العدالة وما يليها من ظلم سياسي واقتصادي واجتماعي ، فإن الوسط يميل بإنحيازه إلى اليسار بحثًا عن الإصلاح وتخفيف التوترات التي تهدد الاستقرار مبغاه ، طلبًا للتغيير وإن كان دون الجذري ، وهذا حقه في موازنات الصراع المجتمعي .
وعموما وكما كان يحدث دائمًا في تاريخنا ، فالوسط غالبًا ما كان يميل إلى اليمين ، لأنه يضمن له استمرارية النظام القائم وحماية مصالحه المكتسبة ، وفي بلادنا حالة الإستقرار هذه دائمًا ما تفرضها أنظمة الديكتاتوريات العسكرية وبدرجة اقل الديمقراطيات الهشة المترددة ، التي بشكل ما ، توفر للوسط الإستقرار المطلوب ، لتمرير سبل المحافظة على مصالحه ، وبالتالي تبرر انحيازه لها .
أما عند الأزمات التي عاشها شعبنا ثلاثينية الإنقاذ الخربة ، ووفقًا لهذا المنظور ، فقد تكاتف الوسط واليسار وحتى اليمين المعتدل ، بل تحالفت كل هذه الأطراف لإسقاط النظام ، وقد حدث وكانت ثورة ديسمبر العظيمة ، التي ارسلت النظام البائد لمزبلة التاريخ ، ولكنه لم يُهزَّم ، بل لملم جراحاته وامكاناته وتمكيناته ومسروقات٧ التي نهبها من شعب السودان ، ووفرها ليومه الأسود ، وأشعل بها حربَ التدمير الشامل ، وأوجد هذه اللحظة التاريخية اتي نعيش مراراتها ، والمطلوب فيها من الوسط واليسار وحتى اليمين المعتدل ، كما فعل إبان ثورته ، مناهضة هذه الحرب اللعينة ، والابتعاد عن الإنشغال بالتناقضات الثانوية ، التي أعجزت الثورة ، وعطلت مسيرتها ،
وهنا رسالتي للأستاذة/ رشا عوض التي تشن هجومًا على فصيل من كتلة اليسار العريض ، وفي جناحه الأكثر فاعلية ونشاطًا ، وأعني به الحزب الشيوعي ، ضد هذه الحرب اللعينة ، وأقول لها ، مشروعًا لك توجيه النقد لكل الأطراف والجبهات ، وحتى الأفراد نقدًا موضوعيًا ، وهذا شئ لا غبار عليه ، ولكن نقدك للحزب الشيوعي فيه كثير تحامل يعطي المتلقي إنطباعًا وكأنك تصطادين له الأخطاء المتوهمة ، وإن لم يكن اصطيادًا في ماء عكر ، تصبح هكذا صادمة ، ولأنك ترسلينها هكذا على بلاطة ، كما يقول أخوتنا المصريين ، لأنها تأتي كثيرًا دون مقتضى كما سجلت في الكبسولة ودون مناسبة محضورة ، بل لأنك تعرضينها للمتلقي بشكل فيه بعض شماتة تمنيت حدوثها ، بعيدُا عن مجرى سرديتك المقاومة ، لا كناقد موضوعي صافي النية ، يريد إصلاحًا للخطأ ، وهذه الوسيلة "الردم" كما يقول شبابنا في الساحة من طرفي الحرب نعمها ولاءها ، للتعبير عن عنف غير مسالم ، أقول أنها ليست من شيمة السياسي الذي يعارض مواقف غيره بمسؤولية ، وإلا أُتُّهم بأن له نوايا خفية وراءها أغراض أخرى ، قد تصل نية تكوين جبهة معادية جديدة ، تحل بديلًا لعداوة الإسلاميين للحزب الشيوعي ، طوال عقودهم السياسية الماضية ، من منطلق مخارج منهج ديني لا دنيوي جديد ، ولا أظنك تتخلين دون معنى ، ودون مرمى لهدف ، عن كل إنجاز قدمتيه في مسيرتك السياسية الناجعة ، دفاعًا عن الديمقراطية المستدامة ، والحرية والسلام ، ولا أقول هذا دفاعَا عن الحزب الشيوعي ، وإن كان عن إنتماء شبابي تنظيمي سابق ، وفكري عند الشيخوخة متواصل في ثوريته العقلانية محسوبة ، إنما دفاعًا عن مطلوبية الوحدة الثورية ، التي نحتاجها جميًعا في هذه اللحظة التاريخية ، للعمل على ضرورة وقف الحرب اللعينة ، التي قضت على الأخضر واليابس في بلادنا وأولها إخضرار البشر .
وهنا أقول للجميع وخاصة الحزب الشيوعي ، عُضُّوا على خريطة الطريق التي اخرجتها الرباعية التي تمثل الأطراف الفاعلة دوليًا بالنواجذ ، وأنبه أن كل التحفظات على بنودها ، تأتي بعد الحرب وشعبنا قادر ومجرب ، يفحص ويتصفح ثم يفصح عن طريقته الملهمة ، التي افصحت عن نفسها في ثلاث ثورات ظلت مدهشات لآخرين ، وحتى من له عداوة مع أطرافها ، فليتريث ، فما يجئ من عدوك العاقل الذي يمكنك محاربته بسلمية الرد ديمقراطيًا ، خير من أن يأتيك من عدو جاهل وحاقد ، يمارس علي شعبك كل هذه الإبادة الجماعية بكل أدوات الإبادة مشروعة وغير مشروعة .
وللاستاذة رشا عوض فائق تحياتي .

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية .. وثورتنا ترفرف مستمرة ]


***